Hadeer Khaled's Reviews > الأصل
الأصل (روبرت لانغدون، #5)
by
by
( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
أنحن – بني آدم – مجرد حادث كوني, و سنموت قريبًا؟
هل حياتنا نشأت من العدم؟
من أين أتينا؟ و ما نحن؟ و إلى أين نحن ذاهبون؟
بادئ ذي بدء أود أن أوضح أن تلك المراجعة لا علاقة لها بالحيادية, و لست آسفةً على هذا, فعقيدتي ليست صلاةً و لا حجابًا و لا صومًا و لا اختزالًا شعائري, و الأمر ليس مجرد كلامًا أجوف و ترديد لعبارات حماسية, فأنا إن كنت سأتعرض لنقد هذا العمل نقدًا حقيقيًا...فسأنطلق بلا أدنى شك من أساس وجودي في هذا الكون, ألا و هو...ديني.
الإسلام لا فصل فيه بين العقيدة و العمل, الإسلام لا يجعل معتنقيه بمنأى عنه حين نتحدث عن الفكر و العلم بحجة أن الدين للأمور الروحانية و لا علاقة له بأمور العقل...الإسلام جاء و نبع من القرآن و القرآن هو دستور الحياة الأوحد و الأعظم في هذا الكون, لذا الأمر بالنسبة لي لا علاقة له بالحيادية... الأمر تعدى حدود تلك الفكرة و سمح هذا الكاتب لنفسه بأسس واهية مثيرة للشفقة أن يأتي و يكتب لنا في عمل روائي ضخم أننا جئنا من مجرد حادثة بسبب اصطدام أربع غازات بعامل كهربائي و عزل للبرودة!
هكذا إذن...فنحن في نظر هذا الرجل, جئنا من التصادف الكيميائي و نشأنا من أربعة غازات و تيار كهربي, ثم حين نطرح عليه التساؤل الأهم: " و ما مصيرنا؟"يجيبنا أننا في الخمسين عامًا القادمة سننقرض و نندمج بالتكنولوجيا المتقدمة التي تزداد توغلًا في حياتنا ببراثنها المريبة بنبرة تفاؤلية كي يحاول إثبات بيت الشعر الخاص بويليام بليك " The dark religions are departed and sweet science reigns " و الذي استخدمه في روايته ككلمة سر لإطلاق الحقيقة التي ستدحض كل المزاعم الإيمانية و تثبت أن لا وجود لتلك الأساطير القديمة الخرافية التي تسمى " أديان "
لن أجعل مراجعتي محاولة للرد على إدعاءات إلحادية قد استطاع من هم أفضل و أعلم و أجدر مني على كافة المستويات أن يناهضوا و يقوضوا خرافاتها المضحكة و من أنا؟
و لكن باعتباري قارئة تهتم بأعمال هذا الكاتب المريب و تحترم موسوعيته البحثية ثم صُدمتْ بما قرأتْ...سأحاول تفنيد هذا الهراء بدون حيادية و بانطلاق عقائدي إسلامي بحت...آسفة و لكن لا احترام عندي لأشخاص يرون أن مجيئي إلى هذا الكون مجرد عبث و صدفة كونية غازية و ستنتهي بالدمج مع التكنولوجيا!
لاحظت قبل كل شيء أن حتى دان براون مصاب بمرض أسميه " و لا تقربوا الصلاة " هذا المرض ما شاء الله يصاب به كل شخص أعجمي يحاول تفسير علوم الإسلام الشرعية أو ما يتصل بتفسيرها و تأويلها, أقول أعجمي لأني أؤمن أن امتلاك ناصية المعجم اللغوي العربي و الشعور بأدق الفروقات بين كل كلمة و كل تركيب و كل بنية صرفية و إلى آخره...أمر لا يستطيع هؤلاء فهمه و لا الشعور به.. و لذلك يذكرونني بمن يحاولون تفسير تركهم للصلاة بابتسارهم لأول الآية قائلين: " و لا تقربوا الصلاة", ناسين "وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ".
ففي بداية خطبة بطل الرواية العالم المستقبلي و التي تمثل كعب أخيل هذا العمل, نجد المؤلف يقول على لسانه, أن أبا حامد الغزالي يحارب علم الرياضيات و يجدها كفرًا و زندقة و بسبب هذا الكلام تأخر تقدم المسلمين...
حسنًا, من الواضح أن كاتبنا المحترم قرأ ترجمة ساذجة لأعمال الغزالي أو قرأ مقالًا كتبه حاقد على الإسلام و أتعجب من سطحية دان براون و سرعة تسليمه لأي شيء يقال!
قال الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال :" أعلم: أن علومهم - بالنسبة إلى الغرض الذي نطلبه - ستة أقسام رياضية، ومنطقية، وطبيعية، وإلهية، وسياسية، وخلقية.
أما الرياضية: فتتعلق بعلم الحساب والهندسة وعلم هيئة العالم، وليس يتعلق منه شيء بالأمور الدينية نفياً وإثباتاًِ، بل هي أمور برهانية لا سبيل إلى مجاحدتهم بعد فهمها ومعرفتها. وقد تولدت منها آفتان: الأولى: من ينظر فيها يتعجب من دقائقها ومن ظهور براهينها، فيحسن بسبب ذلك اعتقاده في الفلاسفة، فيحسب أن جميع علومهم في الوضوح وفي وثاقة البرهان كهذا العلم. ثم يكون قد سمع من كفرهم وتعطيلهم وتهاونهم بالشرع ما تناولته الألسنة فيكفر بالتقليد المحض ويقول: لو كان الدين حقاً لما اختفى على هؤلاء مع تدقيقهم في هذا العلم! فإذا عرف بالتسامع كفرهم وجورهم استدل على أن الحق هو الجحد والإنكار للدين، وكم رأيت من يضل عن الحق بهذا العذر ولا مستند له سواه.
وإذا قيل له: الحاذق في صناعة واحدة ليس يلزم أن يكون حاذقاً في كل صناعة، فلا يلزم أن يكون الحاذق في الفقه والكلام حاذقاً في الطب، ولا أن يكون الجاهل بالعقليات جاهلاً بالنحو، بل لكل صناعة أهل بلغوا فيها رتبة البراعة والسبق، وإن كان الحمق والجهل يلزمهم في غيرها، فكلام الأوائل في الرياضيات برهاني وفي الإلهيات تخميني"
بل قال الغزالي في المنقذ من الضلال وهو يذكر الآفة الثانية:" الآفة الثانية: نشأت من صديق للإسلام جاهل، ظن أن الدين ينبغي أن ينصر بإنكار كل علم منسوب إليهم. فأنكر جميع علومهم وادعى جهلهم فيها حتى أنكر قولهم في الكسوف والخسوف، وزعم أن ما قالوه على خلاف الشرع فلما قرع ذلك سمع من عرف ذلك بالبرهان القاطع، لم يشك في برهانه ولكن اعتقد أن الإسلام مبني على الجهل وإنكار البرهان القاطع، فازداد للفلسفة حباً وللإسلام بغضاً، ولقد عظم على الدين جناية من ظن أن الإسلام ينصر بإنكار هذه العلوم، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي والإثبات، ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية. وقوله صلى الله عليه وسلّم: " إن الشمس والقمر آيتان من آياتِ الله تعالى لا ينخسفان ِ لموتِ أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة ".
وليس في هذا ما يوجب إنكار علم الحساب المعروف بمسير الشمس والقمر، واجتماعهما أو مقابلهما على وجه مخصوص، أما قوله عليه السلام: " لكن الله إذا تجلى لشيءْ خضع لهُ " فليس توجد هذه الزيادة في الصحيح أصلاً"
وقال ابن تيمية في الرد على المنطقيين :" وأيضا فان النظر في العلوم الدقيقة يفتق الذهن ويدر به ويقويه على العلم فيصير مثل كثرة الرمي بالنشاب وركوب الخيل تعين على قوة الرمي والركوب وإن لم يكن ذلك وقت قتال وهذا مقصد حسن."
و أقتبس من مقال وضّح هذه الفرية:
" وفي الواقع فالغزالي كان يهدف من خلال نقده للفلسفة إلى تشجيع التفكير النقدي. ويُعتَبر أول عالم دافع عن فصل العلوم الاجتماعية عن العلوم الطبيعية، وقال إن بعض الأصوليين رأوا أن الفلسفة لا يمكن فصلها عن الدين واتجهوا نحو رفض جميع أصناف الفلسفة بما في ذلك حقائق علمية كخسوف القمر وكسوف الشمس.
ووصف الغزالي هؤلاء الأصوليين بكونهم "مؤمنين مقلِّدين، يَقبلون ـ وبتسرع ـ حقائق مغلوطة دون التحقق من صحتها أو التحري في مصداقيتها".
وغالبا ما يُنظَر في البحوث الحديثة إلى الغزالي باعتباره عالما مُعرِضاً عن العلم، لكنه لا يوجد عالم واحد في تلك الحقبة التي عاش فيها الغزالي ينتقد العلم بسبب تأثير محتمل من الغزالي. فالعكس هو الحاصل تماما. وحتى معاصرو الغزالي لاحظوا أنه بقي وفيا للفلسفة حتى وفاته. ويلخِّصون نظرتهم إليه بالقول "معلمنا تَشَرَّب الفلسفة لدرجة صَعُب عليه بصقها".
وفي المقابل همشت المدارس التجديد والابتكار العلمي من خلال تركيزها على الدراسات الدينية لخدمة أهداف سياسية. وهو نهج لايزال تأثيره ساري المفعول إلى يومنا هذا. أما رجال الدين السنة فهم يمدحون الدور الذي يقوم به الواقفون وراء تلك المدارس في الإسلام السني"
و لكن ابتسر كاتبنا العزيز كل هذا كي يصرخ قائلًا: " انظروا فواحد من أهم العلماء المسلمين يزندق من تعلم الرياضيات ".
هذه نقطة مهمة للغاية أردت توضيحها لأنها مستفزة و فعلًا ذكرتني بهؤلاء من يقولون " لا تقربوا الصلاة" ...و تنطوي على خداع لعقلية القارئ و تضليل للديانة الإسلامية و الله أعلم ماذا أخفى أيضًا فيما يتعلق ببقية المعلومات.
ثم تأتي النقطة الأهم, النقطة التي بنى عليها دان براون كل هذه الضجة و ملأ صفحات الكتاب بالحديث عن كل ما قد يجذب القارئ, تشارلز داروين, التطور, النشوء و الارتقاء, الانفجار الأعظم و إلى آخره...
كيف جئنا؟
قام " ستانلي ميلر " بمساعدة أستاذه " هالولد يوري " سنة 1953م باستخدام خليطًا غازيًا من 1- الأمونيا 2- الميثان 3- الهيدروجين 4- بخار الماء (مفترضًا وجود هذه الغازات في الأرض البدائية) وقام ميلر بغلي هذا الخليط لمدة أسبوع بواسطة حرارة تبلغ 100 ْم، وأضاف إليها تيارًا كهربائيًا (وكأنها ومضات البرق في الأرض البدائية) وفي نهاية الأسبوع حلَّل المواد الكيميائية في قاع الوعاء فعثر على ثلاثة أحماض أمينية، فقام لوقته بعزلها, و لكن جاء دان براون كي يقول أنهم وجدوا في أنابيب هذه التجربة بعد خمسين عامًا تقريبًا عام 2007 بعض البدايات البكتيرية و بدء تكون شريط RNA !
نعم,أي قارئ متزعزع الإيمان يقرأ هذا الكلام و يبحث في بعض المواقع الإلحادية كي يتأكد أو حتى مواقع علمية...سينهار أمامه كل شيء, أنا شخصيًا أوقفت القراءة و حاولت تجميع شتات نفسي و لكني عندما ركزت في التجربة, وجدت وجود بخار الماء و الخطوات ذاتها ليست منطقية إطلاقًا..و بحثت و وجدت هذا الكلام في كتاب " النقد الكتابي: مدارس النقد و التشكيك و الرد عليها" :
1- أقر العلماء في الثمانينيات بأن الغازات التي كانت تحيط بالأرض البدائية هما النيتروجين وثاني أكسيد الكربون، ولم يكن هناك غاز الميثان ولا الأمونيا، ولكن ميلر اضطر لاستخدام غاز الأمونيا ليصل إلى حمض أميني، وكتب " كيفن ماكين " في مقاله بمجلة الاكتشاف Discover يقول " قام ميلر ويوري بمحاكاة الجو القديم للأرض بخليط من غازي الميثان والأمونيا.. كان يجب أن يتكون الجو الكيميائي لتلك الفترة في معظمه من النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، ولا تعد هذه الغازات غازات مناسبة مثل الميثان والأمونيا لتكوين جزئيات عضوية"(1)(2) وعندما قام " فيريس" و"" تشين " بتكرار تجربة ميلر في بيئة تحتوي على ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين والنيتروجين وبخار الماء، فشلت التجربة ولم يتمكنا من الحصول على أي حمض أميني(3).
2- بمجرد أن أنهى ميلر تجربته عزل الأحماض الأمينية بطريقة تُسمى " المصيدة الباردة " Cold Trap ولو تركها لتدمرت ثانية، ومن الطبيعي أن ظروف العزل هذه لم تكن متوفرة في الأرض البدائية، ويقول " ريتشارد بليس " العالِم الكيميائي " لولا هذه المصيدة الباردة، لكانت المنتجات الكيميائية قد دُمّرت بفعل المصدر الكهربائي"(4).
3- بانتهاء تجربة ميلر تكونت أحماض عضوية ذات خواص مدمرة لبنية الكائنات الحيَّة، وهذه الأحماض العضوية كانت كفيلة بالقضاء على الأحماض الأمينية لو لم يتم عزلها فورًا.
4- ما تكون من تجربة ميلر أحماض أمينية ذات الاتجاه الأيمن، ومن المعروف أن هذه الأحماض الأمينية اليمناء لا يمكن أن تُكوّن جزئ بروتين واحد.
5- اعترف " هارولد يوري " بأن الموضوع يدخل في نطاق أكثر من التطوُّر فيقول " يكتشف كل من يقوم منا بدراسة أصل الحياة بأنه كلما أمعن النظر في هذا الموضوع كلما شعرنا بأنه أعقد من أن يتطور في أي مكان، وكلنا نسلم، كقضية عقائدية، بأن الحياة قد تطوَّرت من المادة الميتة في هذا الكون، ولكن كل ما في الأمر أن تعقيدها من الضخامة بمكان بحيث يصعب علينا أن نتخيل وقوع الأمر بهذه الطريقة"(5)(6).
ونشرت مجلة الأرض EARTH في عددها الصادر في فبراير 1998م رغم أنها تناصر نظرية التطوُّر تقول " يعتقد الجيولوجيون الآن أن الجو البدائي قد تكون في معظمه من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، وهما غازان أقل تفاعلًا من تلك الغازات التي اُستخدمت في تجربة عام 1953م وحتى إن أمكن لجو ميلر أن يُحدِث، فكيف يتسنى لك أن تجعل جزئيات بسيطة مثل الأحماض الأمينية تمر بالتغيرات الكيميائية اللازمة التي ستحولها إلى مركبات أكثر تعقيدًا أو بوليمرات مثل البروتينات؟ ميلر نفسه عجز عن حل ذلك الجزء من اللغز، وقد تنهد قائلًا بسخط: أنها مشكلة كيف تصنع البوليمرات؟ لا يتم الأمر بكل هذه السهولة"(7)(8).
ونشرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" في عدد مارس 1998م مقالة بعنوان " ظهور الحياة على الأرض " جاء فيها " أن العديد من العلماء الآن يشكُّون في أن الجو البدائي كان مختلفًا عما أفترضه ميلر في البداية. أنهم يعتقدون أنه كان متكونًا من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين بدلًا من الهيدروجين والميثان والأمونيا، وهذه أخبار سيئة للكيميائيّين، فعندما يحاولون أن يشعلوا شرارة في ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، سيحصلون على كمية تافهة من الجزيئات العضوية تكافئ إذابة قطرة من مُلوّن طعام في بركة سباحة، وهكذا يجد العلماء صعوبة في تخيل أن الحياة قد نشأت في مثل هذا الحساء المخفف"
و كان لـ بول دافيس Paul davies وهو فيزيائي له شهرة عالمية و له كتابات علمية تعليقه الخاص أيضا بخصوص هذا الموضوع
)يعتقد بعض من العلماء أن الحياة تتكون من تلقاء نفسها بمجرد إضافة قدر من الطاقة فقط و هذا يتشابه بالضبط مع قولنا لنضع ديناميت تحت كومات من لبنات الآجُرّ ثم لتنفجر هذه الكومات و جرَّاء هذا الانفجار سوف يتشكل بيت ! و مما لا شك فيه أن هذا الانفجار لن يسفر إلا عن وجود حالة من الفوضى والتشوّش و لن يتكون البيت بحال من الأحوال وتكمن الصعوبة في تفسير أصل الحياة في السؤال كيف يمكن أن يُفَسَّر ذلك البناء المنظم و المعقد الذي تتداخل فيه الجزيئات بأن هناك طاقة دخلت إليه عن طريق المصادفة و كيف أتت الجزيئات المعقدة تعقيدا نوعيا للغاية بنفسها في مكان واحد و بهذا الشكل و ذلك الترتيب الدقيق (
إذن...ما المغزى من هذا العمل؟
كيف لكاتب مثل دان براون أن يفرط في اسمه و سمعته الأدبية المشهورة و يكتب عملًا في هذا المستوى من الدناءة و الرخص التجاري ..هل وصل دان براون لمستوى أحمد مراد عندنا في مصر كي يلفت الأنظار و يكون مثارًا للجدل وسط الرأي العام, هل الكاتب يخضع في كتاباته لعامل " الميول الرائجة" ؟
أفهم أن يهتم الكاتب الأدبي بمعالجة القضايا الشائعة في مجتمعه, و لكن هنا دان براون لا يعالج...بل يفرض وجهة نظره بأسس واهية كي يكون عمله فرقعة أدبية!
لا أنكر عامل التشويق و لا أنكر براعة الاهتمام البحثي و المعلوماتي و لكن ما جدوى كل هذا و نحن نرى كاتبًا يردد دعاوي إلحادية ساذجة شعواء؟
نعم...ساد الاعتقاد في عصر داروين أن الخلية ما هي إلا كيس يملؤه سائل إلا أن الابحاث التي اجريت في السنوات الاخيرة أثبتت أن الخلية عبارة عن بناء معقد للغاية يتكون من مواد عضوية كثيرة للغاية
و أظهر علم الاحياء الجزيئي في عصر داروين أن الحياة معقدة لدرجة لا يمكن للخيال حتى أن يتقبلها نعرف اليوم أن الخلية هي بناء أرقى من كل الآثار التي صنعها الانسان و هذه الحقيقة تدحض نظرية داروين التي تدعي أن الحياة نتاج للمصادفات فقط .
بقي أن أشير إلى شناعة الأخطاء الإملائية و النحوية التي ملأت هذا العمل و كانت مزعجة لي على الرغم من جودة الترجمة.
و ليس لي سوى أن أقول:
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
27 يناير 2018
أنحن – بني آدم – مجرد حادث كوني, و سنموت قريبًا؟
هل حياتنا نشأت من العدم؟
من أين أتينا؟ و ما نحن؟ و إلى أين نحن ذاهبون؟
بادئ ذي بدء أود أن أوضح أن تلك المراجعة لا علاقة لها بالحيادية, و لست آسفةً على هذا, فعقيدتي ليست صلاةً و لا حجابًا و لا صومًا و لا اختزالًا شعائري, و الأمر ليس مجرد كلامًا أجوف و ترديد لعبارات حماسية, فأنا إن كنت سأتعرض لنقد هذا العمل نقدًا حقيقيًا...فسأنطلق بلا أدنى شك من أساس وجودي في هذا الكون, ألا و هو...ديني.
الإسلام لا فصل فيه بين العقيدة و العمل, الإسلام لا يجعل معتنقيه بمنأى عنه حين نتحدث عن الفكر و العلم بحجة أن الدين للأمور الروحانية و لا علاقة له بأمور العقل...الإسلام جاء و نبع من القرآن و القرآن هو دستور الحياة الأوحد و الأعظم في هذا الكون, لذا الأمر بالنسبة لي لا علاقة له بالحيادية... الأمر تعدى حدود تلك الفكرة و سمح هذا الكاتب لنفسه بأسس واهية مثيرة للشفقة أن يأتي و يكتب لنا في عمل روائي ضخم أننا جئنا من مجرد حادثة بسبب اصطدام أربع غازات بعامل كهربائي و عزل للبرودة!
هكذا إذن...فنحن في نظر هذا الرجل, جئنا من التصادف الكيميائي و نشأنا من أربعة غازات و تيار كهربي, ثم حين نطرح عليه التساؤل الأهم: " و ما مصيرنا؟"يجيبنا أننا في الخمسين عامًا القادمة سننقرض و نندمج بالتكنولوجيا المتقدمة التي تزداد توغلًا في حياتنا ببراثنها المريبة بنبرة تفاؤلية كي يحاول إثبات بيت الشعر الخاص بويليام بليك " The dark religions are departed and sweet science reigns " و الذي استخدمه في روايته ككلمة سر لإطلاق الحقيقة التي ستدحض كل المزاعم الإيمانية و تثبت أن لا وجود لتلك الأساطير القديمة الخرافية التي تسمى " أديان "
لن أجعل مراجعتي محاولة للرد على إدعاءات إلحادية قد استطاع من هم أفضل و أعلم و أجدر مني على كافة المستويات أن يناهضوا و يقوضوا خرافاتها المضحكة و من أنا؟
و لكن باعتباري قارئة تهتم بأعمال هذا الكاتب المريب و تحترم موسوعيته البحثية ثم صُدمتْ بما قرأتْ...سأحاول تفنيد هذا الهراء بدون حيادية و بانطلاق عقائدي إسلامي بحت...آسفة و لكن لا احترام عندي لأشخاص يرون أن مجيئي إلى هذا الكون مجرد عبث و صدفة كونية غازية و ستنتهي بالدمج مع التكنولوجيا!
لاحظت قبل كل شيء أن حتى دان براون مصاب بمرض أسميه " و لا تقربوا الصلاة " هذا المرض ما شاء الله يصاب به كل شخص أعجمي يحاول تفسير علوم الإسلام الشرعية أو ما يتصل بتفسيرها و تأويلها, أقول أعجمي لأني أؤمن أن امتلاك ناصية المعجم اللغوي العربي و الشعور بأدق الفروقات بين كل كلمة و كل تركيب و كل بنية صرفية و إلى آخره...أمر لا يستطيع هؤلاء فهمه و لا الشعور به.. و لذلك يذكرونني بمن يحاولون تفسير تركهم للصلاة بابتسارهم لأول الآية قائلين: " و لا تقربوا الصلاة", ناسين "وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ".
ففي بداية خطبة بطل الرواية العالم المستقبلي و التي تمثل كعب أخيل هذا العمل, نجد المؤلف يقول على لسانه, أن أبا حامد الغزالي يحارب علم الرياضيات و يجدها كفرًا و زندقة و بسبب هذا الكلام تأخر تقدم المسلمين...
حسنًا, من الواضح أن كاتبنا المحترم قرأ ترجمة ساذجة لأعمال الغزالي أو قرأ مقالًا كتبه حاقد على الإسلام و أتعجب من سطحية دان براون و سرعة تسليمه لأي شيء يقال!
قال الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال :" أعلم: أن علومهم - بالنسبة إلى الغرض الذي نطلبه - ستة أقسام رياضية، ومنطقية، وطبيعية، وإلهية، وسياسية، وخلقية.
أما الرياضية: فتتعلق بعلم الحساب والهندسة وعلم هيئة العالم، وليس يتعلق منه شيء بالأمور الدينية نفياً وإثباتاًِ، بل هي أمور برهانية لا سبيل إلى مجاحدتهم بعد فهمها ومعرفتها. وقد تولدت منها آفتان: الأولى: من ينظر فيها يتعجب من دقائقها ومن ظهور براهينها، فيحسن بسبب ذلك اعتقاده في الفلاسفة، فيحسب أن جميع علومهم في الوضوح وفي وثاقة البرهان كهذا العلم. ثم يكون قد سمع من كفرهم وتعطيلهم وتهاونهم بالشرع ما تناولته الألسنة فيكفر بالتقليد المحض ويقول: لو كان الدين حقاً لما اختفى على هؤلاء مع تدقيقهم في هذا العلم! فإذا عرف بالتسامع كفرهم وجورهم استدل على أن الحق هو الجحد والإنكار للدين، وكم رأيت من يضل عن الحق بهذا العذر ولا مستند له سواه.
وإذا قيل له: الحاذق في صناعة واحدة ليس يلزم أن يكون حاذقاً في كل صناعة، فلا يلزم أن يكون الحاذق في الفقه والكلام حاذقاً في الطب، ولا أن يكون الجاهل بالعقليات جاهلاً بالنحو، بل لكل صناعة أهل بلغوا فيها رتبة البراعة والسبق، وإن كان الحمق والجهل يلزمهم في غيرها، فكلام الأوائل في الرياضيات برهاني وفي الإلهيات تخميني"
بل قال الغزالي في المنقذ من الضلال وهو يذكر الآفة الثانية:" الآفة الثانية: نشأت من صديق للإسلام جاهل، ظن أن الدين ينبغي أن ينصر بإنكار كل علم منسوب إليهم. فأنكر جميع علومهم وادعى جهلهم فيها حتى أنكر قولهم في الكسوف والخسوف، وزعم أن ما قالوه على خلاف الشرع فلما قرع ذلك سمع من عرف ذلك بالبرهان القاطع، لم يشك في برهانه ولكن اعتقد أن الإسلام مبني على الجهل وإنكار البرهان القاطع، فازداد للفلسفة حباً وللإسلام بغضاً، ولقد عظم على الدين جناية من ظن أن الإسلام ينصر بإنكار هذه العلوم، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي والإثبات، ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية. وقوله صلى الله عليه وسلّم: " إن الشمس والقمر آيتان من آياتِ الله تعالى لا ينخسفان ِ لموتِ أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة ".
وليس في هذا ما يوجب إنكار علم الحساب المعروف بمسير الشمس والقمر، واجتماعهما أو مقابلهما على وجه مخصوص، أما قوله عليه السلام: " لكن الله إذا تجلى لشيءْ خضع لهُ " فليس توجد هذه الزيادة في الصحيح أصلاً"
وقال ابن تيمية في الرد على المنطقيين :" وأيضا فان النظر في العلوم الدقيقة يفتق الذهن ويدر به ويقويه على العلم فيصير مثل كثرة الرمي بالنشاب وركوب الخيل تعين على قوة الرمي والركوب وإن لم يكن ذلك وقت قتال وهذا مقصد حسن."
و أقتبس من مقال وضّح هذه الفرية:
" وفي الواقع فالغزالي كان يهدف من خلال نقده للفلسفة إلى تشجيع التفكير النقدي. ويُعتَبر أول عالم دافع عن فصل العلوم الاجتماعية عن العلوم الطبيعية، وقال إن بعض الأصوليين رأوا أن الفلسفة لا يمكن فصلها عن الدين واتجهوا نحو رفض جميع أصناف الفلسفة بما في ذلك حقائق علمية كخسوف القمر وكسوف الشمس.
ووصف الغزالي هؤلاء الأصوليين بكونهم "مؤمنين مقلِّدين، يَقبلون ـ وبتسرع ـ حقائق مغلوطة دون التحقق من صحتها أو التحري في مصداقيتها".
وغالبا ما يُنظَر في البحوث الحديثة إلى الغزالي باعتباره عالما مُعرِضاً عن العلم، لكنه لا يوجد عالم واحد في تلك الحقبة التي عاش فيها الغزالي ينتقد العلم بسبب تأثير محتمل من الغزالي. فالعكس هو الحاصل تماما. وحتى معاصرو الغزالي لاحظوا أنه بقي وفيا للفلسفة حتى وفاته. ويلخِّصون نظرتهم إليه بالقول "معلمنا تَشَرَّب الفلسفة لدرجة صَعُب عليه بصقها".
وفي المقابل همشت المدارس التجديد والابتكار العلمي من خلال تركيزها على الدراسات الدينية لخدمة أهداف سياسية. وهو نهج لايزال تأثيره ساري المفعول إلى يومنا هذا. أما رجال الدين السنة فهم يمدحون الدور الذي يقوم به الواقفون وراء تلك المدارس في الإسلام السني"
و لكن ابتسر كاتبنا العزيز كل هذا كي يصرخ قائلًا: " انظروا فواحد من أهم العلماء المسلمين يزندق من تعلم الرياضيات ".
هذه نقطة مهمة للغاية أردت توضيحها لأنها مستفزة و فعلًا ذكرتني بهؤلاء من يقولون " لا تقربوا الصلاة" ...و تنطوي على خداع لعقلية القارئ و تضليل للديانة الإسلامية و الله أعلم ماذا أخفى أيضًا فيما يتعلق ببقية المعلومات.
ثم تأتي النقطة الأهم, النقطة التي بنى عليها دان براون كل هذه الضجة و ملأ صفحات الكتاب بالحديث عن كل ما قد يجذب القارئ, تشارلز داروين, التطور, النشوء و الارتقاء, الانفجار الأعظم و إلى آخره...
كيف جئنا؟
قام " ستانلي ميلر " بمساعدة أستاذه " هالولد يوري " سنة 1953م باستخدام خليطًا غازيًا من 1- الأمونيا 2- الميثان 3- الهيدروجين 4- بخار الماء (مفترضًا وجود هذه الغازات في الأرض البدائية) وقام ميلر بغلي هذا الخليط لمدة أسبوع بواسطة حرارة تبلغ 100 ْم، وأضاف إليها تيارًا كهربائيًا (وكأنها ومضات البرق في الأرض البدائية) وفي نهاية الأسبوع حلَّل المواد الكيميائية في قاع الوعاء فعثر على ثلاثة أحماض أمينية، فقام لوقته بعزلها, و لكن جاء دان براون كي يقول أنهم وجدوا في أنابيب هذه التجربة بعد خمسين عامًا تقريبًا عام 2007 بعض البدايات البكتيرية و بدء تكون شريط RNA !
نعم,أي قارئ متزعزع الإيمان يقرأ هذا الكلام و يبحث في بعض المواقع الإلحادية كي يتأكد أو حتى مواقع علمية...سينهار أمامه كل شيء, أنا شخصيًا أوقفت القراءة و حاولت تجميع شتات نفسي و لكني عندما ركزت في التجربة, وجدت وجود بخار الماء و الخطوات ذاتها ليست منطقية إطلاقًا..و بحثت و وجدت هذا الكلام في كتاب " النقد الكتابي: مدارس النقد و التشكيك و الرد عليها" :
1- أقر العلماء في الثمانينيات بأن الغازات التي كانت تحيط بالأرض البدائية هما النيتروجين وثاني أكسيد الكربون، ولم يكن هناك غاز الميثان ولا الأمونيا، ولكن ميلر اضطر لاستخدام غاز الأمونيا ليصل إلى حمض أميني، وكتب " كيفن ماكين " في مقاله بمجلة الاكتشاف Discover يقول " قام ميلر ويوري بمحاكاة الجو القديم للأرض بخليط من غازي الميثان والأمونيا.. كان يجب أن يتكون الجو الكيميائي لتلك الفترة في معظمه من النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، ولا تعد هذه الغازات غازات مناسبة مثل الميثان والأمونيا لتكوين جزئيات عضوية"(1)(2) وعندما قام " فيريس" و"" تشين " بتكرار تجربة ميلر في بيئة تحتوي على ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين والنيتروجين وبخار الماء، فشلت التجربة ولم يتمكنا من الحصول على أي حمض أميني(3).
2- بمجرد أن أنهى ميلر تجربته عزل الأحماض الأمينية بطريقة تُسمى " المصيدة الباردة " Cold Trap ولو تركها لتدمرت ثانية، ومن الطبيعي أن ظروف العزل هذه لم تكن متوفرة في الأرض البدائية، ويقول " ريتشارد بليس " العالِم الكيميائي " لولا هذه المصيدة الباردة، لكانت المنتجات الكيميائية قد دُمّرت بفعل المصدر الكهربائي"(4).
3- بانتهاء تجربة ميلر تكونت أحماض عضوية ذات خواص مدمرة لبنية الكائنات الحيَّة، وهذه الأحماض العضوية كانت كفيلة بالقضاء على الأحماض الأمينية لو لم يتم عزلها فورًا.
4- ما تكون من تجربة ميلر أحماض أمينية ذات الاتجاه الأيمن، ومن المعروف أن هذه الأحماض الأمينية اليمناء لا يمكن أن تُكوّن جزئ بروتين واحد.
5- اعترف " هارولد يوري " بأن الموضوع يدخل في نطاق أكثر من التطوُّر فيقول " يكتشف كل من يقوم منا بدراسة أصل الحياة بأنه كلما أمعن النظر في هذا الموضوع كلما شعرنا بأنه أعقد من أن يتطور في أي مكان، وكلنا نسلم، كقضية عقائدية، بأن الحياة قد تطوَّرت من المادة الميتة في هذا الكون، ولكن كل ما في الأمر أن تعقيدها من الضخامة بمكان بحيث يصعب علينا أن نتخيل وقوع الأمر بهذه الطريقة"(5)(6).
ونشرت مجلة الأرض EARTH في عددها الصادر في فبراير 1998م رغم أنها تناصر نظرية التطوُّر تقول " يعتقد الجيولوجيون الآن أن الجو البدائي قد تكون في معظمه من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، وهما غازان أقل تفاعلًا من تلك الغازات التي اُستخدمت في تجربة عام 1953م وحتى إن أمكن لجو ميلر أن يُحدِث، فكيف يتسنى لك أن تجعل جزئيات بسيطة مثل الأحماض الأمينية تمر بالتغيرات الكيميائية اللازمة التي ستحولها إلى مركبات أكثر تعقيدًا أو بوليمرات مثل البروتينات؟ ميلر نفسه عجز عن حل ذلك الجزء من اللغز، وقد تنهد قائلًا بسخط: أنها مشكلة كيف تصنع البوليمرات؟ لا يتم الأمر بكل هذه السهولة"(7)(8).
ونشرت مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" في عدد مارس 1998م مقالة بعنوان " ظهور الحياة على الأرض " جاء فيها " أن العديد من العلماء الآن يشكُّون في أن الجو البدائي كان مختلفًا عما أفترضه ميلر في البداية. أنهم يعتقدون أنه كان متكونًا من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين بدلًا من الهيدروجين والميثان والأمونيا، وهذه أخبار سيئة للكيميائيّين، فعندما يحاولون أن يشعلوا شرارة في ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، سيحصلون على كمية تافهة من الجزيئات العضوية تكافئ إذابة قطرة من مُلوّن طعام في بركة سباحة، وهكذا يجد العلماء صعوبة في تخيل أن الحياة قد نشأت في مثل هذا الحساء المخفف"
و كان لـ بول دافيس Paul davies وهو فيزيائي له شهرة عالمية و له كتابات علمية تعليقه الخاص أيضا بخصوص هذا الموضوع
)يعتقد بعض من العلماء أن الحياة تتكون من تلقاء نفسها بمجرد إضافة قدر من الطاقة فقط و هذا يتشابه بالضبط مع قولنا لنضع ديناميت تحت كومات من لبنات الآجُرّ ثم لتنفجر هذه الكومات و جرَّاء هذا الانفجار سوف يتشكل بيت ! و مما لا شك فيه أن هذا الانفجار لن يسفر إلا عن وجود حالة من الفوضى والتشوّش و لن يتكون البيت بحال من الأحوال وتكمن الصعوبة في تفسير أصل الحياة في السؤال كيف يمكن أن يُفَسَّر ذلك البناء المنظم و المعقد الذي تتداخل فيه الجزيئات بأن هناك طاقة دخلت إليه عن طريق المصادفة و كيف أتت الجزيئات المعقدة تعقيدا نوعيا للغاية بنفسها في مكان واحد و بهذا الشكل و ذلك الترتيب الدقيق (
إذن...ما المغزى من هذا العمل؟
كيف لكاتب مثل دان براون أن يفرط في اسمه و سمعته الأدبية المشهورة و يكتب عملًا في هذا المستوى من الدناءة و الرخص التجاري ..هل وصل دان براون لمستوى أحمد مراد عندنا في مصر كي يلفت الأنظار و يكون مثارًا للجدل وسط الرأي العام, هل الكاتب يخضع في كتاباته لعامل " الميول الرائجة" ؟
أفهم أن يهتم الكاتب الأدبي بمعالجة القضايا الشائعة في مجتمعه, و لكن هنا دان براون لا يعالج...بل يفرض وجهة نظره بأسس واهية كي يكون عمله فرقعة أدبية!
لا أنكر عامل التشويق و لا أنكر براعة الاهتمام البحثي و المعلوماتي و لكن ما جدوى كل هذا و نحن نرى كاتبًا يردد دعاوي إلحادية ساذجة شعواء؟
نعم...ساد الاعتقاد في عصر داروين أن الخلية ما هي إلا كيس يملؤه سائل إلا أن الابحاث التي اجريت في السنوات الاخيرة أثبتت أن الخلية عبارة عن بناء معقد للغاية يتكون من مواد عضوية كثيرة للغاية
و أظهر علم الاحياء الجزيئي في عصر داروين أن الحياة معقدة لدرجة لا يمكن للخيال حتى أن يتقبلها نعرف اليوم أن الخلية هي بناء أرقى من كل الآثار التي صنعها الانسان و هذه الحقيقة تدحض نظرية داروين التي تدعي أن الحياة نتاج للمصادفات فقط .
بقي أن أشير إلى شناعة الأخطاء الإملائية و النحوية التي ملأت هذا العمل و كانت مزعجة لي على الرغم من جودة الترجمة.
و ليس لي سوى أن أقول:
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
27 يناير 2018
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
الأصل.
Sign In »
Reading Progress
January 20, 2018
– Shelved as:
to-read
January 20, 2018
– Shelved
January 24, 2018
–
Started Reading
January 24, 2018
–
32.54%
"قولنا ١٠٠ مرة بلاش أجانب يكتبوا حاجة عننا 😂😂
بس برضو السسبنس هيقتلني خلاص، مش عايزة أنام 😂"
page
151
بس برضو السسبنس هيقتلني خلاص، مش عايزة أنام 😂"
January 25, 2018
–
64.87%
"خلاص أنا وصلت لمرحلة إني بكلم نفسي و عمالة أقول " من أين أتينا و إلى أين نحن ذاهبون " 😂"
page
301
January 26, 2018
–
Finished Reading
Comments Showing 1-29 of 29 (29 new)
date
newest »
message 1:
by
Hadeel
(new)
Jan 26, 2018 04:17PM
سلمت يمناكِ ، ماشاء الله تبارك الرحمن!
reply
|
flag
ايه العظمة دي كلها يا هدير بس !!! انا هحتفظ بالمراجعة دي عندي والله ..المقدمة خاصةً تقشعر لها الأبدان ♡♡♡♡ ..لا فض للله فاكِ
Amr wrote: "في معلومات اول مرة اعرفها من الريفيو ده يا هدير .. ربنا يكرمك ويزيدك من العلم وينفعك به :)"
يا أ/عمرو و منكم نستفيد والله...ربنا يكرمك و يعزك..أنا فرحانة جدا جدا إني الريفيو عجب حضرتك والله 😊
يا أ/عمرو و منكم نستفيد والله...ربنا يكرمك و يعزك..أنا فرحانة جدا جدا إني الريفيو عجب حضرتك والله 😊
هَنَـــاءْ wrote: "عظيم يا هدير ... سلمت يداك🌷🌷"
ربنا يكرمك يا هناء و يعزك
أحرجتيني بكلامك جدًّا 💟
تعليقك شرف ليا والله
ربنا يكرمك يا هناء و يعزك
أحرجتيني بكلامك جدًّا 💟
تعليقك شرف ليا والله
محمد حمزة wrote: "شكرا جزيلا على ما خطت يمينكِ"
يا نهار أبيض ..أ/محمد حمزة أنا شرف ليا والله العظيم...ربنا يكرمك يا رب و ينفع بك
شكرًا على ايه بس...والله بنتعلم من حضرتك :))
يا نهار أبيض ..أ/محمد حمزة أنا شرف ليا والله العظيم...ربنا يكرمك يا رب و ينفع بك
شكرًا على ايه بس...والله بنتعلم من حضرتك :))
Abdelrahman fathy wrote: "ايه العظمة دي كلها يا هدير بس !!! انا هحتفظ بالمراجعة دي عندي والله ..المقدمة خاصةً تقشعر لها الأبدان ♡♡♡♡ ..لا فض للله فاكِ"
خلاص يا عبد الرحمن أما موتت من السعادة والله....الريفيو عجبك؟
لا خلاص بجد أنا فرحانة أوي
ربنا يكرمك
اجي جمبك ايه بس 😊😄
خلاص يا عبد الرحمن أما موتت من السعادة والله....الريفيو عجبك؟
لا خلاص بجد أنا فرحانة أوي
ربنا يكرمك
اجي جمبك ايه بس 😊😄
ما شااء الله يا هدير 💜
نفع الله بكِ وزادكِ علما وزادنا استفادة مما عندك ^^
شكرا لكِ على هذه المراجعة 🌸
نفع الله بكِ وزادكِ علما وزادنا استفادة مما عندك ^^
شكرا لكِ على هذه المراجعة 🌸
حبيبتي يا ديما والله فرحتيني قووي 💜💜
اللهم آمين و إياكِ يا حبيبتي يا رب 😍
شكر على ايه بس...أنا ممتنة لكلامك الحلو ده والله
منكم نتعلم 😄
اللهم آمين و إياكِ يا حبيبتي يا رب 😍
شكر على ايه بس...أنا ممتنة لكلامك الحلو ده والله
منكم نتعلم 😄
"اﻹسلام ﻻيجعل معتنقيه بمنأى عنه حين نتحدث عن الفكر والعلم بحجة أن الدين للأمور الروحانية وﻻ علاقة له بأمور العقل"..هذه العبارة وحدها تزن الكثير، أحسنت وفتح الله عليك بالحق
رائع جدا .. جزاك الله خيرا ..
قال عز وجل: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ ، أَفَلَا تُبْصِرُونَ).
قال عز وجل: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ ، أَفَلَا تُبْصِرُونَ).
وهذا جزء جميل جدا وهو موجود عند كثير منهم:
لاحظت قبل كل شيء أن حتى دان براون مصاب بمرض أسميه "ولا تقربوا الصلاة" هذا المرض ما شاء الله يصاب به كل شخص أعجمي يحاول تفسير علوم الإسلام الشرعية أو ما يتصل بتفسيرها و تأويلها, أقول أعجمي لأني أؤمن أن امتلاك ناصية المعجم اللغوي العربي والشعور بأدق الفروقات بين كل كلمة وكل تركيب وكل بنية صرفية وإلى آخره... أمر لا يستطيع هؤلاء فهمه ولا الشعور به .. ولذلك يذكرونني بمن يحاولون تفسير تركهم للصلاة بابتسارهم لأول الآية قائلين: "ولا تقربوا الصلاة", ناسين "وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ".
لاحظت قبل كل شيء أن حتى دان براون مصاب بمرض أسميه "ولا تقربوا الصلاة" هذا المرض ما شاء الله يصاب به كل شخص أعجمي يحاول تفسير علوم الإسلام الشرعية أو ما يتصل بتفسيرها و تأويلها, أقول أعجمي لأني أؤمن أن امتلاك ناصية المعجم اللغوي العربي والشعور بأدق الفروقات بين كل كلمة وكل تركيب وكل بنية صرفية وإلى آخره... أمر لا يستطيع هؤلاء فهمه ولا الشعور به .. ولذلك يذكرونني بمن يحاولون تفسير تركهم للصلاة بابتسارهم لأول الآية قائلين: "ولا تقربوا الصلاة", ناسين "وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ".
هذا ريفيو العمر يا هدير و تذكري كلامي💚حتى لو انا منحتها 3مثلا عند قراءتها . .لان كاتبها غربي ..الا اننا مثلما قلت لا يمكن ان ينسى المؤمن او المسلم انه مسلم ..طوال قراءته ..سيظل هذا الريفيو هو الاكثر ثراء..اهنئك
Hasan حسن wrote: ""اﻹسلام ﻻيجعل معتنقيه بمنأى عنه حين نتحدث عن الفكر والعلم بحجة أن الدين للأمور الروحانية وﻻ علاقة له بأمور العقل"..هذه العبارة وحدها تزن الكثير، أحسنت وفتح الله عليك بالحق"
الله يعزك يا رب أ/حسن...شرفتني بتعليقك والله 😄
الله يعزك يا رب أ/حسن...شرفتني بتعليقك والله 😄
Yehia wrote: "رائع جدا .. جزاك الله خيرا ..
قال عز وجل: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ ، أَفَلَا تُبْصِرُونَ)."
و إياك يا رب...ربنا يكرمك يا رب...تعليقك أسعدني جدًّا 😁
قال عز وجل: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنفُسِكُمْ ، أَفَلَا تُبْصِرُونَ)."
و إياك يا رب...ربنا يكرمك يا رب...تعليقك أسعدني جدًّا 😁
Yehia wrote: "وهذا جزء جميل جدا وهو موجود عند كثير منهم:
لاحظت قبل كل شيء أن حتى دان براون مصاب بمرض أسميه "ولا تقربوا الصلاة" هذا المرض ما شاء الله يصاب به كل شخص أعجمي يحاول تفسير علوم الإسلام الشرعية أو ما يت..."
بالفعل و أعتقد هي دي موطن المشكلة مع المستشرقين و هما بيتكلموا عن تراثنا 😐
لاحظت قبل كل شيء أن حتى دان براون مصاب بمرض أسميه "ولا تقربوا الصلاة" هذا المرض ما شاء الله يصاب به كل شخص أعجمي يحاول تفسير علوم الإسلام الشرعية أو ما يت..."
بالفعل و أعتقد هي دي موطن المشكلة مع المستشرقين و هما بيتكلموا عن تراثنا 😐
Nayra.Hassan wrote: "هذا ريفيو العمر يا هدير و تذكري كلامي💚حتى لو انا منحتها 3مثلا عند قراءتها . .لان كاتبها غربي ..الا اننا مثلما قلت لا يمكن ان ينسى المؤمن او المسلم انه مسلم ..طوال قراءته ..سيظل هذا الريفيو هو الاكث..."
أنا قولت مش هحس بنجاح الريفيو ده إلا لما حضرتك تقرأيه و امبارح لما كننا في المعرض طلبت ده من حضرتك عشان رأي حضرتك مهم عندي قوي قوي 💜
الله يكرمك يا رب و يعزك...كلمة حضرتك دي هحتفظ بيها و مش هنساها أبدًاااا 😍
أنا قولت مش هحس بنجاح الريفيو ده إلا لما حضرتك تقرأيه و امبارح لما كننا في المعرض طلبت ده من حضرتك عشان رأي حضرتك مهم عندي قوي قوي 💜
الله يكرمك يا رب و يعزك...كلمة حضرتك دي هحتفظ بيها و مش هنساها أبدًاااا 😍
ايه العظمة ديه كلها يا هدير.. ده بحث متعمق جدا مش مجرد ريفيو.. الله ينور عليكي :) .. وربنا يزيدك علمًا وفهمًا يا رب
صباح الخير هدير ...
اطلعت على الريفيو بتاعك وليا بعض التعليقات
* بناء الرواية فيه جزء واقعى ( احداث حقيقية وقعت فى زمن ماضى) و احداث اخرى غير واقعيه خيالية من خيال الكاتب ..ولذلك ماينفعش نحكم على كل اللى كتبه كجزء واحد كده
** دان براون فى الروايه قال ان تجربة ميلر و يورى فشلت هو ذكرها و ذكر فكرتها و اكد انها فشلت فى تكوين اى نوع من انواع الحياه وان اللى اتكون بعض الاحماض الامينية فقط و لم تكن بداية الحياه عن طريق هذا التفاعل بين الغازات و المياه .. لكن فى إطار الخيال العلمى قال انه اكتشف كمبيوتر يقدر يتنبأ بالمستقبل والكمبيوتر ذات نفسه قال ان تجربه ميلر بعد مئات السنين برضه فشلت و مش حينتج عنها اى مظاهر حياه الى ان توصل الى الماده الناقصة فى التركيبه و كمل هو التجربة فى اطار خيال علمى ..كله فى إطار الخيال يا هدير فين قال ان تجربة ميلر نجحت فى الواقع و اكتشفت سر الحياه ؟؟
***دان براون لم يتناول الدين الاسلامة بشئ من النقد او مقارنه العلوم الحاليه بالحقائق القرءانيه هو تناول الاديان ككل . و لا تغفلى ان اللى بيتحدث عن الاديان ملحد اكيد حيقدم نقد لازع لمفهوم الاديان
** متفق معاكى تماما ان دان براون لم يطلع على كتب الغزالى حجه الاسلام لان فعلا الغزالى مقلش كده و كان بيشجع على العلم ديما
اطلعت على الريفيو بتاعك وليا بعض التعليقات
* بناء الرواية فيه جزء واقعى ( احداث حقيقية وقعت فى زمن ماضى) و احداث اخرى غير واقعيه خيالية من خيال الكاتب ..ولذلك ماينفعش نحكم على كل اللى كتبه كجزء واحد كده
** دان براون فى الروايه قال ان تجربة ميلر و يورى فشلت هو ذكرها و ذكر فكرتها و اكد انها فشلت فى تكوين اى نوع من انواع الحياه وان اللى اتكون بعض الاحماض الامينية فقط و لم تكن بداية الحياه عن طريق هذا التفاعل بين الغازات و المياه .. لكن فى إطار الخيال العلمى قال انه اكتشف كمبيوتر يقدر يتنبأ بالمستقبل والكمبيوتر ذات نفسه قال ان تجربه ميلر بعد مئات السنين برضه فشلت و مش حينتج عنها اى مظاهر حياه الى ان توصل الى الماده الناقصة فى التركيبه و كمل هو التجربة فى اطار خيال علمى ..كله فى إطار الخيال يا هدير فين قال ان تجربة ميلر نجحت فى الواقع و اكتشفت سر الحياه ؟؟
***دان براون لم يتناول الدين الاسلامة بشئ من النقد او مقارنه العلوم الحاليه بالحقائق القرءانيه هو تناول الاديان ككل . و لا تغفلى ان اللى بيتحدث عن الاديان ملحد اكيد حيقدم نقد لازع لمفهوم الاديان
** متفق معاكى تماما ان دان براون لم يطلع على كتب الغزالى حجه الاسلام لان فعلا الغزالى مقلش كده و كان بيشجع على العلم ديما
الريڤيو عاطفي جداً وسخيف ومُبالغ به وعدواني...الكتاب لا يُقيّم على الأسس التي إستخدمتها حضرتك للتقييم! وإذا كان دينك يمنعك من التفكير خارج إطاره ويُلزمكِ بالرجوع إليه في كل صغيرة وكبيرة (حتى لو في تقييم كتاب) فإعلمي إنه دين دكتاتوري! :) لم تُعجبني الرواية ولست ادافع عنها لكن مراجعتك مُستَفِزّة!!
Huda wrote: "وإذا كان دينك يمنعك من التفكير خارج إطاره ويُلزمكِ بالرجوع إليه في كل صغيرة وكبيرة (حتى لو في تقييم كتاب) فاعلمي إنه دين دكتاتوري!"
هو الإسلام لو مش عايزاه يكون للإنسان مرجعية في نقد مضمون كتاب زي ده كله في الغيبيات، وخاصة مؤلفه واحد ملحد وبيحاول ينشر أفكاره الإلحادية من خلال رواياته، فهايبقى مرجعية لايه مش فاهم؟ كيفية طبخ الشاورما الفراخ والبسبوسة مثلا ؟ وما علاقة هذا بالدكتاتورية؟
كلام حضرتك اللي عاطفي وسخيف ومستفز لأقصى الحدود! "على حد تعبيرك".
هو الإسلام لو مش عايزاه يكون للإنسان مرجعية في نقد مضمون كتاب زي ده كله في الغيبيات، وخاصة مؤلفه واحد ملحد وبيحاول ينشر أفكاره الإلحادية من خلال رواياته، فهايبقى مرجعية لايه مش فاهم؟ كيفية طبخ الشاورما الفراخ والبسبوسة مثلا ؟ وما علاقة هذا بالدكتاتورية؟
كلام حضرتك اللي عاطفي وسخيف ومستفز لأقصى الحدود! "على حد تعبيرك".
بشكر جهودك بس الصراحة كتيير بالغتي الكاتب ذكر أشياء حقيقية حصلت بالماضي وكملها من خلال خيالو ،بأكد على كلمة "خيال"يعني الشخصيات والمعلومات من خيال الكاتب وهوي ما ذم دين الإسلام وكان عم يتحدث بشكل عام والرواية أبدا ما أثرت 1% على عقيدتي واستمتعت بالأحداث جداً..