ان اكثر شيء يمكن أن يبدو غريباً، هو وجود ذبابة تجرّب الخروج عبر نافذة زجاج مغلقة: ذلك العبث اللانهائي للمحاولات الفاشلة، تفاني الهمّة والإصرار.. ثم الاصطدام بحاجز شفاف غير مرئي والسقوط بخزي. فدون أن تعي السبب تهوى الذبابة في كل مرة إلى أسفل، متأرجحة بأجنحتها، متألمة على الأرجح، وعاجزة تماماً. إنها حقاً ترى ضوء الشمس وتشعر بلسعة أشعته لكنها لا تطوله، فقط تزنّ عندما يكون الوجع خفيفاً، تحلق مسرعة، تطير وتحلم وتأمل. وحينما تتعب، في الأخير، ستطير بلا صوت، سترتطم بلا استسلام، وستموت
يحدث احياناً ان تقوم بتنزيل ملف هامشي في جهازك النقال، وتقوم بتأجيل قراءته كلما نظرت اليه.. ان لم تقوم بحذفه بالاساس... ربما تقوم بقراءته في صالة انتظار طبيب او اثناء السفر الطويل، لتجد فيه اروع القصص واجملها على الاطلاق يعتمد الفن القصصي على المشاهد اليومية، مهما تكن المشاهد عادية في النظرة الأولى، الا انها الوقود المفاعل للقصة، وان كان الكاتب بارعاً جداً فانه يستطيع ان يحول المشهد إلى نص خالد، وهذا بالفعل ما قرأته في صائد الوزين... انه كتاب قصصي ذو قيمة فنية وادبية لا يستهان بها، ويحتوي على ذخيرة فلسفية ديناميكية متصاعدة المشكلة ان هذا العمل مغمور جداً، لا يذكر، هامشي، مع انه شبيه بأسلوب توفيق الحكيم، زاخر ككالفينو – ولا ابالغ فالنصوص لا يستهان بها-، وهو العمل الالكتروني الثاني للكاتب والقاص السوداني إبراهيم مكرم بعد مجموعته الأولى "ملاحم" الذي اتطلع لقراءته كثيراً
أحببت كل قصة في الكتاب، كل لها رعشة بداية و دمعة في النهاية، مع توجهي شديد الحذر تجاه القصص الحزينة، أحسست بأنها جرعة مناسبة من الحزن، ذلك الحزن المألوف في حياة الناس، لم أقرأ الكثير من الفانتازيا و لكن الزوايا التي إلتف بها الكاتب في قصصه جعلتني متيقظة لما قد يحدث. و مجدداً، أحببت الكتاب كثيراً .
صائد الوزين، عبثيات كاتب، سقوط زير معلق، الرعب الذي يمكن أن يحدث بسبب مصافحة، لا يممكنني أن أعد قصص الكتاب كلها! جميل هذا الكتاب، وهو يوقظ القصة من سباتها ويبعث بها إلى الانطلاق، جدير به أن يكرم هذا المكرم. عتبي فقط على عدم اختيار عناوين جذابة للقصة، حيث العنوان في رأيي نصف القصة، فهو إما سحري جذاب، أو مختصر على أقل تقدير. خمس نجمات لا ينقصن، لكن قد يزدن👌🔮