-
هل يمكنك أن توضح لنا بالتفصيل موقع قطاع الطاقة من الرؤية الكبرى لنيوم ومدى أهميته لنجاح المشروع؟
يُعد قطاع الطاقة جزءاً أساسياً وحيوياً من شركة نيوم للطاقة والماء. وقد صُمم على مستوى عالمي ليقود تطوير أنظمة الطاقة والمياه المستدامة المبتكرة وغير المسبوقة. وقد بدأ العمل على تطوير هذه المرافق لتوفير البنية التحتية الحيوية لمشاريع نيوم الرئيسية، ومنها مشروع "ذا لاين" ومشروع أوكساچون. بل إن أوكساچون في الواقع تبحث بجدية الآن عن مستأجرين لمركز التصنيع فيها، ولذلك أصبح من الضروري والمُلحّ توفير الطاقة والمياه.
-
ما هي المشاريع الأولى من نوعها والرائدة على مستوى العالم التي يعمل عليها فريقك؟
يدعم فريقنا ويمد مشروع نيوم بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، مع الحرص على توفيرها بفعالية بتكلفة معقولة للسكان والشركات على حد سواء، مع ضمان أدنى حد ممكن من الانبعاثات. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع سيكون الأول من نوعه في العالم الذي يتيح الطاقة المتجددة على نطاق واسع، مما سيمهد الطريق لتطوير مشاريع استدامة أخرى في جميع أنحاء العالم.
وتمثل شركتنا أيضاً مشروع نيوم كمساهم رئيسي في أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم ضمن مشروع مشترك مع شركة إير بروداكتس وشركة أكوا باور، إذ من المتوقع أن يصبح مصنع الهيدروجين الأخضر، الذي سيفتتح في عام 2025م، الأول من بين العديد من المصانع المماثلة التي ستشكل هنا مركزاً لإنتاج وابتكار الهيدروجين الأخضر. وسيُورَّد الهيدروجين الأخضر ويُستخدم في نيوم في تطبيقات متعددة ومتنوعة وحيوية، بما في ذلك توفير الوقود للمركبات الكهربائية النظيفة ذاتية التحكم.
وقد بدأنا أول مشاريع شبكة البنية التحتية بتصميم وتنفيذ المحطات الفرعية وخطوط النقل التي تمتد على طول مئات الكيلومترات ضمن خطة تنفيذ الشبكة المستقبلية للطاقة المتجددة بالكامل. وتهدف شبكة البنية التحتية للطاقة إلى نقل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح من المصدر إلى نقاط الطلب. لم يُنفذ هذا المشروع الطموح في أي مكان آخر من العالم. ويُعد قفزة هائلة وتغييراً جذرياً في هذا المجال، ولذلك فإن هذه اللحظة من اللحظات التاريخية المميزة.
-
تهدف نيوم إلى توفير حلول مستقبلية مبتكرة. هل يمكنك تحديد ما يعنيه هذا الكلام وما هي سبل وآليات تنفيذه؟
سيمكّننا استغلال الخبرة والمعرفة التي نستخدمهما في تطوير نيوم من تصدير هذه المعرفة، إلى جانب منتجات أخرى مستدامة بالكامل، إلى بقية أنحاء العالم. وبذلك، لن نساعد نيوم وحدها على النمو والتطور، بل سنساعد كذلك في حل أزمات الطاقة والمياه حول العالم.
كما أن منصتنا التقنية من الجيل القادم ستضمن توفير حياة أفضل من خلال الذكاء الاصطناعي. وستساعدنا في تسريع تطوير الخدمات التي تُنفذ بطرق عفا عليها الزمن، وتجارب المستخدمين القديمة والمزعجة، واستبدالها بخدمات أذكى يمكنها التنبؤ باحتياجاتنا ورغباتنا، بدلاً من سؤالنا عنها.
-
يبدو أن مشروع الهيدروجين الأخضر يمثل تحدياً ضخماً. فهل يمكنك أن تشرح سبل تنفيذه على أرض الواقع بعبارات بسيطة؟
تتميز نيوم بموقعها المثالي الفريد الذي يسمح لها بتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولا يشاركها في هذه الميزة إلا خمسة أماكن فقط على هذا الكوكب. ولذلك فحين ندمج هذه الميزة مع مياه البحر المحلاة التي ننتجها، ستتمكن نيوم من إنتاج 650 طناً من الهيدروجين الأخضر الخام يومياً.
وهكذا ستكون نيوم موطناً لأكبر مصنع للهيدروجين الأخضر حول العالم، سيُنشأ بالتعاون مع شركة أكوا باور وشركة إير بروداكتس. والاسم الذي اتفق عليه الشركاء لهذه الشركة هو شركة نيوم للهيدروجين الأخضر.
-
ما هي فرص النمو الجديدة التي تتيحها شبكات الطاقة الذكية؟
عادة ما يصمم نظام الطاقة الكهربائية في سلسلة من المراحل المتتالية المميزة، بداية من توليد ونقل الطاقة وحتى التحويل والتوزيع والاستهلاك، بينما تتيح البنية الدائرية لشبكة الطاقة المتكاملة الذكية تغيير وظائف كل مرحلة حسب المعلومات المنقولة وتدفق الخدمة.
وسوف تساعدنا شبكة الإنترنت الداخلية لطاقة المنازل على فهم الاستخدام الكهربائي للأجهزة المنزلية بسهولة والاستغلال الأمثل لموارد الطاقة، مثل المياه والكهرباء والغاز والحرارة. وفي الوقت ذاته، ستمكننا شبكات الطاقة الذكية من تخصيص موارد الطاقة بكفاءة وبشكل مناسب في أنحاء نيوم لتقليل الانبعاثات الكربونية إلى أقل حد ممكن والحفاظ على الطاقة.
وهذا يعني أن المستهلكين سيتمكنون من إدارة استهلاكهم للطاقة ومعرفة التكاليف، إذ سيصبح من السهل عليهم الوصول لبياناتهم الخاصة. كما تستفيد المرافق من شبكة حديثة ومتطورة بفضل تحسين الأمان وتقليل أحمال الذروة وزيادة تكامل مصادر الطاقة المتجددة وانخفاض تكاليف التشغيل.
-
لا شك أن عدم الاكتفاء بمجرد الوصول إلى المستوى الصفري للانبعاثات الكربونية يُعد هدفاً نبيلاً. هل تتوقع أن تسير الدول الأخرى على نهج نيوم في هذا الابتكار الهجين؟
إذا أردنا تقليل مستوى الكربون في الأجواء (وليس مجرد تحقيق مستوى صفري في انبعاثات الكربون)، فعلينا أولاً تقليل الطاقة اللازمة لبناء البنية التحتية لنيوم إلى أدنى مستوى ممكن، ثم توليد ما يتبقى باستخدام الطاقة المتجددة في المكان. وبعد ذلك كله، يجب أن نتأكد أن المساحات التي نطورها للمعيشة ستستهلك طاقة أقل من الأماكن التقليدية في بقية العالم.
ولكي نقلل من الانبعاثات التي ننتجها، علينا أن ندرك ونحدد نوع ومصدر تلك الانبعاثات بالضبط. وأظن أن هذا النموذج هو نموذج جيد يساعد فكرتنا عن الاقتصاد الدائري وإنتاج طاقة متجددة بنسبة 100% بتكلفة معقولة. وبالتالي سيرى العالم أن طريقتنا في تحقيق هذا الهدف وتقليل مستوى الكربون في الأجواء تُعد نموذجاً يُحتذى به لضمان حياة آمنة ومستدامة في المستقبل. كما أننا سنقدم العون للعالم أجمع في وقت تواجه فيه الطبيعة تحديات صعبة، وهي في أمس الحاجة لجهودنا.
-
ما هو الجدول الزمني لتنفيذ وتحقيق أهداف مشاريع الطاقة؟
ما نبنيه في نيوم هو بحجم دولة بلجيكا. فهل اكتمل بناء بلجيكا؟ بالطبع لا، أليس كذلك؟ فبالرغم من أن مشاريعنا تعمل وفق جدول زمني، إلا أننا نؤمن بأن الابتكار والتطوير عملية مستمرة وبالتالي سيظل التنفيذ عملية مستمرة كذلك.
-
ما هو الإرث الذي تطمح أن تتركه لأجيال المستقبل؟
سيكون إرثنا هو المدن المستقبلية المصممة خصيصاً لتشجيع النمو وضمان التطور الذي يثري حياة البشر ويحافظ عليها. سوف نبني هذه المدن حول الطبيعة وليس فوقها، ونستبدل الطرق بأماكن عامة مبتكرة صممت لتوفر الراحة والأمان، وتضمن أن يكون كل ما تحتاجه على بُعد خمس دقائق فقط. إن تعزيز وإثراء هذا الإرث أمر حيوي وبالغ الأهمية. ونحن الآن بصدد تشكيل مستقبل الطاقة، مع إيماننا الكامل بأن التناغم مع الطبيعة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً. وسيكون هذا إرثنا.