يتناول محمود عوض في كتابه أربع قضايا فكرية دارت رحاها في نهايات القرت التاسع عشر و النصف الأول من القرن العشرين وشغلت الرأي العام والوسط الثقافي لفترات غير قليلة بل إن منها ما أثر بشكل مباشر على الوضع السياسي في ذلك الوقت، القضايا الأربعة حول كتب "تحرير المرأة" لقاسم أمين و"طبائع الإستبداد ومصارع الاستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي و"الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق و أخيراً كتاب "في الشعر الجاهلي" للدكتور طه حسين
الكاتب الكبير محمود عوض أحد أعمدة الصحافة المصرية في دار أخبار اليوم ولقبه إحسان عبد القدوس بـ"عندليب الصحافة" وتميز أسلوبه بالبساطة والرشاقة والانحياز لهموم المواطن العادي, كما التزم بتوجه قومي عربي وكان من المقربين من الثلاثي الغنائي المصري الكبير أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ، كما كان مقربا من الصحفيين المصريين على أمين ومصطفى أمين وعمل بصحيفة "أخبار اليوم" التي أسساها عام 1944.وألف عوض كتابين شهيرين هما "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد" و"عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد" كما كان من نخبة الكتاب المختارين فى كبريات الصحف العربية مثل الحياة اللندنية والرياض السعودية والاتحاد الإماراتية، وكتب للإذاعة المسلسل الوحيد الذى قدمه عبد الحليم حافظ وهو "أرجوك لا تفهمنى بسرعة". وأذاعت إذاعة "الشرق الأوسط" المصرية هذا المسلسل في اكتوبر أول عام 1973، خلال شهر رمضان، وهو المسلسل الاذاعي الوحيد الذي قام عبدالحليم حافظ ببطولته، وصاحبت ذلك حينها ضجة إعلامية كبيرةوعمل الراحل بالكتابة السياسية فى عدد من الصحف المصرية أيضا وألف كتابا عن هزيمة عام 1967 بعنوان "ممنوع من التداول" كما ألف كتابا بعنوان " وعليكم السلام" وكتابا بعنوان "متمردون لوجه الله" وكان الفقيد قد وافته المنية واكتشفت جثته بعد يومين بالصدفة لأنه يعيش بمفرده واكتشفت الوفاة بالصدفة حيث كان للفقيد مقال فى صحيفة اليوم السابع, وهو ما جعل الجريدة تتصل به أكثر من مرة ولم تتلق رداً مما جعلهم يشعرون بالقلق عليه . وأرسلت الجريدة من يطمئن عليه فى بيته ولكنه لم يجيب, فاتصلوا بشقيقه الذى حضر على الفور وأحضروا الشرطة, واكتشفوا وفاته من يومين قد كان عوض خلال عقود القرن الماضي مركز دائرة واسعة لنجوم السياسة والصحافة والفن، تمتع بعلاقات مميزة مع صانعي القرار في تلك المرحلة وتولى مناصب قيادية صحفية نجح فيها، منها الفترة التي تولى فيها رئاسة تحرير صحيفة "الأحرار" المعارضة في أوج توهجها وكانت مقالاته وموضوعاته تنشر بانتظام في صحيفة "أخبار اليوم" عندما كانت توزع أكثر من مليون نسخة في عهد مصطفى أمين، وله العديد من الكتب التي زينت المكتبة العربية السياسية والانسانية. وتميز عوض بصداقة مع المطرب الراحل عبدالحليم حافظ، جعلته ينفرد بالكثير من أسراره وتفاصيل حياته وتعكس حالة الوفاة لكاتب كبير دون أن يعلم به أحد، صورة غير جيدة للمشهد الاعلامي والصحفي في مصر
محمود عوض قلم ثائر ضد ما هو رجعى و منافق و هنا يتناول فترات من حياة كتاب كتبهم اثارت الرأى العام و المجتمع المصرى بعاداته و تقاليده فى هذة الفترة من الزمن , بعد مقدمة رائعة و مميزة جدا تناول فيها الكاتب نظرته للمجتمع و السلطة فى وجة حرية القلم و ما واجهة الكتاب من كفر و نبذ من المجتمع و تضييق من السلطة و الملك .
كانت المعركة تدور بين طرفين غير متكافئين من البداية : رأس ضد حائط .. قلم ضد السيف .. شيخ ضد الازهر.. طه حسين ضد مصر
تناول الكاتب سيرة 4 كتب و هم : - كتاب "تحرير المرأة" لـ قاسم أمين و هذا كان الجزء الاول الذى تناول الكاتب اكثر به حياة المجتمع المصرى و المراة ب صفة عامة فى القرن التاسع عشر بعاداته و تقاليده حتى اتى قاسم امين ليطالب بحرية اكثر من للمراة ف واجه بها المجتمع المصرى و رجاله بصفه خاصة ف كان " كانت جريمة قاسم أمين هي أنه طلب الحرية للمرأة .. في مواجهة الرجل "
- كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لـ عبد الرحمن الكواكبي كتاب غنى عن التعريف و يتم تداوله حتى الان بسبب كلامه الثورى و روح الكاتب المتمردة عل الظلم و الاستبداد و تعرض الكاتب الى سوء معاملة و اهانة و تضييق الامن عليه حتى محكامته بالاعدام ثم هروبه الى مصر لينشر كتابه لكن السلطة و الملك و السلطان العثمانى كانوا قد حكموا عليه بالاعدام من زمن ف لجئوا ارخص الحيل فى مواجهة قلمه و هى تسميمه ف كان "جريمة الكواكبي هي أنه طلب الحرية للشعب .. في مواجهة السلطان"
- كتاب "الإسلام وأصول الحكم" لـ الشيخ علي عبد الرازق و هذا كان اكبر جزء و اكثر جزء شيق لما تناول فيه الكاتب المجتمع و الازهر و الشعب فى مواجهة العالم الازهرى و اتهامه بالكفر و الالحاد و فصله من عمله بسبب قلمه و رؤيته للعالم السياسى الاسلامى و رايه فى موضوع الخلافة الذى كان يمهد الملك فؤاد لها ليصبح خليفة المسلمين ف لجأوه الى اخراسه ب طرده من المجتمع و نبذه حتى مات فى هدوء و سلام فى قريته ف كان " جريمة على عبد الرازق هي أنه طلب الحرية للدين .. في مواجهة المَلِك " ** طبعا بعد قرائتى ل كتاب على عبدالرازق وجدت ان الكتاب بها من الغلط و الجهل كثير جدا و كان كتاب يستحق الجدل و لا ادرى لما يدافع محمود رزق عن الكتاب ف هذا كتاب لا يوجد به الا التضليل و الفهم الخاطئ , لا اويد نبذ الكاتب و لكن الكتاب يستحق الهجوم عليه
- كتاب "في الشعر الجاهلي" ل طه حسين كاتب ذو قلم كبير ف هو عميد الادب العربى و تلامذته اصبحوا بعد ذلك من اكبر الادباء فى مصر و لكنه كان لا يخلو من الجدل خاصه فى ارائه و هذا الكتاب كان اصداره بعد كتاب على عبد الرازق ب سنة ف لك ان تتخيل المجتمع المصرى لكن اسم طه حسين كان اكبر من على عبد الرازق لذلك محاربته اخدت فترة من الزمن لدرجة اصدار اشعار انه مسلم بسبب اتهامه بانه تطاول عل الدين و القران فى كتاب الجدلى حتى فصله و اصداره فى نسخة جديدة " فى الادب الجاهلى " بعد ازالة بعض الفصول و لكنه واجه ايضا مجتمع ب عاداته القديمة الذى لا يريد احد المساس بها و ايضا كان يوجد مهاجمات من احزاب و الملك بسبب مواقف سابقة له ضدهم ف كان " جريمة طه حسين هي أنه طلب الحرية للأدب .. في مواجهة السياسة"
عل كل حال الكاتب محمود عوض تناول هنا الشق الادبى و ما طرا عل المجتمع المصرى من جدل بسبب هذة الكتب لكن الكتاب اصر عل ان مواجهة القلم يجب ان يوجهه قلم ب الحجة و الدليل ليس ب القوة و السلاح و التكفير , تقدم الشعوب ياتى من حرية الفكر و القلم و لغة النقاش عندما يصطدم الكاتب بالمجتمع ليس بالتهديد حتى و ان لم نتفق عل ما وجد ف اجزاء من هذة الكتب ف الاكيد لا نتفق عل طريقة محاربتهم لهولاء الكتاب . لذلك اشدد انى لم اقرا سوى كتاب من ال 4 كتب و اتفاقى هنا عل الراى الادبى و طريقة مواجهة المجتمع لهم و اتهامهم بالفسق و الالحاد و لكنهم فى القائمة و سأقراهم قريبا للتاكد من صحة الجدل . ان محمود عوض كما اشار لا يوجد تطاول عل القران به فى كتاب الشعر الجاهلى \ الخلفاء فى الاسلام و اصول الحكم \ الحجاب و الشريعة فى تحرير المراة .
تمنيت ان ارى جزء ثان من الكتاب يتناول فيه - اولاد حارتنا ل نجيب محفوظ - الله والانسان ل مصطفى محمود - معالم فى الطريق ل سيد قطب - نقد الخطاب الديني ل نصر حامد ابو زيد
" يريدون الحرية لانفسهم حينما يكونون فى المعارضة .. و يمنعونها عن معارضيهم حين يصبحون فى السلطة , يريدون الدستورلمساندتهم حينما يكونوا ضعافآ .. و يمنعون الدستور عن غيرهم حينما يصبحون اقوياء . يريدون القانون لمساندتهم حينما يواجهون السيف .. و يمنعون القانون عن غيرهم حينما يحملون السيف .. " هذة هى الماسأة و هذا هو قلم محمود عوض و رويته لحال السياسة فى مصر الذى كان عل كل حال فى الثلاثينات بين احزاب و ملك و لكن الحال الان فى القاع فلا يوجد الا حزب واحد يحكم و تابع للرئيس و الباقى احزاب شكليه فى معارضة وهمية ف لا ادرى احزن عل حالنا قديما عندما كنا فى يد مستعمر اجنبى و لا احزن عل حالنا الان فى يد مستعمر وطنى .
“السلطة في المجتمع العربي كانت لها دائمًا مقاييسها الخاصة التي تخفيها دائمًا و تعلنها أحيانـًا.
إنها تعتبر: أن الخوف صبر .. والجمود عقل .. والتطور جنون .. والتجديد إلحاد .. والحرية كفر .. والتفكير جريمة. الضعف نعمة .. والجبن قيمة .. والشجاعة رذيلة .. والصمت حكمة .. والجهل فضيلة .. والتمرد زندقة .. والاختلاف خيانة. الظلام نور .. والظلم عدل .. والطغيان قوة .. والإرهاب قانون .. والحاكم إله .. والمرأة حيوان .. والشعب عبيد. التاريخ أسطورة .. والماضي مقدس .. والحاضر مقبول .. والمستقبل ملعون.”
هكذا وصف كاتبنا السلطة؛ فهي تعمد إلى هذه المعايير لتبرر بها جرائمها .. نعم جرائمها .. كما أطلق عليها محمود عوض نفسه .. جرائم القتل التي يقص علينا في هذا الكتاب أربعة منها، ولكن من القتيل؟ ولمَ تقتله السلطة؟!
إذن نحن أمام أربع جرائم قتل، وأربع ضحايا كل منهم فقط أراد الحرية، يعرفنا بكل واحد على حدة، فيبدأ بقاسم أمين “رأس ضد حائط!”، لقد عاقبته السلطة لأنه طلب الحرية للمرأة في مواجهة الرجل؛ فيصف لنا كيف ميز المجتمع المصري بين الرجل و المرأة في عصر قاسم أمين: “إن المجتمع المصري يضع الرجل والمرأة على أبعد مسافة ممكنة بعضهما من بعض .. فالرجل يجب أن تكون له لحية طويلة أو – على الأقل – شارب ضخم، حتى تكون رجولته ظاهرة من بعيد .. من مسافة!
أما المرأة فيجب أن تبدو كخيمة تمشي على قدمين.”
ثم يوضح لنا وضع المرأة: “ضعيفة .. خجلة .. خافتة الصوت .. تلتزم دائمًا موقف الدفاع … لا تتكلم، بل تسمع. لا تناقش، بل تطيع. لا تتحرك، بل تنتظر.”
هذا ما رآه قاسم أمين مرضًا في المجتمع، فحاول أن يصفه ويبحث له عن علاج في كتابه “تحرير المرأة” .. هذا الكتاب الذي اعتبرته السلطة بل والشعب ذنبًا يجب أن يعاقب عليه مؤلفه؛ ومن هنا ارتكبت السلطة أول جريمة من الأربعة!
يطالعنا محمود عوض بدوافع قاسم أمين لتأليف الكتاب، وما هي نظرة المجتمع و السلطة لمثل هذه الأفكار التي طرحت في ثناياه، وكذلك ردود الأفعال المضادة وما تحمله قاسم أمين الذي “مات بالسكتة القلبية، ولعلها السكتة القلمية”، ثم إعادة النظر في هذه الأفكار ولكن “بشرط أن يموت قاسم أمين أولاً!”
ثم ينتقل بنا كاتبنا إلى عبد الرحمن الكواكبي “قلم .. ضد السيف!” الضحية الثانية والذي طالب بالحرية للشعب في مواجهة السلطان، ويالها من جريمة!!
هناك في الآستانة تلك المدينة الخانقة في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر نجد “كل عميل للسلطان يتحسس سيفه فورًا إذا التقطت أذنه كلمة واحدة: الحرية. عند هذه الكلمة – هذه الكلمة بالذات – يفقد السلطان عقله ويفقد المتكلم رأسه.” وكذلك كانت حلب صورة مصغرة للآستانة “وفيها أيضًا صوت صغير يشكو من ظلم الوالي”، يفكر الكواكبي .. يتكلم .. يكتب؛ فيجب أن يعاقب .. يُقتل بالسم .. تُصادر كل كتاباته .. ومن بينها كتابه الذي لم يتمه “العظمة لله”.
“شيخ .. ضد الكعبة!” إنه الضحية الثالثة .. إنه علي عبد الرازق الذي طالب بالحرية للدين في مواجهة الملك، وألف كتابه “الإسلام وأصول الحكم – بحث في الخلافة والحكومة في الإسلام”.
يشرح لنا محمود عوض آراء علي عبد الرازق في كتابه، والتي حركت الكثير من الشيوخ ضده .. فقط لأنه يفكر .. يبرهن على ما يقول، ولا يأبه أن يتفق مع سابقيه أم لا، ويؤلف البعض كتبًا مضادة .. ولكن حركة الشيوخ ليست كحركة الملك! يُحاكم علي عبد الرازق بتهمة الإلحاد! ولكنه لم يتخل عن آرائه حتى نهاية المطاف.
“في الشعر الجاهلي” هذا الكتاب هو الذنب الذي ارتكبه “طه حسين .. ضد الحكومة!” فهو الضحية الرابعة الذي طالب بالحرية للأدب في مواجهة السياسة.
“.. قرر مجلس الوزراء فصل الأستاذ طه حسين أفندي، الموظف بوزارة المعارف العمومية، من خدمة الحكومة”، “قد أصبح مدينـًا للبنك بثمانية جنيهات”، “بلاغات تتكرر فيها اتهامات خطيرة مثل: الطعن في القرآن، الإخلال بالنظام العام، دعوة الناس للفوضى”.
هذه بعض ردود الأفعال، ولكن ما واجهه طه حسين أكبر!
هؤلاء هم الضحايا الأربعة، أمّا عن هدف الجريمة فإنه “في كل مرة هدف عاجل: إعدام كتاب .. مصادرة رأي – لكن بعد هذا – هناك هدف آجل: إعدام حرية.”
" كانت جريمة قاسم أمين هي أنه طلب الحرية للمرأة .. في مواجهة الرجل.. وجريمة الكواكبي هي أنه طلب الحرية للشعب .. في مواجهة السلطان وجريمة على عبد الرازق هي أنه طلب الحرية للدين .. في مواجهة المَلِك وجريمة طه حسين هي أنه طلب الحرية للأدب .. في مواجهة السياسة.."
حينما وقع نظري على عنوان الكتاب تذكرت مباشرةً فيلم v for vendetta وبالأخص الجملة التي قالها v لـ مستر كريدي رمز القمع والتسلُّط "ideas are bulletproof" ،وكان يعيش في ديستوبيا بريطانيّة حيثُ كان مصدر إزعاج كبير للسلطة، وهذه الديستوبيا لا تقِل عن ديستوبيا المُجتمع المصري، فكانت هذه الجرائم الأربعة، وصار هؤلاء المُفكِّرون والمُثقفون مصدر إزعاج لسُلطتنا المُستبِدة ومُجتمعنا الرجعيّ وثقافتنا المُتخلِّفة.
إذن، يُمكننا الجزم بأن الفِكر لا يأخذ مساحته ومجراه إلا إذا كان مصدر إزعاج لكل ما هو قديم وموروث في شكله الدوجماطيقي وإلّا إذا اصطدم بكل ما هو صلب ومترسِّخ في قلب المُجتمع الواحد، أما دون ذلك فهو لعب في حدود ضيقة تم رسمها مُسبقًا، حيثُ تكون التابوهات والخطوط الحمراء كثيرة جدًا ولا يُمكن كسرها أو الخروج عليها، ومن هُنا كان إيماني بكل معركة يخوضها صاحب الفِكرة مواجهًا كل سلطة في شكلها السياسي أو الديني أو الجماعي لإثبات حريته في هذا الحق دون مُغالاة؛ فحتى النموذج الأوروبي في مرحلته الانتقاليّة كان الاصطدام بين المُستجَد والمُترسِّخ أشد عُنفًا وضراوة مما كنّا نحن عليه-ومازلنا-، ومما عاناه مُفكِّرينا الحقيقيين من تعسُّف وتجريح شخصي وإهانة ومصادرة لكل الحقوق والحريّات، وإذا كانت المُقدمات تتشابه بيننا وبينهم فالنتيجة عندنا لسببٍ مجهول اختلفت كل الاختلاف، لكن لماذا؟ لا أعرف، رُبما لم يحن الوقت بعد.
هذا الكتاب يعرِّي لنا في أربعة نماذج فقط، تاريخ الاستبداد والقهر والردع والجهل المتفشي في مُجتمعنا ويجري في عروقه، ويعطى إجابة صريحة لكل الاسئلة التي تدور حول وضعنا الحالي ثقافيًا وفكريًا؛ فعندما تبدأ هذا الكتاب لن تتركه حتى تأتي عليه مرةً واحدة، ولن تمِل الكتاب إلا في شيءٍ واحد فقط، وهو أن نفس السيناريو يتكرر كل مرّة في طريقة استقبال المُجتمع للفِكرة، نفس السيناريو المبتذَل وردود الأفعال المشحونة بالكراهية والتعصُّب والانتهازيّة.
كتاب يقع في 192 صفحة من الحجم الصغير، صادر عن دار المعارف عام 1972 للكاتب الصحفي الكبير الراحل محمود عوض، يتناول فيه سيرة أربعة كتب هزت المجتمع المصري.
1- كتاب "تحرير المرأة" لـ قاسم أمين
2- كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" لـ عبد الرحمن الكواكبي
3- كتاب "الإسلام وأصول الحكم" لـ الشيخ علي عبد الرازق
4- كتاب "في الشعر الجاهلي" لعميد الأدب العربي طه حسين
كتاب عظيم يسرد ما لاقاه هؤلاء المجددون العظماء من محن بسبب آرائهم التنويرية العظيمة التي أثرت الأمة المصرية والعربية والإسلامية، والتي ساهمت في تبديد بعضًا من الظلمات التي كان يقبع فيها المصريون والعرب والمسلمون.
يتعرض عوض الى اربعة صراعات مختلفة فى تاريخ مصر لكنها فى الاتجاه ذاته الحرية فى مواجهة المنع :-
حرية المرأة فى مواجهة الرجل حرية الشعب فى مواجهة السلطان حرية الدين فى مواجهة الملك حرية الادب فى مواجهة السياسة اربعة معارك تنتصر لشى واحد ... الحرية انها اربعة كتب احدثت ضجيجا و زوابع كثيرة فى تاريخ مصر و انتهت بالتنكيل من مؤلفيها شر تنكيل الامر كل مرة يبدأ بالمنع و الحجب .. لكن الحرية لها اجنحة لا يستطيع احد تقيدها تنتصر الحرية فى كل مرة على ما سواها و يدفع المؤلف هذا الثمن فى كل مره لكن فى النهاية يكتب له الخلود قاسم امين عبد الرحمن الكواكبى على عبد الرازق طه حسين
اسلوب الكاتب بدا عليه الحماسة الشديدة فى مواجهة كل من يقف ضد الحرية الذى قد يجد فيها البعض بعض المبالغة
الكتاب بحاجة الى بعض المراجعة بالنسبة للمادة العلمية وتحديدا فى هاتين النقطتين الاولى :تاريخ اصدار كتاب تحرير المرأة لقاسم امين الثانية: موضوع اشتغال الشيخ على عبد الرزاق بالسياسة و تحديدا موضوع انتماءه لحزب الاحرار الدستورين و الذى نفاه الكاتب قد تكون هاتى النقطتين على هامش المادة الاصلية للكتاب و ما يرمى اليه لكن لزم التنوية عنها طالما قد ذكرها الكاتب
الكتاب يروي 4 قصص لاستعادة الحرية وقد تعلمت منه : 1- تقدير قيمة الحرية التي اتمتع بها انا و بنات جيلي بالرغم مما يقال او يحدث فما عاناه قاسم امين في سبيل قوله منح الحرية للمرأة يجعلها تحافظ علي حريتها بروحها 2- عرفت اخيرا من هو عبد الرحمن الكواكبي " بلال فضل كان فالقني بيه بكتابه ومكنتش اعرف عنهم حاجة " وماعاناه عندما شرح بالفعل ماهو الاستبداد في الحكم وتقريبا كل اللي قاله في زمنه ينطبق علينا حرفيا 3- الشيخ علي عبد الرازق اسم غير مشهور في تاريخنا ولكن بفضله لم يتولي الملك فؤاد خلافة المسلمين بعد سقوط الخلافة في تركيا وقيام الجمهورية وفضح نواياه السياسية التي كانت مستترة بغطاء ديني 4- طه حسين عميد الادب العربي ... لم يصل اليها الا بعد كثيييييييييير من الظلم
من الاخر كتاب كله معاناة وظلم ولكن قمة الروعة ان تكون مؤمن بمبدأ وقيمة وتضحي في سبيلها بكل غال
الكثير من السم مخلوط بقليل من العسل. الأهداف الظاهرية المعلنة للكتاب تتمثل فى الدفاع عن حرية الرأي، فى واقع الأمر الأمثلة الواردة لم تكن الا دفاعا عن كل ما هو مخالف للعادات و الدين. أتفق بشدة مع الكتاب فى ضرورة الحفاظ على حرية الرأي فى كل زمان و مكان وضرورة الوقوف بضراوة أمام المستبدين و الطغاة وأختلف معه بشده أيضا فى الدفاع عن آرائهم واظهارهم كملائكة لم يخطئوا ولم يرتكبوا ذنب.
يبدأ الكتاب بقاسم أمين ودفاعة عن المرأة ، جاء الكتاب فى زمن " سي السيد " وكانت افكاره شديدة الغرابة على المجتمع حينها لكن المشكلة لم تكمن فى دفاعه عن حريتها ونيلها بعض حقوقها المسلوبة انما فى الحجاب ! هذا البعبع الذي طالما أثار الجدل. فى البداية دعا قاسم أمين " لتخفيف الحجاب" ويقال انه كان يقصد الحجاب المعنوي المفروض على النساء فى هذا الوقت وهذا ما يقره محمود عوض فى هذا الكتاب .. ثم يعود ليذكر أنه ألف كتابا ثانيا عرض فيه افكاره بوضوح من دوق قيود او تحفظات و دعواه الصريحه لخلع الحجاب ! اذن لم يكن حجابا معنويا؟ ما لم يذكره محمود عوض هو ان زوجة قاسم أمين تحررت من البرقع و الحجاب بعد صدور كتاباته .. ثم يستنكر ما فعله الحاكم ضده ونتفق معه مره ثانية لا لأن أفكار قاسم أمين كانت صالحة .. وانما لأن الحاكم ما فعل ذلك الا لقمع الفكر المختلف ومسايرة الشارع آن ذاك في معارضة قاسم امين ليظهر بمظهر البطل!
ثم ينتقل للكواكبي وفي اعتقادي ان هذا كان قليل العسل فى الكتاب .. نأتي ببطل شعبي يحارب الاستبداد و القمع حتى نعطي نكهة حياديه للكتاب
ثم ينتقل لعلي عبد الرازق ومرة ثانية شخصية تتبنى أفكار نابية مغايرة لطبيعة الاسلام يظهرها بمظهر البطل الشهيد . تبنى علي عبد الرزاق فكرة اسقاط الخلافة ولم يبني ذلك على أساس فساد الحكام وانما على فساد فكرة الخلافة فى حد ذاتها وانها ليست من الدين وانها بدعة .. جمع لواء المسلمين تحت راية واحدة بدعة! ومع فساد اهوائهم استغله شيوخ السلطان للتنديد به باسم الدين و استغله الملك فؤاد لأنه يهدد مصالحه وهاجموه و جعلوا من حياته جحيما لأنه تبنى فكرة ورأي تهدد مصالحهم لا لأنه تنبى فكر مغاير للدين. عرض محمود عوض الشيخ علي في صورة الملاك وان كانت افكاره تنطوي على غير ذلك.
ثم أخيرا انتقل لطه حسين و كتابه " في الشعر الجاهلي" ما اثار فضولى فى هذا الفصل تحديدا .. هو ان الكتاب نفسه محل النقاش لم يذكر منه الا مقتطفات قصيرة جدا لا توحي بمحتواه .. يقول ان الشيوخ عارضوه و نندوا به انه يمس القرآن و التشكيك بالنبي وان ط�� حسين ينكر ذلك ولا يعرض الدليل من الكتاب نفسه ..
السؤال هنا .. لماذا اختار محمود عوض هذه الأمثلة تحديدا ؟ هناك مئات الحالات التي تمس المجتمع بشده فى اعدام حرية الرأي .. لماذا هؤلاء الاربعة الذى تبنى ثلاثة منهم قضايا تنافى الدين؟
#نحترم حرية الرأي ولا ندافع عما لا يمثلنا من أفكار
يتناول محمود عوض في كتابه أربع قضايا فكرية دارت رحاها في نهايات القرت التاسع عشر و النصف الأول من القرن العشرين وشغلت الرأي العام والوسط الثقافي لفترات غير قليلة بل إن منها ما أثر بشكل مباشر على الوضع السياسي في ذلك الوقت، القضايا الأربعة حول كتب "تحرير المرأة" لقاسم أمين و"طبائع الإستبداد ومصارع الاستعباد" لعبد الرحمن الكواكبي و"الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق و أخيراً كتاب "في الشعر الجاهلي" للدكتور طه حسين.
بذل محمود عوض مجهود واضح في استقصاء ودراسة كل ما كُتِبَ عن كل كتابٍ منهم على حده وكذلك استقراء ردود الأفعال على الأصعدة المختلفة بدءاً بالتغطية الصحافية ومروراً بمواقف الرموز الفكرية وحملات النقد والهجوم وانتهاءاً بمواقف الدولة الرسمية. ولكن يعيب الكتاب اعتماد الكاتب -احياناً- أسلوب المبالغة والتضخيم في عرض وقائع اجتماعية أو سياسية والتجائه الى التكلف اللغوي والتكرار المبالغ فيه لكسب تأييد القارئ وتعاطفه.
كذلك أعيب علي الكاتب عدم الموضوعية في عرض قضية كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" فهو عرض وجه واحد من الكتاب وهو الوجه الأدبي ولم يتطرق إلى المناحي الأخرى التي أعتمد عليها المنتقدين والمهاجمين والتي أفرد لها صفحات عريضة ولكنه تجنب أو أعرض عن تفصيل الردود، وهو ما قد أُرجِعَهُ -في وجهة نظري- الى رغبة الكاتب في الدفاع المطلق عن قضية حرية الرأي وليس عن كتاب بعينه أو رأي معين وهو في ذلك محق اذا التزم ذلك الخط الفكري لنهاية، ولكنه لم يفعل فهو تارة يدافع عن حرية الرأي المطلقة وتارة أخرى يدافع عن الكتاب ويهاجم كل من ينقده أو يعارضه، ويقع في نفس الفخ فهو يشكك في نوايا الجميع ودوافعهم فقط لأنهم في موقف المعارض، أحد هذه النماذج كان إسماعيل صدقي باشا وزير الداخلية، الذي استقال من الوزارة سنة 1925 تضامناً مع موقف وزراء حزب الأحرار الدستوريين في قضية كتاب "الاسلام وأصول الحكم" رغم انه من حزب الملك إلا انه انحاز للحرية، ورغم ذلك فهو نفسه الذي تحول بعدها بسنتين فقط وهو رئيس الوزارة ليصبح عدو حرية الرأي وأول المطالبين برأس طه حسين فقط بغرض العمالة للملك والإنجليز -حقيقة لا أستوعب أي ناقة لهم أو جمل في القضية؟-، هذا أحد نماذج خروج الكاتب عن الخط الذي رسمه بنفسه كمنهج لكتابه.
يبقى أهم ما استفدته من أفكار محمود عوض ضد الرصاص هو الا نحجر علي رأي أياُ كان اختلافنا معه والا نشكك في دوافع اي ناقد مهما كانت ضراوة نقده، الى جانب السعي لاقتناء الكتب الأربعة محل الجدال بالطبع.
كتاب قرأته من فترة و لا اعتقد ان بعض الكلمات قد توفيه حقه .. الكتاب يناقش الحرية من خلال اربعة قضايا فكرية شغلت الرأى العام فى نهايات القرن التاسع عشر و النصف الأول من القرن العشرين و لم تؤثر تلك القضايا فى الوضع الثقافى فقط بل ايضا فى الوضع السياسى فى مصر فى وقتها .. تلك الافكار احتاجت من اصحابها الشجاعة و تطلبتهم جهدا و صلابة فى مواجهة مجتمع للاسف يطغى عليه الجمود الفكرى و قد استطاع محمود عوض ان يضيف الكثير و يوضح الصراع الذى دار بسبب تلك القضايا من خلال اسلوبه المميز و كلماته الساحرة .
مقدمة الكتاب رائعة و الجزء المفضل بالنسبة لى هو الجزء الخاص بالكواكبى .
وتمتم طه حسين ، بأسف كثير وخيبة بالغة : لم يتغير شئ كثير !!! و.. حتى هذه الأجابة ، كانت مجاملة من طه حسين !! كتاب راااااااائع عرفت منه شخصيات كتيرة مكنتش أعرفها زى الشيخ الأسطورة (على عبد الرازق)و عرفت أكتر عن شخصيات رائعة زى (طه حسين) و (عبد الرحمن الكواكبى)و (قاسم أمين )......
كتاب لطيف يعرض أربع مواقف مدافعة عن الحرية، موقف ضد التقاليد، صوت منفرد يلقى كل العقاب من السلطة والمجتمع فقط لأنه صوت منفرد، لأنه خرج عن دائرة العادة وبدد هالة التقديس التي تحيط كل شيء نفعله. أولهم قاسم أمين الذي تحدث عن وضع المرأة المزري في أواخر القرن ال 19، مرورًا بالكواكبي وطبائع الاستبداد وبيان مساوئ الحكم العثماني وكان كمصور للحدث فقط. ثم يمر بالشيخ علي عبد الرازق والذي كان من أكثر المواقف حيرة وغرابة في الرأي، حديثه عن الخلافة الإسلامية وكونها لا تخص الإسلام في شيء، نظام دنيوي يستعاض عنه بما هو أفضل منه، محمد حامل دعوة لا رجل سياسة، أظنني سأتعمق في البحث عن هذه النقطة. وينتهي بطه حسين وحديثه في الشعر الجاهلي وتهمة الإلحاد التي صارت لصيقة دون تحليل دقيق لما قاله.
ما آخذه على الكتاب هو أنه شديد التحيز لمواقف شخصياته فضلًا عن تحيزه للحرية. أفهم دعم الحرية حتى وإن كان رأيًا يحمل قدرًا عظيمًا من الخطأ، فكمل يقول مِل أن هذا يقلّب الصواب ويربطه بجذوره عن طريق الدفاع الدائم بعرض الأسباب، فهذا يضفي بعدًا جديدُا وهو أخلاقية الصواب. ما لا أفهمه هو دفاعه المطلق عن صواب القضية نفسها دون إبداء أسباب منطقية واضحة، وعرضه للصعيد الآخر على هيئة أدب ديستوبي، كل ما فيه سيئ، أراه مبالغًا في إبداء السوء بسرد يؤيد رأيه. الكتاب في مجمله جيد ويستحق القراءة للتعرف على مواقف مختلفة في نفس الفترة تقريبا من تاريخنا، ويرسم صورة سياسية واجتماعية سريعة عنها.
أربعة كتب كتبها أربعة مؤلفين وكانت وبالًا عليهم، قاسم أمين وتحرير المرأة، الكواكبي وطبائع الإستبداد، على عبد الرازق وكتابه الإسلام وأصول الحكم، وأخيرًا كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي!هذه أربعة موضوعات تناولها الكاتب بأسلوب هجومي رهيب على المجتمع وعلى كل من رفضها وحقيقة لن أكون صادقًا لو وافقت الرجل في كل كلامه، ولكني أتفق معه في أول ثلاثة موضوعات واختلف معه في ما كتب طه حسين بالمرة، وكذلك اختلف معه في طرحه لقضية على عبد الرازق وإن كان كل ما اشار إليه من هجوم على الرجل حقيقة ولكني قرأت في أكثر من موضع لفهمي هويدى ومحمد عمارة تنبيه دائم على أن الرجل فعل ما لم يفعله احد من قبله تقريبًا والرجل هو شماعة العلمانيين التى يعلقون عليها أفكارهم المسمومة عن رفض حاكمية الإسلام! دون الدخول في تفاصيل كثيرة فرعية! ولكن اسلوب التعامل مع الرجل كان ظالمًا الحقيقة فالرجل من أبناء الأزهر وكان يجب الدخول معه في نقاش لمعرفة ما يرمى إليه بالظبط في كتابه ربما الهجوم الشرس عليه كان السبب الرئيس في تضليل الرأي العام حلو محتوى الكتاب! اما طه حسين فيكفي الإشارة إلى أني قرأت محاكمة طه حسين لخيري شلبي وقرأت كذلك لجلال أمين كتابه التنوير الزائف والذى كان من ضمن محتواه تناول قضية طه حسين وحقيقة أرى أن الكتاب خرافة من خرافات التنوير الزائف!
أول ما اقرأ من كتب لمحمود عوض,, وقد تأخرت كثيرا في اكتشاف هذا العملاق عدا بعض المقالات المتفرقه أفكار ضد الرصاص .. عندما تواجه الأفكار بالتخوين .. والعقليات بأحكام الإعدام .. والكتب بسلطة الملوك أربع عقول وأربع كتب يتضمنها هذا الكتاب البديع قاسم أمين , عبد الرحمن الكواكبي, على عبد الرازق, وطه حسين.. ما أسوأ ما قد يواجهه الكاتب؟ ألا يقابل كتابه بالحماسه المرجوه؟ ألا يحقق المبيعات التي كان يتمناها؟ ألايعطى الصدى الذى يستحقه؟ ماذا عن الهجوم؟ النفي؟ التشريد؟ الفصل والجوع؟ ماذا عن الاتهامات بالكفر؟ بل ماذا عن حكم الإعدام؟؟؟؟ اربعة عقول واجهت هذه الاتهامات فقط من اجل افكارها. وآفه حارتنا مقابله الافكار بالإساءة الشخصيه لصاحبها بإيذائه وتجريحه والخوض في شرفه ودينه,وليس بأفكار مثلها ولكن يموت الملك .. الوزير .. المندوب السامي ويبقى الكتاب وتبقى الفكرة.
تناول الكاتب في اربع فصول رئيسية أهم اربع كتب في القرن العشرين أحدثت ثورة فكرية اجتماعية ودينية وسياسية تحرير المرأة طبائع الاستبداد الاسلام وأصول الحكم في الشعر الجاهلي فكرت في البداية أن تقتصر القراءة على تلك الأجزاء الخاصة بالكتب التي قرأتها بالفعل وهي في الشعر الجاهلي وتحرير المرأة وتأجيل قراءة باقي الاجزاء لحين قراءة الكتب التي تناولها الكاتب من حيث الظروف المحيطة وقت إصدارها وتأثيرها والضحة التي أحدثتها، لكن أسلوب الكاتب أثار فضولي لقراءة باقي الاجزاء والمفاجأة أني استمتعت أكثر بقرائتها لأنها قدمت افضل تقديم وتعريف بالكتب التي تناولتها والأجواء العامة والخلفيات الاجتماعية والسياسية لتلك الأعمال
يعرض الكتاب اربعة نماذج من الكتب و الاقلام و الافكار التي تعرضوا لعمليات اغتيال فكري في عهدهم و لم ينصفوا الا بعد مةتهم بازمنة كبيرة يعرض موقف قاسم امين و كتابه تحرير المرأة و عبدالرحمن الكواكبي و كتابة طبائع الاستعباد و على عبدالرازق و كتابه اصول الحكم في الاسلام و اخيرا طه حسين و كتابه في الشعر الجاهلي و هي كتب ينصح بقراءتها
كتاب صغير عظيم يناقش قضايا تتمحور حول فكرة الحرية، وتحد��دا يتناول 4 كتب لـ4 كُتاب أثاروا جدلا وقت صدورهم، والكتب هي: تحرير المرأة (قاسم أمين) - طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد (عبد الرحمن الكواكبي) - الإسلام وأصول الحكم (على عبد الرازق) - في الشعر الجاهلي (طه حسين)
يعيبه فقط بعض التكرار والحشو، فقد على إثرهما نجمة.
الكتاب ده قريته وانا 14 سنة تقريبا...أمي كانت مشترياه ضمن سلسلة اقرأ...أيام ما كان فيه كتاب محترمين ف البلد...بيناقش الكتاب قضية الحرية بشكل موضوعي عند قاسم أمين،علي عبد الرازق وغيرهم...انا بارشح الكتاب ده لأي حد حابب يعرف أكتر عن محمود عوض الله يحرمه....خسرنا كتير برحيله..
#مراجعة الكتاب :- أفكار ضد الرصاص عدد الصفحات :- ١٩٢ ص لمؤلفه :- محمود عوض التقييم :- ٥/٥ في البداية احرصوا على ألا يدرككم الموت قبل قراءة هذا الكتاب اول بداية لي مع الكاتب صاحب القلم الثائر ضد كل ما هو رجعي ومنافق وليست المرة الأخيرة لاني أُعلن غرامي بإسلوب محمود عوض وابداعه في وصف الأحداث وانتقاده للامور المزيفة المنافقة ❤️ في طيات الكتاب سوف تجد أربع جرائم كل جريمة مكتملة الأركان حقاً ( قتيل ، قاتل ، مسرح جريمة ، شهود ، وسلطه تحكم ورعية تنفذ ) أربع جرائم أسطورية هزت العالم إبان أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إنها ليست جرائم عادية يحاسب عليها القانون المجرم لأن أي قانون حينما يقرر إعدام مجرم فإنه لا يقصد بذلك تصيح الجريمة المرتكبة فالجريمة ارتكبت بالفعل ولكنه يقصد أن يحذر الآخرين من سلوك نفس الطريقة قضايا الكتاب الأربعة هي قضايا مجتمع يحتفظ لنفسه بمجموعة من المفاهيم الثابتة المستمرة التي أصبحت خبزاً يومياً يأكله المجتمع والناس .. مفاهيم خاطئة.. لا يهم .. مريضة .. لا يهم إن المهم فقط أنها موجوده وأن على كل فرد في المجتمع أن يقبلها على ما هو عليه وعلى كل تابع أن يصفق لها .. أو ان يغلق فمه .. ( قاسم أمين , عبدالرحمن الكواكبي , علي عبدالرازق , طه حسين ) مجرمين في نظر القانون وفي رأي المجتمع جريمتهم هي ( الحرية ) ف قاسم أمين جريمته حرية المرأه .. في مواجهة الرجل والكواكبي جريمتة أنه طلب الحرية للشعب في مواجهة الإستبداد وعلى عبدالرازق جريمتة الحرية للدين في مواجهة المَلك وطه حسين جريمتة الحرية للأدب إن هؤلاء الأربع يحاربون من أجل إعلان رأيهم .. ليس من أجل وظيفة .. ليس من أجل مركز .. ليس من أجل سلطة .. بل .. بل من أجل فكرة .. مبدأ .. رأي وفي كل حرب دارت كانت الأطراف غير متكافئة على الإطلاق (رأس ضد الحائط .. قلم ضد السيف.. شيخ ضد الكعبة .. وطه حسين ضد مصر .) كانت الحرب تسير بين رأي ورأي .. حجة وحجة ..ومع ذلك لم تكن هناك مناقشة .. كانت فقط هناك .. ملاكمة.
هاجم المجتمع قاسم أمين والكواكبي وعلي عبد الرازق وطه حسين واتهموهم بالسفور والرذيلة .. قالوا فيهم رجل فاسق .. زنديق ..فاجر .. إباحي ..كافر لما كل هذا ؟ لأنهم نبهوا المجتمع إلى أحد عيوبه بصراحة إذن فليتحمل كلا منهم النتيجة ليتحملوا جميعاً النتيجة ، مساكين الأربعة حقاً إن المجتمع لديه أفكاره الخاصة عن الأدب والسياسة والدين والتعليم , الحجاب الأخلاق وكل شئ .. أفكار جاهزة سلفاً وموجودة مقدماً . أفكار يجب على كل عضو في المجتمع أن يقبلها بغير مناقشة , أو فحص , أو مراجعة . أفكار ورثها المجتمع عن آبائه وأجداده . لقد استقرت هذه الأفكاو , ليس لأنها صحيحة ولكن لأنها قديمة . إنها قديمة ومن ثم مقدسة , ومن ثم لا تقبل المناقشة . فإذا جاء واحد من أفراد المجتمع _ مثل الأربعة في كتابنا هذا _ ليناقش أفكار المجتمع ويفحصها ويرفض منها ما يرفضه ويقبل ما يقبله . فيجب أن يتعرض هذا الفرد للعقاب العام . عقاب صارم . إن جرائم الأربعة هي أنهم أرادوا التفكير بحرية . أراد كل منهم أن يشك .. ويناقش .. ويتساءل علناً . لهذا لابد أن يقدم المجتمع تحذيراً للآخرين.. من خلال كلاً من ( قاسم أمين ، الكواكبي ، علي عبدالرازق ، وطه حسين ) إذا مر كل منهم بغير عقاب فسوف يتبعه آخرون . وإذا مروا بعد قطع رأسهم .. فلن يجرؤ أحد على السير في طريقهم . هذه إذن هي ظروف المعركة . مجتمع دخل الكهف بأفكاره _ منذ ألف سنة . وحينما خرج المجتمع من الكهف وجد النور _ نور العلم والحضارة _ أقوى من عينيه فكانت النتيجة أن المجتمع قدم إستقالته وعاد إلى الكهف من جديد حيث أنه في داخل الكهف يحصل المجتمع على الدفء والراحة _ راحة البال وراحة العقل .. ثم يحصل أيضاً .. على الظلام . إن هذا الكهف الفكري هو ملجأ للمجتمع ضد المستقبل ، ضد الزمن . لهذا يسد المجتمع كل ثقب يدخل منه النور إليه في داخل الكهف إن كل ما كان المجتمع يريده هو الإستقرار . كيف عاش آباؤنا .. لنعيش مثلهم ؟ كيف فكر أجدادنا .. لنفكر مثلهم ؟ هذا هو السؤال . أما أن يكون لنا أسلوبنا الخاص في التفكير .. طريقتنا الخاصة في الحياة .. فهذا مالا يريده المجتمع .. إنه لا يريد التجديد ، ولكن يريد الإستقرار ، الإستقرار يعني الثبات … الثبات يعني الركود يعني أن كل شئ يجب أن يبقى على ما هو عليه .. لا .. آسفه .. الركود يعني أن كل شئ يجب أن يبقى على ما كان عليه ف الأكذوبة يجب تصديقها .. ليس لأنها صحيحة .. فهي أكذوبة .. ولكن ! لأنها جاءت إلينا من الماضي .. الماضي مقدس . شئ ننظر إليه ولا نستفيد منه .. نعبده ولا نقترب منه ، تماماً كأبقار الهند الماضي مقدس لا يحتاج إلى التفكير لا يحتاج الى عقل للمناقشة . أجدادنا كانوا أكثر عقل منا وحكمة . لقد قاموا بالتأمين على تفكيرنا ضد الحريق والعواصف والمراجعة والفحص . لقد ذهب من وضعوا الماضي ذهبوا إلى قبورهم وتركوا لنا أفكاراً مثل الأشباح تطاردنا .. بالأحرى تطارد كل من ينظر إلى الماضي بعينين مفتوحتين , تطارد كل من يفكر بحرية ، ويرفض الأفكار الجاهزة مقدماً . في النهاية :- كما قال طه حسين ( أن الحرية ضرورية لأي أمة تريد أن تنهض وتعوض ما فاتها : إن الحرية شرط أساسي للفكر ، مثلما هي شرط ضروري للأدب والعلم والفلسفة والفن
This entire review has been hidden because of spoilers.
* في هذا الكتاب حاول الكاتب إنه يطرح وجه نظره في أربع أزمات تعرض عليها أربع مفكرين و مثقفين نتيجة لكتب نشروها و هما قاسم أمين، و عبد الرحمن الكواكبي، و علي عبد الرازق، و طه حسين. وجهة النظر اللي الكاتب بيتبناها في هذا العمل بتقوم علي إن أياً كان الصراع اللي تم تصديره في أثناء الأزمة و اياً كانت وجهات نظر الجبهات اللي وقفت قدام بعضها وقت الأزمة فإن الصراع بيحمل في باطنه و كأساس ليه صراع من اجل الحرية.
* من أهم مميزات هذا العمل إنه مليء بالمشاعر و طول الوقت بيحاول يوصلك الضغط و الشعور البشع اللي كان بيمر بالمفكرين دول أثناء الهجوم الضاري اللي كان بيوجه إليهم، و لكنه في نفس الوقت لم ينجرف وراء المشاعر وحدها بل قدم أدلة و حجج بتساعد و تدعم وجهة نظره بشكل موضوعي.
* من أهم إيجابيات الكتاب ده إنه هيدفعك و يحمسك لقراءة الأعمال اللي كانت محل الصراع، فلو أنت عارف عن الأعمال دي أصلاً و علي قائمة قرائتك هتعجل بقرائتها، و لو أول مرة تسمع عنهم هتبدأ تدخلهم في قائمتك أو علي الأقل هتفكر في ده.
* الكتاب ده صدر سنة 1972 للمرة الأولي، و ده يخلينا نقدر ننظر للكتاب من منظورين مختلفين، الأول: إن الفترة ما بين نكسة 67 و بين أكتوبر 73 بشكل عام و لغاية وفاة عبد الناصر سنة 70 بشكل خاص كانت واحدة من أكتر الفترات اللي توفرت فيها حرية رأي، فبعد الهزيمة الثقيلة خفت يد الأمن في محاولة لجعل الشعب ينفس عن غضبه و إتقاءاً لإنفجار لم يكن أحد ليعرف مداه. و من هذا المنظور نقدر نشوف الكتاب كمحاولة للتعبير عن نتائج محاولات كبت الحرية والرأي. أما المنظور الثاني فهو: إن بعد سنة 67 و الهزيمة و المساحة اللي أُجبرت السلطة علي فتحها لتنفيس الغضب بدأ يظهر تيار مشكك في ثورة 52 - ثورة تماشياً مع المسمي الأشهر - و بناءاً عليه بدأت ظهور كتابات زي الكتاب ده اللي لو ركزت فيه هتلاقي إن كل النماذج اللي تناولها الكاتب كانت بتدور في العهد الملكي أو ما قبله اللي هو العهد العثماني - اللي كان ملكي بردو بالمناسبة - مما يحمل في طياته رسالة بمعني بصوا وشوفوا كيف كان الحال قبل مجيئنا. و لكن أي المنظورين صح ما أقدرش أُجزم، ويمكن يطله الاتنين غلط.
* في النهاية التجربة كانت ممتعة جداً، و الكتاب علي مستوي اللغة من حيث سوهلتها و كمان من حيث جمالياتها فكان جيد جداً و ممتع جداً و الكاتب متمكن جداً من لغته و أسلوبه شيق يدفعك للتفكير و في نفس الوقت تبقي مش عاوز تسيب الكتاب.
في أفكار ضد الرصاص محمود عوض جايب أربع نماذج لأربع كتب عملوا هزة في المجتمع المصري، وبيشرح السياق السياسي والإجتماعي في الفترة ديه وازاي اتأثر بأفكار الأربع كتب وازاي المجتمع بمختلف أطيافه اتعامل معاها. الكتاب الأول: تحرير المرأة لقاسم أمين الكتاب الثاني: طبائع الإستبداد للكواكبي الكتاب الثالث: الإسلام وأصول الحكم لعلي عبدالرازق الكتاب الرابع: في الشعر الجاهلي لطه حسين المشترك بين الأربع كتب هو ان الأربعة ناقشوا فكرة الحرية بس من زوايا مختلفة. كذلك الأربع مؤلفين تم التنكيل بيهم، قاسم أمين اتكفر واتحاكم واتنبذ، الكواكبي اتفصل من شغله واتحكم عليه بالإعدام بس تم التراجع عن الحكم واضطر يسافر من سوريا لمصر وهنا كمل نشر كتابه وطبعا تم نبذه ومهاجمته وفي النهاية مات مسموم. علي عبدالرازق اتفصل من شغله واتكفر واتعمله محاكمة من الأزهر وأُسقطت عنه شهادة العالمية. وطه حسين معروفة قصته مع كتاب في الشعر الجاهلي.. المهم في الكتاب ان محمود عوض موضح السياق السياسي والإجتماعي اللي الكتب ديه اتكتبت فيه، بمعنى أصح الدافع والسبب لمؤلفيها. كتاب مهم لأي حد حتى لو مقرأتش الكتب المذكورة فيه فهو هيديك رؤية محترمة عن تركيبة المجتمع المصري في القرن ال ٢٠ بالأخص فترة الملك فاروق وعن النخبة السياسية في الفترة ديه وعلاقتها بالمثقفين.
كمية من المعلومات التي اعرفها لأول مرة ، صدمة من الوهلة الأولي .
الكتاب يتناول سيرة أربع كتب، كلهم يتحدثوا عن الحرية بأنواعها المختلفة لأربع شخصيات وهم قاسم أمين ، وعبدالرحمن الكواكبي، وعلي عبدالرازق، وطه حسين . الكتاب يحكي ماحدث لأصحبهم وكيف تعاملوا مع الموقف السياسي عند صدور الكتاب وما المقصود حقا ف كتبهم هل هو ما انتشر فعلا! أما هناك رأي أخر لهذه الكتب
الحقيقة مع كامل احترامي وتقديري لقيمة وقامة صحفي كبير كمحمود عوض. إلا أن الكتاب به كم من الاطناب غير طبيعي. بمعنى إنه يوصل لك فكرته، ثم يعيد ويزيد، ولا يكتفي بهذا القدر، لا، بل يعود ليعيد ويزيد مرة أخرى. لذلك كنت ألهث لانهاءه، ولم أشعر بمتعة قراءته تمامًا.