What do you think?
Rate this book
456 pages
First published September 1, 1964
إن الرجال الستين، الذين قدمهم هذا الكتاب، لينوبون عن الألوف العديدة والمجيدة من إخوانهم الذين رأوا الرسول وعاصروه، وآمنوا به، وجاهدوا معه. ففي صور هؤلاء الستين الأبرار، نرى صور جميع الأصحاب.. نرى إيمانهم، وثباتهم، وبطولتهم، وتضحياتهم، وولاءهم .. نرى البذل الذي بذلوا .. والنصر الذي أحرزوا ... والدور الذي نهضوا به لتحرير البشرية بأسرها من وثنية الضمير، وضياع المصير .. !! هؤلاء الرجال إذن هم نموذج باهر ور��ئع، نستقبله ونستجليه ، ونرى فيه أبطال وجنود أعظم حقبة من حقب النضال الإنساني عامة ، والديني خاصة .. تلك الحقبة التي تهدم فيها العالم القديم تحت مطارق الحقيقة الجديدة التي جاءت تعلن توحيد الرب، وتوحيد الخلق. فلا أصنام، ولا أوثان ولا أباطرة، ولا قياصرة، إنما الله إله واحد .. وإنما الناس سواسية كأسنان المشط ...
“من كان في شك من عظمة محمد الرسول الصادق،والمعلم الكامل،فليقف أمام هذه النماذج من أتباعه وأصحابه، وليسأل نفسه: هل يقدرعلى انجاب هذا الطراز الرفيع سوى رسول كريم،ومعلم عظيم؟
إذا خاضوا في سبيل الله قتالاً اندفعوا اندفاع من يبحث عن المنية،لا عن النصر!
وإذا كانوا خلفاء وحكاما،ذهب الخليفة يحلب شياه الأيامى ويعجن خبز اليتامى..كما فعل أبو بكر وعمر ..!
وإذا كانوا ولاه حملوا طعامهم على ظهورهم مربوطاً بحبل..كما فعل عمّار.. أو تنازلوا عن راتبهم وجلسوا يصنعون من الخوص المجدول أوعية كما صنع سلمان..!
ألا فلنحن الجباه تحيّة وإجلالا للدين الذي أنجبهم ،وللرسول الذي ربّاهم..وقبل الدين والرسول، لله العليّ الكبير الذي اجتباهم لهذا كله..وهداهم لهذا كله..وجعلهم روّاداً لخير أمة أخرجت للناس..!!”
“قال ﷺ :
أرحم أمتي أبو بكر ، و أقواهم عمر ، و أصدقهم حياء عثمان ،
و أقضاهم عليّ ، و أفرضهم زيد ، و أقرؤهم لكتاب الله عز وجل أبيّ بن كعب ،
و أعلمهم بالحلال والحرام معاذ ابن جبل ، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراح ،
و أبو هريرة وعاء من العلم ، و سلمان بحر من علم لايدرك ،
وما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء أو قال البطحاء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر .”
“وحين ننشد الحقيقة بواسطة العقل، يفرض الشك نفسه كوسيلة إلى المعرفة”
“و أذا كانو ولاة حملوا طعامهم على ظهورهم مربوطا بحبل كما فعل عمار بن ياسر أو تنازلوا عن رواتبهم و جلسوايصنعون من الخوص المجدول أوعية و مكايل كما صنع سلمان الفارسى.”