Jump to ratings and reviews
Rate this book

لن أغادر منزلي #1

لن أغادر منزلي

Rate this book
في البدء كان الاسم. بضعة أحرف، صوت، يطلقونه عليك فترث معه جعبة كاملة فخّخها الحب والانتماء: للعائلة وللوطن، للمدرسة وللشجرة الهرمة أمام المنزل، لرائحة الجدّة ولصورٍ عائليّة بالأبيض والأسود. في البدء كانت الهُويّة، وصمة، لعنة، فرزٌ بيولوجيّ ظرفيّ واعتباطيّ لكائن يتنفّس للمرّة الأولى، يبكي للمرّة الأولى في موقفٍ هو الأصدق أمام فوضى الوجود. يحمل بطل هذه الرواية أوطانًا كثيرة، ووجوهًا أكثر. هو عربيٌّ وليس عربيًّا. بل إنّه الأكثر عروبةً، والأكثر لبنانيّةً. فمن بين كلّ الأوطان التي تمزّق كيانه، اختار الأكثر جحودًا، ولم يُجبَر عليه. خذله، وظلّ مريضًا بحبّه. الآن هو ابن الأوطان كلّها. كلّ المنازل منازله، ولا منزل له. ميناؤه الوحيد صدر جدّةٍ غابت، وروحه، اسمه الأول، بكوته الأولى، هُويتّه الأولى، تأبى إفلات تلابيبها

213 pages, Paperback

First published November 1, 2017

22 people are currently reading
920 people want to read

About the author

Selim Batti

3 books395 followers
سليم بطّي – مترجمٌ وناقدٌ أدبيّ من مواليد 1987. عمل أستاذًا جامعيًّا وناشطًا في حقوق المرأة والطفل. يكتب المقالة النقديّة في جريدة النهار اللبنانيّة منذ عام 2019. كما وعمل في منظّمة أم سي سي التابعة للأمم المتّحدة لدعم اللاجئين السوريّين والعراقيّين في شمال أميركا. صدر له عن جامعة الدومينيكان حيث حاضرَ في الترجمة الأدبيّة والأدب الإنكليزي والنحو المقارن كُتيّب بعنوان ((علم الدلالة في الترجمة العلميّة)) ودراسة ((مشكلات الترجمة الأدبيّة بين العربيّة والإنكليزيّة)). حاز إجازةً في الشؤون الاجتماعيّة من كلّيّة فانشا الكنديّة عمل من خلالها مع كبار السنّ وذويّ الاحتياجات الخاصّة. يكمل دراسته العليا في النقد الأدبيّ في لندن. صدر له عن دار نوفل هاشيت أنطوان رواية ((لن أغادر منزلي)) عام 2017 ورواية ((فونوغراف)) عام 2018 ورواية ((ثوب حداد ملوّن))) عام 2019.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
98 (42%)
4 stars
59 (25%)
3 stars
30 (13%)
2 stars
20 (8%)
1 star
23 (10%)
Displaying 1 - 30 of 72 reviews
Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author 2 books4,958 followers
July 7, 2023
- هذا الكتاب يقطر علقماً! حصادٌ مرٌّ وأشواك جارحة تبدأ مع بدايته ولا تنتهي بإنتهاء صفحاته كأنها مسيرة على طريق الجلجلة ولا خلاص لسائرها!

- يستعرض الكاتب قصة وطن من خلال محورية فردية وسيرة ذاتية مؤلمة، متنقلاً بين الأسباب والنتائج فيكون الكتاب مزيجاً بين "سيرة ذاتية" وقصة واقعية ورواية سياسية، طغى الوصف على السرد فيه.

- ينطلق الكاتب من معاناته الشخصية، العيش في ظل اسرة متضعضعة، العيش في مدرسة داخلية في لندن، العلاقة المبتورة مع والده وأخيه والعلاقة السيئة مع والدته التي اجاد وصفها بكوميديا سوداء ملفتة للنظر (الحوارات بينهما رغم سوداويتها لكنها كانت هائلة) لتأتي ردّة الفعل الطبيعية على هذه العلاقة بالتعلق اوالتقرب من كل ما تكرهه فكان "لبنان" وعودة اليه فإستعراض معاناة ساكنيه من لبنانيين وسوريين وعراقيين وفلسطينين من خلال معاينة الكاتب لهذه المآسي بواسطة عمله مع الأمم "غير" المتحدة والإشارة للأسباب كأولياء الحرب، والرشوات، وغياب القوانين والنظام واستشراء الغباء الطائفي والديني وغيرها... يحسب للكاتب قراره الشجاع بمحاولة العيش والعمل ووصل ما انقطع مع وطنه رغم ان النتائج والنهاية كانت متوقعة وكان مدركاً لها.

- ثيمات الكتاب تتعدد من غربة وضياع وتهجير وصداقة لكنها مبنية بغالبيتها على "التضاد" بين ما هو كائن وما يجب ان يكون من العلاقة التي تجمعه بوالدته الى العلاقة التي تجمع ابناء وطنه ببعضهم والعلاقة بين المؤسسات الحكومية واللاجئين وغيرها.

- أمران اساسيان سأركّز عليهما في هذا الكتاب، الفكر واللغة:
* الكاتب يمتلك فكراً نهضوياً متنوراً بإمتياز وذلك واضح جداً في رؤيته السياسية (ص16:
لن يأسف أولياء الحرب على قتلك

ص20:
البارود لا يورّث إلا العنصرية والأرصفة الزاخرة ببيادق منصاعة كالعبيد، تتسكع فوق ألواح شطرنج دمّرت الفيلة السمينة والأحصنة الهائجة والوزراء المرتشون والملوك الخونة قلاعها، ففاض السواد وأغرق مربعاتها البيض

ص82:
أيقنت اننا في الحدود الجغرافية لوطن ينكره الجميع وتعترف به خرائط الأطلس

ص198:
أكياس القمامة تتكاتف في الأزمات لتلقننا دروساً في التلاحم)

ورؤيته الدينية (ص32:
لم أركع تبركاً لتماثيل يوقّرها الجميع لنيل البركات. تماثيلهم المقدسة المنحوتة ببراعة النساك الخاشعين تجتذبني شكلاً لكنها لا تستدرجني إيماناً

ص191:
نحن الشرقيين نكتفي بلحس أحذية رجال السياسة التي ترّبت بالدماء وتسريح لحى الفريق الآخر المعتكف في منابر الجنّة وصوامعها


* اللغة: الكاتب متمكن جداً من اللغة، يمتلك قدرة مميزة في صياغة التعابير والتشابيه والتوريات، ولذلك فهو لا يحتاج الى استعمال الكثير من المفردات الشائكة (صنجة، الوصب، نواجذ، كعّ، يودر،حفداء، مصراد..)، كما ان الرسالة الختامية (ص206: تعبت وبدّي فل...ومن ضعفي) ارى انه كان من الأفضل ان تكون بالفصحة رغم تفهمي الى انها رسالة خاصة باللبناني لذلك كانت بلهجته لكنها تصحّ على غير اللبنانين وهو يمتلك القدرة على صياغتها بلغة فصيحة!

- كتاب مؤلم بحقّ، لكنه الواقع السيئ للأسف. سأقرأ "فونوغراف" بكل تأكيد!
Profile Image for Pakinam Mahmoud.
999 reviews4,858 followers
May 11, 2025
أعترف إني حاولت اقرأ هذا الكتاب من سنتين و قفلته بعد عشر صفحات...
أعترف إني كنت متسرعة..
و أعترف أيضاً إني كنت غلطانة:)

لن أغادر منزلي ..الجزء الأول من ثلاثية للكاتب اللبناني والناقد الأدبي سليم بطي وهي تعتبر الرواية الأولي للكاتب..

الرواية هنا بتتكلم عن حاجات كتير..الحرب الأهلية في لبنان ..الغربة بكل صعوبتها..مشاكل البلاد العربية ،الوجع الذي يحمله أهل العراق و اللاجئين السوريين و كل دة مكتوب بمنتهي الصدق و بطريقة غير تقليدية..
الكتاب ممكن نعتبره رواية سياسية علي شكل سيرة ذاتية فيها نقد مباشر وجرئ للكثير من الأوضاع في بلادنا العربية...

لغة الكاتب غير عادية بالمرة...لغة قوية جداً وصعبة كمان...في كلمات كنت أول مرة أشوفها و في تشبيهات و إستعارات من كتر جمالها حتقرأها كذا مرة وحتخليك
Speechless

علي الرغم من جمال اللغة إلا إني وجدتها متكلفة أحياناً و حاسة إن الكاتب أهتم باللغة وبصياغة الجمل أكتر من أهتمامه بالأحداث والحبكة و لكن دة لم يمنعني إني ألتهم هذا الكتاب في يوم واحد ودة دليل إننا أمام كتاب مش عادي و كاتب من العيار الثقيل إستطاع بذكاء أن يكتب رواية تقريباً عنصر التشويق فيها مش موجود ولكنها مكتوبة بصدق و فيها وجع وألم و معبرة جداً عن واقع مرير كلنا بنعيشه بشكل أو بآخر..

من أجمل الأجزاء في الكتاب هو الفصل الأخير..صحيح مكتوب بالعامية اللبنانية و لكن كل كلمة فيه طالعة من القلب و حقيقي كان نفسي أكتبه كله من جماله😍

كل واحد فينا يتمني ألا يغادر منزله،ألا يترك بلده ولكن أحياناً الظروف بتفرض عليك غربة تبعدك عن أهلك وعن تراب وطنك،تحاول أن تجد فيها بيت جديد..وطن جديد..كون جديد و لكن يبقي السؤال..هل فعلاً بنقدر و لا دايماً الحنين لوطننا حيفضل مسيطر علينا؟

إلي الجزء الثاني..فونوغراف😍
Profile Image for Hoda Marmar.
544 reviews196 followers
April 5, 2022
قرأتها عدة مرات وفي البداية جرفتني عاطفتي لاعتقادي بأن الألم المتفكّك فيها مستوحى من الواقع ومبني على قصة حقيقية، لكنه ليس كذلك وفصولها تربطها الثيمات بدلًا من حبكة روائية متماسكة. وبالتالي أتت الفصول كمشاهد أو ومضات تخفي الكثير من التفاصيل الروائية التي يحتاجها القارئ لتكتمل الصورة. والجزءين التابعين أضافا أسئلة جديدة بلا أجوبة. أمتع ما في قراءة الثلاثية هي الاقتباسات والمستوى اللغوي.
Profile Image for محمد خالد شريف.
1,009 reviews1,191 followers
July 24, 2024

“ذكرياتٌ حمقاء لم تهزمها طيّات السنين تتسلّط على فراشي المُتهتّك، وعلى جدران غرفتي المتداعية ترقص كفلّاحةٍ شامتة تحلج أفراحي. تجلدني لهوًا وبين الألمِ ونِدّهِ، تهلك بعضًا من كياني”

رواية "لن أغادر منزلي" هي التجربة الثانية لي مع الأدب اللبناني بعد رواية "مناي" للكاتب "فايز غازي"، وبحق كل الأشياء، ما هذا الوجع الذي يتملك كتاباتهم؟
هذه الرواية وإن كانت تتكلم عن وجع الوطن العربي عموماً، ووجع لبنان والعراق وسوريا خصوصاً.. رغم أن الأحداث تدور في لبنان، ولكن أهل العراق وسوريا كُتب عنهم بوجع حقيقي، هؤلاء أهلنا المُشتتين الباحثين عن أقل حقوقهم في الحياة، العيش.
فنجد الأحداث تمشي بين شخصية البطل، وبعض الشخصيات التي لها علاقة بماضيه وحاضره.. والدته المُتعجرفة ذات الأصل الأوروبي والتي ترى العرب مجموعة من الغوغاء الذين لا يجيدون إلا الإقتتال، وصديقه الذي هرب من بيروت مسروراً، وعاد إليها مكسوراً. وبعض الشخصيات الأخرى التي وبشكلاً ما ستجد مثلها في دائرتك القريبة أو البعيدة.

"داخل كل منا زاوية تبكي بصمت، ورُبما تبكي علناً. كُلنا نبكي، فلا رقيب على البكاء. ليس المُهم من كان سبباً أدمعك، الأهم من سيكون سبباً في تجفيف تلك الدموع."

بمُجرد ما ستبدأ هذا العمل، ستعلم أنك على موعد مع لُغة سرد مُختلفة تماماً، الكاتب ينتقي كلماته كلمة كلمة، حريص على كل تعبير وتشبيه.. وصدقاً في البدء كُنت سأترك الرواية، شعرت أنه سيكون من العسير أن أتابع، ولكن بعد بعض الفصول والصفحات، تأقلمت على السرد.. وبالعكس كان هُناك نوعاً من الاستمتاع والتركيز مع الجمل والتراكيب.. ولكن كان عندي مشكلة أكبر من ذلك للآسف.. وهي القصة.
القصة قد تكون بدون خط سير أحداث واضح، تشعر أنها شذرات حكايات، فأحياناً تكون في الماضي وأحياناً في الحاضر، وأحياناً في الماضي البعيد جداً.. فقط في النهاية أتضحت معالم القصة وخط السير، ووجدت أن ذلك منطقياً حيث أنه كان آخر كلمات الرواية.. كلمة "البداية".. ولعلمي أن هذه بداية ثلاثية، فرُبما كان ذلك تمهيداً، شذرات من شخصيات في حياة البطل، وشذرات من حكايات، تمهيداً للحكاية المُستقبلية.
فكان التركيز الأكبر في هذا الجزء على اللغة والسرد لا على القصة، وللآسف كان ذلك ما يُسبب بعض الشعور بالملل لولا أن الفصول قصيرة.

رواية "لن أغادر منزلي" هي رواية سودواية عن الظلمات التي نتعرض لها في بلادنا.. وأقول في بلادنا لأني أعلم تماماً أن الأوجاع تكاد تكون مُتماثلة، حُب البطل للبنان رغم كُل المساؤئ التي يراها فيها، أعلم هذا الشعور وأحفظه جيداً، أن ترغب في بلد لا ترغب فيك!
حُب من طرف واحد، تحُب زحمة شوارعها وتستنشق دخان مصانعها وتشرب مياهها الملوثة وأن مرضت لا تجد العلاج الجيد، ولا تجد وظيفة تلائمك، وأن وجدت فستكفي الحدود الدُنيا للعيش.. ولكن رغم ذلك، تحب وطنك ومن المُمكن أن تُقاتل لأجله إذا أهانه شخصاً ما أمامك!

ختاماً..
أتمنى عند قراءتي للجزء الثاني أن يكون أفضل، وأن يكون خط سير الأحداث واضحاً، وأن يكون الاهتمام متساوياً بين اللغة والقصة.
Profile Image for Hiba⁷.
1,022 reviews402 followers
February 2, 2018
والله إن الواحد ليخجل من مستواه في اللغة العربية بعد قراءة رواية على هذا القدر من الجمال اللغوي والتوظيف الموفق للاستعارات التي زادت الكلمات قوة وعززت قدرتها على صفع القارئ بالحقيقة التي يحاول تجاهلها كل يوم، تلك الحقيقة التي تأتيه على شكل أخبار عاجلة وصور يأتي معها تحذير من محتواها الذي قد لا يلائم الجميع..
هذه الرواية جاءت بمثابة قبضتين حديديتين تطبقان على رأسك وتجبرانه على رؤية ما يرفض التسليم به، تزيحان عن عينيك تلك الغشاوة التي اخترت وضعها عليهما خوفا على قلبك من الانكسار أكثر.. ولكن القلوب لم تعد قادرة على تحمل كسور أخرى، أشلاؤها عصية على التجميع أصلا، ولكنك وضعت عليها ضمادات لتوهم نفسك بأنك بخير مجددا، وبأن كل شيء سيكون بخير إن أنت فقط أغمضت عينيك وأعدت فتحهما.
هذه قصة هوية، وبحث عن منزل، ليس المنزل البناء، بل ذاك الذي يشعرك بالانتماء... هذه قصة الكثير منا، لخصت في مئتي صفحة.
لن أغادر منزلي ليست مثل كل الروايات التي قد تمر بها، فهي تعيد إحياء أملك بالرواية العربية... حتى أنك تجد نفسك غير قادر على فراقها; ولكنها تلفظك خارج دوامتها بعد الانتهاء منك، تاركة بك آثار رحلة شاقة رغم قصرها.
Profile Image for Amani Abusoboh.
516 reviews341 followers
May 24, 2025
هذا العمل جيد، ثيمته الحزن والقهر والوجع الذي يكتسي ملامح الوطن العربي حيث يبحث أبناؤه عن هويتهم وانتماءاتهم للأماكن رغم قساوة الأوطان.

مأخذي على هذا العمل لغته؛ فقد كانت لغة متفذلكة بشكل كبير. شعرت أن الكاتب كان ينتقي الكلمات انتقاءً، وأعني بذلك الكلمات الغير مألوفة نوعًا ما للقارىء، وكأنما ليخبر القارىء أن لديه معجمًا لغويًا نادرًا وأنه الكاتب من يمسك زمامه.

هناك كثير من الكلمات التي لم أسمع بها مسبقًا علماً أنني أقرأ كثيراً، وهناك كلمات لم أفهم معناها إلا في سياق الجملة، الأمر الذي كان مزعجًا لي كقارئة؛ بأن يتم بتر اتصالي بالعمل لأن لغته متكلفة. كان هناك استعراض لغوي بشكل ملحوظ لدرجة أضرت العمل ولَم تخدمه.

في كثير من المواطن، شعرتُ أن الحبكة غير متوازنة وغير متماسكة؛ لم أشعر أن روايةً ما كنت أقرأ؛ يمكن تسميته بوح أو سيرة ذاتية، لكني لم أشعر أنها رواية. مرة أخرى، شعرت أن فذلكة اللغة واستعراضها كان عاملاً أيضاً في عدم صياغة الحبكة بطريقة روائية، لدرجة شعرت بالتشويش.

أنا عادة لا أترك كتاباً مهما شعرت بالضيق أو الثقل عند قراءته أو مهما شعرت بعدم قدرتي على الانسجام معه. أول ثلاثين صفحة من العمل، كانت مجردة جداً وشعرت بتخشب اللغة إلى أن بدأت تلين بعد ذلك، ولو أنها لا زالت متكلفة، إلا أن ذلك تناقص قليلًا، الأمر الذي دفعني لإكمال العمل. وأنا ممتنة لقراءته لأنني من نوع القراء الذي يحب قراءة الأعمال التي ثيمتها الوجع والحزن؛ لا سيما حزن الأوطان ووجع الحروب.
Profile Image for Selim Batti.
Author 3 books395 followers
Read
January 29, 2023
حبايبي حبايبي في مصر، رواياتي متوفّرة في معرض القاهرة للكتاب جناح دار الكرمة قسم هاشيت أنطوان.

من ليس له وطن، ليس له كرامة

ومن ليس ليه أرض، ليس له قبر
Profile Image for Rihab Sebaaly.
171 reviews93 followers
December 1, 2017
أشعر بالحزن... الكثير الكثير من الحزن... برغبةٍ عاتيةٍ بالبكاء.... أبكي... أشعر بصوتي يختنق، بعيونني تخونوني ودموعي تنسل بصمتها الحزين على وجهي...

أنّ تحبّ مدينة حتى الجنون... أن تهديها عمرك، سنينك، أحلامك... أن تعرف أنّك يوماً ما ستندم لأنك ضحيت عمرك من أجل مدينةٍ تصارع الموت كلّ يوم...أنّ تحبّ بيروت، أن تكرهها... أن تعشق رائحة بحرها وتغرق بعيداً بها... أن تقرر البقاء في بلدٍ عقلك يخبرك كلّ يومٍ أنّ عليك الفرار منه...

لأنني أعرف كلّ هذا... لأنني أجبن بكثير من أنّ أغادر منزلي وأكثر ضعفاً من أن أخون بيروت... عشقت هذه الرواية!

رحلة سليم الباحث عن الوطن والانتماء، رحلة حزينة مؤلمة، يأخذك بها دون أن يعطيك الحقّ بالاختيار. لسانه السليط، جمال تعابيره، صدق كلماته، حجم الشجاعة والقوة الكامنة بين سطور روايته يجبرك على الاستسلام، فتخرج من جسدك وثيابك وترحل معه. تجوب المدن والحروب، تمشي معه على دروب حياته من طفولته البعيدة على سفوح تنروين، الى برد ايامه في لندن ، الى حبّه الكبير لمدينةٍ أحبّها وخاطر من أجلها وسيبقى حبها في قلبه منزلاً يهرب اليه كل لحظة...

أسلوب الراوية جميل.. في بعض الأحيان صعب... لكن ذلك لن يمنعك من الاستمتاع بها. لا أعرف كيف ولماذا، لكنك تشعر في كلّ صفحةٍ من هذه الرواية بقطعةٍ تنسلّ منك اليها... لتنتهي منها وأنا تسأل نفسك كيف لمئتي صفحة أنّ تجعلك تتقمص حياة شخصٍ آخر؟ لماذا تشعر أنها قصتك؟ لماذا تتمنى لو تستطيع أنّ تعيد قرائتها علّك تغيرّ بعضاّ من مرارتها؟...

في هذه الرواية الكثير من العري... عريّ فكريّ شجاع، مارسه سليم وهو يضع في متناول أيدينا عمره كلّه، ذاته كلّها... سليم شرّح نفسه أمامنا ودعانا معاّ لنشاركه الوليمة.

فصول الرواية مقسمة بين فصول شخصيةٍ تتعلقّ بحياة الكاتب مباشرة، وفصول عامة تتعلق بالمجتمع والحروب . الانتقال بين الفصول سلسل وأنيق بالرغم من أنها تختلف في بعض الأحيان في مواضيعها وزمانها وأسلوبها...

لا تشبه هذه الرواية ما تعودنا قراءته عامةّ في الرواية العربية المعاصرة... حتى عدد الأحداث وكيفية بناء الرواية لا يشبه ما يعتقد البعض أنّه الهيكل الأساسي للرواية... وهذا أكثر ما أحببت فيها... سليم لم يحتج لألفٍ حدثٍ وحدث كي يجعلني أقلب صفحاته بنهم... أسلوبه الجميل، لسانه السليط وصراحته الصارخة كانت كافية!

اختيار العنوان جدّ ذكي وموفق. غلاف الكتاب جميل بالرغم من أنني لا أحب الصور الفتوغرافية على أغلفة الكتب الا أنني أحببت وفهمت ما يمثله هذا الغلاف...

نجماتي الخمسة أهديها بكلّ حبٍّ وقناعة لهذا الكتاب وأتوق لألتقي مرةً أخرى كتاباّ جديداَ لسليم..

أشعر بكثيرٍ من الفرح والأمل لوجود كاتبٍ عربي على هذه القدر من الابداع والصدق والجدية...

أشعر بكثير ٍ من الحزن لأنني أَجبرتَ على مغادرة هذا الكتاب.... رغم أننّي أعلم "أننّي لن أغادره يوماَ" فبعض الكتب تسكننا ونسكنها...
85 reviews20 followers
December 27, 2022
نواح بلغة تعتمد على اللعب بالكلمات

أفهم لم وجدها البعض تحفة، أنا أيضا استمتعت باللغة - مع أنها فقدت حلاوتها بعد المنتصف وصارت متوقعة-

لكن هذه ليست رواية

الكاتب وضع الألم أمامه وتفنن في وصفه كأنه شجرة أو نهر
لا يوجد سؤال، لا حركة، فقط وصف
Profile Image for Fatima.
111 reviews23 followers
December 16, 2017
"الأدب بينعاش"
أحدهم أخبرني هذا يوماً.."بينعاش"
قد كان محقاً..وهذا ما اختبرته بين صفحات هذه الرواية..
لقد عشتها.. كنت في الداخل أتجول في الشوارع وأراقب أحداث عايشها الكاتب عن بُعد.. وفي بعض الأحيان اقتربت لأعايش ما شهده داخله من مشاعر..
||

أعتقد أني علقت هناك.. وأعتقد أني سأعاني مع ما سأقرأ بعدها!!
لأول مرة أشعر أن أحدهم يجسد بحق ما نعيش دون خوف من تمرد الورق والكلمات والحاقدين..
لقد ضمت هذه الرواية بين صفحاتها ما عجز الكثير من دُعاة الحرية عن قوله.

تستحق الخمسة نجوم 🌟
Profile Image for Ghada Sabih.
187 reviews12 followers
August 1, 2018
لن أغادر منزلي !!! بل لن يغادرني منزلي .... هذا هو العنوان الأصح لهذه الرواية.
قرأتها مرتين متتاليتين وما ازال أرغب بتصفحها، قوي جداً سليم بطيّ بجرأة صوره وتعابيره لدرجة تدفعك إلى مراجعة نفسك والتأكدّ من المعنى المقصود فعلاً.
من زمنٍ، لا بل إنها المرة الأولى التي ارفع فيها كلمات للبحث في المعجم وأنا أقرأ العربية وبالعربية.... شعرت بالكاتب "المحاضر بالترجمة والأدب الإنكليزي" ينتقم لكل الويلات التي يعاني منها عند نقله النصوص الأدبية إلى اللغة العربية، وكأنه يقارع من سيحاول ترجمة روايته لاحقاً بالبحث عن المعنى الفصيح لمفردات يصعب علينا فهمها بالعربي دون العودة لدلالتها بالسياق الذي أتت ضمنه.
ما هذا الهول من الصور والإيحاءات الجنسية لوصف جمادٍ كاد ان ينطق من بين اسطرك؟ قاسية جداً وعميقة لدرجة تدفعك إلى معاودة القراءة ومعاودة الإشمئزاز من المعنى المقصود فقط لتبيان المعنى المقصود من عملية النحت اللغوي الذي مارسته مع حروفك وجملك....
إن كانت فعلاً الرواية الأولى لك، فهنيئاً لنا بك، من واقع سيرة شخصية استطعت ان تتناول مأساة اللجوء والإنهزام والتردّي الذي يعيشه المجتمع اللبناني والعربي.... أدعوك لترجمتها ونقلها إلى لغات الغرب المعنيين بمضمونها مثلنا وأكثر.
Profile Image for Hameed Younis.
Author 3 books460 followers
April 21, 2018
يكتب سليم بطي بشاعرية أخّاذة ولغة مجلجلة، رواية حملت في كنفها وجع العراق وسوريا ولبنان، بل إنها تنضح بالألم، إذ تردف المجازات مجازات أخرى، والرموز رموزاً. ذكرني اللون الذي كتب به، بكتابات مريد البرغوثي ويوسف فاضل، بشكل ما.
لا يوجد ما أضيف على الرواية سوى كثرة استخدام اللغة العامية في الحوارات، أنا لا أعتبرها مقحمة، لكنها لا تزيد من النص جمالاً. هذا رأيي الخاص، وإلا فإن الحوارات فيها جميلة وغنية بجميع المقاييس
Profile Image for Hachette-Antoine.
79 reviews73 followers
Read
February 11, 2020
تتساءل وانت تقرأ رواية «لن أغادر منزلي» الصادرة عن «دار نوفل» للروائي «سليم البطي» عن زمن السلام المتحجر او المنتظر وهو يغط في سبات شتوي. اذ يخرج طفل التفاحة من الازقة ويهرول نحو المجهول دون ان يدرك ان الحروب استنزفت الاجيال من بعده. ففي الرواية يظهر الارتباط الشديد بين الوطن والام في الكثير من القضايا اللاشعورية والتي تلمس جراح الانسان ما بعد الحروب او نتائج صراعات البشر ضمن رواية هي مشهد حالي لأمة عربية ما زالت تعاني من الجراح والمآسي والامراض ما يجعلها في حالة مرضية مستعصية.
Source

في باكورته الروائيّة لن أغادر منزلي, يبدو سليم بطّي منشغلاً بسؤال الهوية والانتماء.
بطل الرواية حمل أوطاناً كثيرة, ووجوهاً أكثر.
إبن بلدة تنّورين سيأخذنا إلى دهاليز الذات التي مزّقتها الحروب والنّزاعات, وأنهكتها الغربة والتشرّد من بلد إلى آخر, بحثاً عن منزل وانتماء. يروي ذلك بنفس شاعريّ وعاطفيّ, ولعلّنا نتفهّم ذلك متى عرفنا أنّ بطّي معنيّ مباشرةً بهذه القضايا. فهو ناشط في حقوق المرأة والطفل.
(المصدر: مجلّة الأمن العام - عدد 54 - آذار 2018 - واجهة المكتبات)

من أبرز الاقتباسات في الرواية:

"أختنق وأتوه... والتائه لا يُعاتَب."

"داخل كل منا زاوية تبكي بصمت، وربما تبكي علناً. كلّنا نبكي، فلا رقيب على البكاء. ليس المهم من كان سبباً أدمعك، الأهم من سيكون سبباً في تجفيف تلك الدموع."

"لا يوجد من لا يأوى إلى منزل، لكننا جميعاً في التشرّد شركاء."

"أفتّشُ عن الهاربين من قضبان الصور غير الذائبة. أجدهم أحيانًا، وأحيانًا أُخرى أفقدني بينهم."

"تبتلعك الحرب لقمة واحدة دون إجهاد أسنانها في مضغك. تتغوّط تويجات بقاياك على الأجساد السافرة في عرس يندب، ثمّ تسلك منعطفاتها بعزم مقاتل جهبوذ لا يتزحزح عن مهمّته قيد أنملة."
Profile Image for Maysoon Alshaheen.
46 reviews23 followers
December 2, 2017
فلتغادرْني فكرة أن الكاتب صديقي...و غادرتتي!!
لا و لم و لن أتردد في إعطاء الكتاب و الكاتب خمسة نجوم...رواية ملأت روحي بالنشوة الفكرية و أشعلت فؤادي بنبض فرح!!
بين هوية و تيه..و وطن و غربة..و حب و حقد...و حرب و سلم...بين بيروت و لندن و دبي..تهت أنا و غرقت في طباق و أضداد ذكرتي بكمية التناقضات في حياتتا اليومية..
بين أم قاسية و اب غائب و أخ مسكين و وطن متغرّب و غربة مستوطنة تمعنت في التشابيه و تأملت الكنايات و أعجبتني الاستعارات.
أسلوب أدبي أكثر من رائع..سرد أحداث سلس و مشوق..وصف دقيق و واضح..شخصيات حقيقية غير مبتذلة تدل على شفافية الكتاب و مصداقيته
كم هائل من المشاعر،العواطف،الأفكار،الفلسفة،علم النفس في صفحات تخلو من التعقيد مليئة بالانسيابية و الحقيقة اللامتناهية!!
أنا لن ألخص محتوى الكتاب في "ريڤيو واحد" كما فعل غيري فهو يستحق أن يُقرأ كما هو..209 صفحات أمتعتني جدّا و أنصح الجميع بقرائتها!!
و إلى الكاتب "صديقي" أقول : لا لن تغادر منزلك..منزلك قلوب قرٌاءٍ يحبّونك
و أمّا عني فأنا أنتظر منك المزيد ...
و لك مني الكثير من الشكر و الحب و الامتنان💕
Profile Image for Nayla Feghaly.
67 reviews7 followers
January 19, 2018
"لن اغادر منزلي" ... والكتاب لن يغادرني !
قرأت الكتاب بأقل من ثلاث ايام ، فأحياناً لم استطع التوقف عن القراءة واحياناً لم استطع تحمّل المزيد من الحزن.
مأساة الكاتب كبيرة ، وجعه واضح وغميق وحزنه مبرر .

اسلوب الكتابة رائع رغم صعوبة بعض الكلمات (خصوصاً في بداية الكتاب)
تقسيم الكتاب الى فصول صغيرة يشوّق القارئ ويريحه. المواضيع العميقة تؤثّر وتجعل القارئ يعيد النظر بها .

من المرّات القليلة التي أقرأ كتاب وأشعر بحاجة كبيرة الى التّحدث مع الكاتب ، طرح العديد من الاسئلة عليه، مناقشة كتابه ومعرفة المزيد عنه وعن تطورات حياته.
شعرتُ وكأنني أعرف الكاتب منذ زمن، وكأنني عشت معه فترة من حياته. ولكن من أنا لأعرف مأساته و معاناته؟ من أنا لأفهم مستوى الحزن الذي عاشه؟و ماهي الدموع التي اذرفتها امام دموعه؟

بذلت جهداً كبيراً لكتابة رأيي باللغة العربية وذلك تقديراً للكاتب ولمستواه اللغوي ، واعتذر عن اي اخطاء لغوية قد اكون اقترفطها

Highly recommended!!
Profile Image for Aicha يكن.
Author 12 books53 followers
July 17, 2018
أنهيت الرواية للتو ولكن صدمتي من نهايتها تمنعني من التعليق عليها بما كنت أستحضره في ذهني أثناء قراءتها.. لا بد أن ألتقط أفكاري مجددا بعد أن أستفيق من وقع المفاجأة..
أول ما يتبادر إلى ذهني أن هذه الرواية الحقيقية لا تشبه شيئاً قرأته.. لا قلبا ولا قالباً..
ستخيّم زمناً في مخيلتي قبل ان تقتلعها أخرى..
Profile Image for Suad Alhalwachi.
809 reviews96 followers
December 8, 2021
بعد قراءة هذا الكتاب سوف اهرب من اي كتاب مشابه يتحدث عن الحروب ومشاكل شرقنا الاوسط. وابحث عن كتاب يتحدث عن الحياة وجمالها في مكان لم تطأه الحروب والنزال والنزاعات والكره. يعيش الانسان فيه ويعطي ويتأمل (ربما تأثرت جدا بالكاتب)

كتاب فعلا يستحق خمس نجوم. شاعري على الرغم من لغة المرارة!! لا اعلم اذا كان الكتاب عبارة عن قصة او يوميات الكاتب نفسه الذي لا اعلم له اسماً! وهل البطل مليئ بالسلبية او ان قصة حياته هي التي ادت الى هذه السلبية ام ان الحياة الشرق اوسطية بحروبها وكرهها السياسي والديني والاجتماعي والتخبط في تشغيل الدول هو الذي ولّد في الكاتب هذا الشعور!

واكثر ما اعجبني في الكتاب هو "عدم التطرف" اذ تحدث الكاتب عن سوريا والعراق ولبنان بطريقة غير طائفية ابداً وحاول ان يرينا المآسي كما هي. فعلا استخدم كلمات نابية او فاحشة ولكنها اتت كذلك بسبب الشعور بالمرارة وهو الذي يعيشه الانسان الذي يعاني الامرين في بلدان تتقاذفها السياسة ككرة قدم يركلها اكثر من ١١ لاعب. لخص الكاتب ما يحدث في لبنان من تطرف سياسي وبالخصوص مسألة القمامة. اعتقد لولا اكمال الكتاب لكان انفجار مرفأ بيروت مذكور في القصة.

اقتباسات:

إنها الحرب، نعم الحرب الحرب، الحرب، تلك التي تنشأ مهما اجتهد السياسيون في رصفها وزيادة اوزانها، لا ترتقي لتكون سببا

خيي، بيروت درويشة ما بتزعل من حدا، زعلها اليوم وراضيها بكرة، شيلك شي كيس زبالة

وكأن سيجارة عصرت ثقل احزانها فوق رأسي….. وتركتني مبللا اتبحر في تعاسة لا تجف

اقتلهم في دار العبادة، هكذا يصبح المشهد مشوقا وتراجيديا اكثر، فيمتزج دم الكفرة مع نبيذ الكفرة في كنيسة الكفرة وامام رجال دينهم الكفار في هذه العاصمة الكافرة في بلد كافر تحتضنه قارة كافرة وكوكب كافر يقبع في مجرة كافرة تعيش على شمس سيئة الصيت وبالطبع فهي ايضا كافرة

نظرت اليه فوجدته غارقا في دياجي احزان ضفرها فوق فروة رأسه وقد وهنت ملامحه حد الضياع

نحن نخاف من نحب اكثر من خوفنا من نكره، قواعد غريبة نكتشفها كلما احببنا اكثر

ربما سيتسع الوقت امامي لالملم شتات نفسي في يوتوبيا خيالية. سأتعلق بذيل غيمة قديمة واحبو معها في سماء بشرفة لا يراها احد ولا تطل على شيئ، وسأشتري هناك منزلا جديدا ووطنا جديدا وكونا جديدا ولن اغادرها ما حييت
Profile Image for Radwa Abdelbasset.
361 reviews549 followers
December 21, 2020
ذكريات حمقاء لم تهزمها طيات السنين تتسلط على فراشي المتهتك وعلى جدران غرفتي المتداعية ترقص كفلاحةٍ شامتة تحلج أفراحي.
تجلدني لهوًا وبين الألم ونِدّه، تهلك بعضًا من كياني.
أفتش عن الهاربين من قضبان الصور غير الذائبة. أجدهم أحيانًا، و أحيانًا أخرى أفقدني بينهم
أختنق و أتوه.. والتائه لا يُعاتب.

وأيضًا أسير حب الوطن لا يُعاتب، ذلك الوطن الذي إن أفنيت عمرك فيه ازداد جحودًا، وما إن ودعتهُ هاربًا، عاتبك بأرضهُ الدامعة الدامية..

~رواية من النوع المُظلم الذي يأخذ قلبك و روحك ويفتتها، يرسم لك ذكريات الحياة في بيتٍ دافئ ثم يُهجٍرك لبلاد البرودة والوحده هربًا من قمع أوطاننا!
لماذا في بلادنا علينا أن نتكبد كل ذلك لنبقى؟
كثير على وجودنا الاستقرار؟
كثير على حكامنا إعطائنا الحق في حب أرضنا دون منغصات؟

~1:الكاتب هنا أجاد التغزل باللغة ولكنه دللها للغاية، فلم يعد بإمكانهِ إمساك زمامها، هربت منه وصارت كصبية حسناء أفرطت التزيّن فغامت ملامحها، صارت حلوة لكن هناك شئ يؤثر بعقلك، تستهلك قوتك في اللاشئ،
كبحرٍ أصابه المد فقط ولم يعرف الجزر..

~2:و من عناصر الرواية، الحبكة والعقدة والوصول لذروة الأحداث ومن ثمَّ النهاية، لكن هنا وجدت صعوبة في التقاط سير الأحداث، كأن الكاتب تنهال عليه الذكريات فيدونها دون ترتيب شتات عقله، وفي تلك الأوقات التي يُسهب تفاصيل مُنمقة تكون الرواية في قمة جمالها

**إذن إن استطاع الكاتب في ما بعد بالتقليل من تدليل اللغة وكبح جماحها، وترتيب أفكاره وخلق حلقةً من السرد المُنظم ستُخلق روايةً تتعدى حدود الجمال بمراحلٍ كثيرة فقط إن علم كيف يتحكم بالقلم والأفكار لا أن يكون هو طوعهما!

~الرواية تُقرأ بها لمحة من الحزن والسوداوية الموروثة في قلوب كل العرب


تمت.
Profile Image for رنا الصيفي.
34 reviews8 followers
August 2, 2018
"ذكريات حمقاء لم تهزمها طيّات النسيان (...) ترقص كفلاّحة شامتة تحلج أفراحي"... هي إحدى التعابير الكثيرة التي طفحت بها رواية سليم بطّي، هذا المبدع الذي خِلتُ أنّ له من العمر عتق نبيذ فاخر مختمر الوجدان سَكَبه في كلّ كلمة خطّها، لأتفاجأ أنّه في عمر الشباب. ماذا أقول في جماليّة لغته ومشهدّيتها؟ فلا تمرّ صفحة إلاّ وتدهشك استعاراتها وكناياتها التي نقلت تمامًا "وجعه" عن اللاانتماء، الهويّة الضائعة، الحرب، العائلة المتفكّكة إراديًا، ومرارة الغربة ..."ستعرّيك الغربة وتلقيك في غِمارها. لن يكسوك إلاّ وطنك. عد لأحضانه، فهو أحنّ عليك منهم." ص. ١٤
وللأمانة الأدبيّة، وجدتُ في الروايّة سيرة وصفيّة أكثر منها رواية سرديّة لخلوّها من بعض العناصر الأساسيّة للكتابة الروائيّة.
Profile Image for zahra.
186 reviews64 followers
February 23, 2023
وكلماتك أبت أيضًا أن تغادرني يا سليم.

شرقٌ أوسط مصابٌ بداء الحروب ينزف جثثًا وضحايا ولاجئين. تفّاحةٌ حمراء قزمة تشقّ طريقها بين أنصال مخيّمات اللّاإنسانيَّة. عائلةٌ مفتَّتةٌ لم يجمع الوطن فُتاتها، فطالت عليهم يد الغربة.

لبنان. العراق. سوريا. فلسطين. اليمن. بلدانٌ عربيَّة؟ أم قلبٌ ينتظر ذبحته الأخيرة؟

دسمةٌ لغويًّا. عاطفيَّة. ساخرة. وجريئة.

لا زلت أحاول لملمة ما تبقّى من نفسي بعد أن استنزفتها هذه الرِّواية.
Profile Image for Mohamad Shibly.
81 reviews2 followers
October 14, 2020
قصة تحاكي واقعنا المرير وهويتنا الضائعة بلغة شعرية رائعة
Profile Image for Nadia Sebaali.
141 reviews
November 21, 2018
يقول غسان كنفاني في م��دمة مجموعته القصصية الاولى :
"أنا أؤمن أن الكتاب يجب أن يقدم نفسه، وإذا عجز عن إحراز جزء من طموح كاتبه، فعلى الكاتب أن يقبل ذلك ببساطة، كما قبل -مرات ومرات- أن يمزق قصصاً ليعيد كتابتها." فمن اين لي اذا ان اجد عبارات منمقة تليق بهذا النص ؟ انقب في جعبتي الادبية المتواضعة.. احاول انتقاء الكلام ..اعثر على القليل منه..يهرب مني خوفا على نفسه ..
"لن اغادر منزلي " هي الرواية المطبوعة الاولى لسليم بطّي ..سليم ابن تنورين .. ابن لبنان ..ابن سوريا و العراق ... ابن فلسطين ..ابن العالم العربيّ .. اوطان تتجسد بشخص واحد ..عروبة تقف على مشارف غربيّة منزلة ...عربيّ ليس بعربيّ .. غرب و شرق ..والوطن يغرق بين الضفتين..مجبرا تخلى عنه ..يتوه و يختنق ..فيعود الى احضان ذكرياته ..فينتصر الخذلان. لن اغادر وطني ..لن اغادر ماضيّ ..خذلني حتى بات الوجع خليل روحي ..غادرت وطني ..و لكن وطني لم يغادرني !!!
تربطني بهذه الرواية علاقة شخصية..لا اعرف مصدرها ..ربما لانها ببساطة كتبت لتسكننا .. فهي تمتلك القدرة على تحويل التفاصيل الساذجة الى دهر من الوجع و القسوة فتجد نفسك تذرف الدموع على حرب لم تعشها ..على ام لم تلدك .. على غربة في وطنك .. تستوقفني جملية النص ..و هذا الاسلوب الرائع الذي يجبرك على قراءة الرواية عدة مرات .. لتصل لك الصورة كاملة ..
في اول قراءة لي للرواية وددت ان اعلم مصداقية الاحداث..و في المرة الثانية كان همي الوحيد ان اعيش عمق الوجع ..فصفعتني واوجعتني و ابكتني و اغتصبت كياني ووطنيتي ..انتزعت مني حق الرفض .. فسقطت عليّ و اجبرتني على ان اتقمص ادوار البطولة .. فاحيانا شعرت بانني سليم .. و احيانا اخرى امسيت بيروت ! ان تنزعك من واقعك لترميك بين حرب و سلم يشبه الحرب ..ان تغريك بانوثتها لتجعل منك حطاما .. ركام انسان جسد مثقل بالتشرد و الغربة ..
سيدي .. ما همني ان يكون ما كتبت حقيقة ..ان كانت كلماتك نفضت عن روحي غبار عروبة متعرية ..وايقضت في خلايا جسدي انين الانهزام .. سيدي اسمح لي ان اشكر قلمك .. ان اشكر ماضيك الذي ما زلت في قرارة نفسك سجينه .. شكرا لك على هذا الابداع ..شكرا لك لانك انت ما انت عليه ..
Profile Image for Muhannad Jajo.
22 reviews
February 3, 2018
كتاب عبارة عن مجموعة ذكريات حاول كاتبها أن يصنع منها رواية ولم يصب. وجدت الكثير من السلبيات أهمها ضعف الحوارات وابتذالها (كأنك تشاهد مسلسل لبناني رديئ) وهذا ملاحظ بشكل واضح في حوار الكاتب (الشخصية الراوية) مع والدته. إقحام العديد من الحكايا لا تخدم سير العمل منها بضع صفحات برفقة سائق تاكسي، مجزرة كنيسة سيدة النجاة، حكاية خال والدته، وقصة حب صديقه جيوفاني...

رغم مقدرة الكاتب في التعبير الأدبي إلا أنه وظف مقدرته التوظيف الخاطئ من خلال الوصف المبالغ به بطريقة مملة لدرجة تتوقف لديك القدرة على تخيل الحدث. كما أن الفصول مليئة بالتفسيرات التي تصلح فقط في كتابة أدب الناشئة، وهنا إيضاً لا مجال لعيش الحدث الروائي.

الكتاب استعراضي بطريقة غريبة، عبارة عن فرد عضلات أدبي. أسلوب ضعيف يعتمد على المباشرة في الكلام. انفعالات لم يعبر عنها بطريقة ناضجة. شعرت أثناء القراءة أن الشخصية الراوية مقتبسة من فلم مصري تجاري.

وفي الكتاب لاحظت بعض الجمل الغريبة منها: يشنق الضمير ضميره عندما ينسل شبح الحرب إلى دورتك الدموية. (!)

كان (يقتل؟!) انتظار الهدايا بالنوم باكراً.

منحت العمل نجمة واحدة على آخر خمس أسطر فيه، وبعض الجمل الجميلة منها: ما أكثرهم الآباء، والأيتام سواء. تغيرت عمتي... غيرها المطر.


سأعاود القراءة للكاتب لكن ليس قبل أن يصدر عدة أعمال أُخرى، أو يتجاوز الأربعين من عمره.
Profile Image for Dania Abutaha.
756 reviews502 followers
January 13, 2020
اختنق و اتوه و التائه لا يعاتب....ستعريك الغربه و تلقيك في غمارها لن يكسوك الا وطنك... عد لاحضانه فهو احن عليك منهم....لكن كن مطمئنا لن يتوقف احد عند ورقه نعيك ليضرب لك السلام المعظم فمراسم التبجيل هذه خصصت لمن سرحك من ارضك و صادق على شهاده وفاتك ببصقه....لم افقد الكثير بل كل الكثير...بعض الاشتياق لا يليق و الحنين...حلبه وطن عشت فيه و حلبه وطن عاش في...شرق الاوسط المعطل...يا دخان انفجارات بغداد و يا قهر بيروت ...يا قيح حلب و يا ثخن جراح غزه و يا عباءه الظلم المحيطه بالقدس....من اكثر حظا الضحايا ام الناجون....مع عباره كلنا للوطن..لا اعلم عن اي وطن كانوا يتحدثون بالضبط..واحده من هرطقات كثيره تلقن ...كذب لسنا للوطن...نفاخر باوطان لا نملك...داخل كل منا زاويه تبكي بصمت و ربما تبكي علنا...قادتنا الخيبه جميعا الى هنا...ما زلنا لا نريد مغادره منازلنا التي لم نسكنها قط....لا يوجد من لا ياوي الى منزل لكننا جميعا في التشرد شركاء...


خيبات في المنفى و على عتبات ما يسمى وطن...ما هو الوطن !!  


اول قرائاتي للكاتب ...قويه في انكسارها و تشظيها ...مثخنه بالجراح الابديه...يعزوك امل...وولاده كاتب مؤكدا...و به نرجو املا!
Profile Image for Nadia.
1,393 reviews490 followers
May 15, 2024
جلسة بوح و تطهير للنفس من الألم و الوجع ، ألم الفقد المادي /الموت و المعنوي /الهجران .
لي عودة .
Profile Image for Fatima.
4 reviews1 follower
November 25, 2023
إن كنت قارئا وحدثَ وصادقت كُتّابا، فمن أصعب الأشياء على الإطلاق أن تكون قارئا لهم، بفعلك هذا ستكون بين نارين ؛
نارك الأولى: تتمحور حول الخوف من عدم إعجابك بما قرأت وعندها عليك أن تفكّر بأفضل وأنجع طريقة لتنقل لهم عدم ارتياحك للنص، لأنك تدرك أن للكتّاب والمُبدعين بصفة عامة حسّا مُرهفا قد يسهل جرحه فما بالك لو كان شخصا عزيزا .
نارك الثانية : إن حدث وأعجبك النص وانفرط عِقدك في الإشادة به، ستكون محلّ شبهة عندهم مهما بلغت ثقتهم بأنفسهم، فسيعتقدون و الآخرين أنك تجاملهم و ترفع راياتهم محبة فيهم فقط ..
بهذه المشاعر المتضاربة دخلت محراب ثلاثية الكاتب سليم بطّي، في البداية كان دخولا مترقّبا على رؤوس الأصابع والذي تحوّل بسرعة فائقة ليُصبح ركضا تُرافقه الدّهشة و الإعجاب ( حمدا للرّب، انطفأت النّارُ الأولى ولم تعُد النار الثانية تهُمّني).
كانت البداية بالمرثية الأولى ؛ ( لن أغادر منزلي )، عنوان بنفيٍّ قاطع يجمع بين البساطة وإثارة الإنتباه وحتّى مشاعر الشّجن العميق، خاصة و إن كانت قراءتك مثلي توافقت مع العُنف و التّهجير القسري الذي يحدُث في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة .
غلاف بلون التّراب ...لعلّه يرمزُ للأرض، وطفلٌ بشعرٍ أشقر موليًا لنا ظهره ... لعلّه يُعاتبنا على شيء ما، وبحرٌ هائجٌ بزبده الأبيض تحسّ ملوحة رذاذه تخترق فمك ...لعلّه غاضب أيضا من شيء ما، وطيورٌ جائعة متجمّعة فوق البحر ...لعلّها تفترس جثّة كائن ما .
لن تفتأ الخروج من الإحساس الغامض بالحُزن الذي زرعه العنوان والغلاف بدواخلك حتّى تنفتح لك مع الإهداء أسوار المقبرة، لتقابلك شاهدتي قبر تذرفان دمعهما على من بذلتهما السّماء عريسين: إلياس ورديني و عصام بريدي، تصلّي على روحهما الطّاهرة و تتركهما خلفك و الأسئلة عنهما وحولهما تتخطّف قلبك .
عـالمُنا ليس بشرّير ..نحنُ الأشرار . هكذا يُعنون الكاتب سليم بطّي المقدّمة التي كتبها لهذا النّص، مقدّمة كُتبت بكندا العام 2017، تُرينا حالة التّيه و الضّياع بين أكوام ذكريات الماضي وصُوره، ذكرياتٌ قاسية تأبى الإندثار والذّوبان في نار الحاضر، لا بل تُحاربُ للخروج للنّور، لعلّه يكون أملها في الشفاء. وبالفعل قد فعلت، لتنتشر الشّهقات و العبرات الحارّة على طول المتن .
- لن أغادر منزلي - نصٌّ تكوّن من مئتين و تسع صفحات، وتقسّم بين عشر فصول سمّيت بمسمّيات لا يمكن القول عنها إلاّ أنها رائعة، في البداية ستجد رباعية الجنين المُلثّم التي تضم تِباعاً( كواليس مسرحية ڨوديلية / مُستمسكات الخيبة / صفعة أمومة/ نقشٌ على الخِربة )
ثمّ تأتي ثلاثية مطرقة القاضي والتي تضمّ ( عندما تُغنّي الدموع، ترقُص الغِربان / دردبة الذّعر / اشتباك مع بيروت ) لتُختتم بثلاثية شجيرات من حديد والتي جاء فيها ( حنانيك أيها الموت / عصفور الطباشير / مدينة لا تعرفني ..و أفعل )
بربّكم هل هناك أجمل من هذه العناوين؟؟
مع بدايات كلّ فصل كان الكاتب يضعُ استهلالا بديعا له ثمّ يوردُ بعده استهلالا قصيرا آخر من كتبٍ لكُتّابٍ آخرين، كأمثال طارق بكاري، أمير تاج السّر، الرّاحلة مي منسّى، محمد قرطاس و آخرين ... مقاطع كانت في غاية الجمال و مناسبة لما وُضعت من أجله، لا يسعك إلّا أن تراها لفتاتٍ راقية جدّا وإضاءاتٍ من نفسٍ كريمة على كتّاب وكتبٍ ربما ستعرفهم لأول مرة .
أما بالنسبة للقصّة وما أدراك مالقصّة، جوهرها يدور حول طفل، ولأنها كذلك فقد عزفت على أكثر الأوتار حساسية عندي، فهل هناك أقسى من أن يتألم طفل؟ هل هناك أقسى من دموع طفلٍ لا تجدُ يدًا حانية تُجفّفها ؟ هل هناك وجعا يُضاهي حرمان طفل بانتزاعه قسرا من حِضن جدّة يُدفيه وبيت يُؤويه؟ هل هناك أقسى من نظرات انتظار طفل لأمّ لا تأتي ؟ هل هناك أقسى من غربة بآلاف آلاف الأميال لطفل باكٍ يريد العودة لوطنه؟ هل هناك أقسى من أن ترى طفلا تعوّد الوجع وثمل به حتى لم يعد يشعر به ؟ وهل وهل وهل ...
هل تتخيّلون هذا الوجع؟ هل تتخيّلون أن شخصا واحدا، نعم واحدا فقط وليس مقسوما على الآلاف، عانى من كلّ هذا لوحده وهو بِعُمر التّاسعة؟ نعم إنه موجود وهو بطل الرواية ..
ستتمنّى كما تمنّيتُ من كلّ قلبي لو أنك تستطيع عبور الورق و الزّمن واحتضانه وغرسه داخلك لتكفّ عنه ذلك العذاب والأذى. ياريت .
القصّة حدثت بين لبنان وبريطانيا وبالضّبط بين ضيعة تنّورين في البداية، أين كان منزل الجدّة الحنون الذي احتوى طفلنا و أخاه غير الشقيق من طرف والده، الجدّة كلّ عائلتهم، كانت شجرتهم التي ظلّلتهم، فالأبوين قد تخلّيا للأسف. وبين المدرسة الداخلية ببريطانيا، فالأم قد انتزعت ابنها من جدّته ليتمّ نفيه سجينا بها دون أي ذنب .
تتقلّب به الحياة رأسا على عقب، ليُنهي دراسته هناك في بلد المنافي، ليعود بعد عشرين شتاء للأشرفية ببيروت لأن بيت تنّورين ضاع مع الزمن رفقة ساكنيه.
اختار بيروته التي تقع ضمن العالم الثالث مفضّلا إيا��ا على بريطانيا مدينة الضباب والتّقدم، اختار بيروته التي مهما قست عليه كان يرى في عيونها أمانا و جذورا له .
واختار أن يضع نفسه في خدمة من استُضعفوا مثله و لفظتهم أوطانهم معتقدا أنه بمداوته جروحهم وإيصال صوتهم فهو يداوي جروحه و يُخرج صوته الغاضب المكتوم ، فعمل مترجما في هيئة الأمم المتحدة لمساعدة اللّاجئين السّوريين و العراقيين و الفلسطينيين الخ ومن خلال عمله سنرى الأهوال و الفجائع الإنسانية التي عانى منها هؤلاء و أوطانهم.
لِيُقرّر في الأخير وبعد معاناة، الرّحيل مُجدّدا عن بيروت إلى منفى آخر ولكنّه اختياريّ هذه المرة، لعلّه يجد منزله .
سنرى العديد من الشّخصيات في هذا المتن ونقترب من نفسياتها: الجدّة، الأم ، الخال، العمّة، جيوفاني الذي سيكون بطل الجُزء الأخير من الثلاثية و غيرهم .

ولأن أفضل الأشياء هي تلك التي يُختتم بها، اخترت أن تكون اللغة هي مسكُ الختام ...كانت اللّغة في النّص هي السّحر بعينه، هي الفصاحة في أبهى حُللها، لا تفهمُ كيف أمكنه اختلاق تلك التشابيه؟ أيّ ماردٍ أوحى له بها ؟ لا تستوعبُ كيف كثّف مشاهدا ببضعة أسطر، ربّما كانت ستستغرق صفحات، لا تعرف من أيّ معجم أتى بالكثير من الكلمات؟ أؤكد لك ستقرأ كلماتٍ لم تعرف بوجودها من قبل، و أعدك أنك لن تُحسّ بثقلها ولن تحسّ بأن الكاتب يستعرض عضلاته اللّ��وية أمامك ( بيني وبينكم يطلعلوا إذا فعل ذلك ) ولكن حقيقة سترى وستُدرك أن كلّ كلمة كانت في مكانها المناسب بالضّبط.
أعرف لغة الكاتب من قبل في مقالاته النّقدية، لغة رزينة، رصينة، لاذعة في الكثير من الأحيان لأنه من النّقاد صعبيي الإرضاء. وحقيقة لن أجانب الصّواب لو قلت أن لغته الرّوائية فاجأتني كثيرا ويالها من مفاجأة جميلة، فقد كانت لغة حمّالةً للمعاني و المشاعر وبرأيي كانت الحصان العربي الأسود الرابح الذي جعل النّص يطيرُ متألّقا في سماء الإبداع ..
وسأترككم في الأخير مع غيضٍ من فيض هذا السّحر:

" ماذا يعني أن تُدفن وجسَدُك لم يُهشّم وهوّيتك لم تُفقد في كومة لحم مُحترق بالقُربِ من بناية سكنيّة، كتبت البراميل المُتفجّرة والقذائف خاتمة جُدرانها؟ هكذا يُوفّرُ الموتُ على العوائل عناء الاهتمام بعضهم ببعض والبحث عن قبور بعد هبوب الفاجعة. اختصر لهم الطريق وشحنهم دُفعة واحدة إلى العالم الآخر. أو ربّما استعجل رحيلهم من العالم الآخر الذي عاشوه هنا مُكرهين إلى عالم حقيقي لم يَخْبروه من قبل ."

" نحن لن نكتفي بأسماء القتلى. نريد أسماء من أنجبهم ومن أنجبوا، و أسماء من يُحبّهم . ماهي أمانيهم؟ ربّما حققناها لهم في عالمٍ آخر. دماء اليوم هي وثائق الغد."

" أحنّ إلى تنّورين وإلى ذاتي وجسدي قبل أن يكبُر في مدينة الضّباب . أحنّ إلى سريري قبل أن يصغُر في ذلك القُمقُم المُوحش في بلد لم أقتنع يومًا أنني أنتمي إلى مقاعد دراسته المصنوعة من نشارة جدران المجهول في مدرسة داخلية في قلب عاصمته الباردة .

" هكذا غزلتني الوحدة وحاكت المدرسة الداخلية تسع كرات صوفٍ من حياتي. رضختُ لمصيري واتخذت الصمت وِجهة لسنوات مقبلة عرفتُ أنها ستطول."

" أحبّ وفاء الجُدران للأماكن. هل صادفتَ جدارا يترُكُ منزله؟ البشرُ يرحلون، الجدران لا تفعل. تنتظرهم حتّى وإن فطنت عبثية إيابهم. تتصدّع وتتآكل بالشّقوق، لتبدأ شروخ الحنين وبثوره بالظّهور على معالمه المسنّة .'

" كنتُ أظنّ أن المنزل هو المكان الذي نعيش فيه، لكنّني اكتشفت أن أحدهم قد يكون منزلا. قد يكون المنزلُ صورة عالقة في ذهنك، صورة زفافك الوهمية، أو صورة رفاق الحرب، قد يكون المنزل لمسة سالت على رأسك. قُبلة على خدّك أو رائحة ترفضُ مُغادرة أنفاسك، رائحة حساء بصل رُبّما أو عبق تفاحة قضمتها أنياب الحرب."

" نحن نخاف من نُحب أكثر مِن خوفنا مَن نكره، للحبّ قواعدُ غريبة نكتشفها كلّما أحببنا أكثر."

" ربّما سيتّسعُ الوقتُ أمامي لألملم شتات نفسي في يوتوبيا خيالية. سأتعلّق بذيل غيمة قديمة و أحْبو معها في سماءٍ بشُرفة لايراها أحد، ولا تطلّ على شيء، وسأشتري هناك منزلا جديدا ولن أغادرها ما حييت."

تمّت القراءة يوم 08/ 11/ 2023
وتمت كتابة هذه المراجعة يوم 24/ 11/ 2023
الساعة 21:00 بتوقيت الجزائر.
Profile Image for Shatha .
1 review
January 2, 2018
حالة غريبة عشت بهل بعد قراءة هذه الرواية. لم أقرأ مثل هذه النوعية من الروايات من قبل. الأسلوب غريب،، اللغة غريبة وحتى الطرح غير مطروق من قبل. لا أعلم إن كانت هذه الرواية سياسية او أجتماعية او حتى ربما قصص قصيرة. فعلا رواية متعبة ومحيرة. انهيتها في شهر وهذا الشيء لا يحصل معي في العادة رغم حجم الرواية الغير كبير نوعا ما. الرواية تحكي عن حياة الكاتب الشخصية وان لم يذكر ذلك بوجه صريح لكنني استنتجت هذا من كمية الحزن والأسى الموجود في الصفحات ال220. سبب اعطائي 4 نجمات وليس 5 يكمن في لغة الرواية الصعبة جدا على القارئ العادي التي اشعرتني ان الكاتب يحاول استعراض عضلاته اللغوية عوضا عن نقل صورة أدبية، قد لا اكون على صواب، هذا فقط استنتاج. اكثر شخصية أعجبتني هي شخصية الام المتسلطة التي أعتقد انها شخصية أم الكاتب الحقيقة. وأكثر فصل اعجبني هو الفصل الذي يحكي عن اللجوء العراقي والسوري وكوني عراقية شعرت أن الراوي يتحدث عني وعن معاناتي في العراق بعد الاحتلال الأمريكي لبلدي. الفصل الاول ذكي جدا عندما يتحدث الكاتب بأسلوب مبطن وبعدها صريح ويفضح التواطئ الامريكي مع الامم المتحدة فيما يخص اللاجئيين. أعجبني الطرح الجريء لموضوع الشذوذ الجنسي ايضا, رواية رائعة كانت ستكون ممتازة لو ان اللغة اسهل من التي استعملها الكاتب,
Profile Image for Najla.
11 reviews
December 2, 2017
إحتاج سليم بطي 220 صفحة ليصرخ في وجه الظلم صرخة واحدة وليقول كفى لكل هذا الحقد والموت في العالم. إحتاج مئات الكلمات ليصرخ بلسان كل لاجئ عراقي وكل لاجئ سوري وكل لبناني عاش أزمة الحرب الأهلية. إنها رواية العذابات والفقدان كم أبكاني وكم أحرقتني هذا الرواية وكم فتحت جروح عميقة كنت قد تجاهلتها منذ سنوات. كيف لكاتب أن يكتب بهذا الصدق وبهذه الحرفية وبهذه اللغة العميقة البليغة التي تحوطك وتقتلك وتسرقك من عالمك لتحبسك في عالمه، عالم من الشتات وضياع الهوية.
سليم الحالم والموجوع الناكش عن أصله وعن جذوره. سليم الضعيف القوي المتمرد الحزين. سليم الضائع بين أم مغيبة وأب غائب وأخ لا يعرف له طريق. سليم الضائع بعدما فقد جدته وأضاع طفولته على مسرح الهجرة القسرية في لندن.
هذا الكاتب الشاب العميق الذي يكتب بلغة الكبار، لا أكاد أن أصدق بأنها روايته الاولى. دار نوفل هاشيت انطوان يتفوق هذه السنة باحتضان كاتب ذكي مثل سليم بطي. زيارتي لمعرض بيروت كانت مثمرة فلولاه لما اطلعت على هذه الرواية التي أستطيع أن أصفها بأنها تحفة أدبية بكل ما للكمة من معنى. هذه الرواية لا يجب أن يقرأها أي شخص فهي بحاجة إلى ذائقة أدبية معينة تستلذ وتذوب في كل كلمة من كلماتها بل بكل حرف وكل علامة تنقيط.
Profile Image for Zainab.
98 reviews5 followers
December 2, 2017
قرأتُ عنوان هذا الكتاب قبل سنة، وجذبني شيء ما فيه. وانتظرتُ الكتاب سنة، وإستحق كل يوم إنتظار. فبعد قراءة عمل كهذا، ستقف عاجزًا عن وصفهِ. صفحات تحمل في طياتها رحلة بحث عن وطنٍ لطالما كان مفقودًا، وفي كل صفحة يُروى وجعٌ جديد. كمية المشاعر الموجودة بين الكلمات ومدى واقعيتها تجبرك على الشعور بأنك تقرأ قصتك لا حياة شخصٍ آخر. أسلوب رائع، إنتقال سلس بين الفصول وسرد مذهل، فالأحداث لم تُتلى بالطريقة التقليدية، وأخيرًا هذه الرواية تحمل في طياتها جاذبية تمنعك من ترك الكتاب ولو للحظة. لقد إستحقت هذه الرواية الخمس نجوم بجدارة، وبإنتظار أعمال سليم القادمة! ♥️
Profile Image for نورا.
83 reviews22 followers
August 19, 2020

من أجمل الكتب عن بيروت والحروب الأهلية، يستخدم سليم اللغة وكأنها لغة مُغايرة، يُعرفني في كل صفحة على اللغة من منظوره الفريد، مفرداته، أوصافه التي تخصه.
تجربة متناقضة تحمل الكثير من الجمال والألم في آنٍ واحد، كيف للإنسان أن يستشعر الأسى واللذة في جملة واحدة؟ هذا مايبرع سليم فيه.

"هموم الأعلام لا تختلف كثيرًا عن هموم الشعوب. الجميع يحلم بالطيران"

"وكأنّ سحابة عصرت ثقل أحزانها فوق رأسي، وتركتني مبللًا أتبحّرُ في تعاسةٍ لا تجفّ"

"كلنا نبكي. فلا رقيب على البكاء. ليس المهمّ من كان سببًا أدمعك، الأهمّ من سيكون سببًا في تجفيف تلك الدموع"

"بيروت درويشة وبتسامح، هكذا يقولون❤️"
Displaying 1 - 30 of 72 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.