يتبدل وجهه. كأنه يقلق فعلا. اراه يستمر في التحديق بي، اشير له ان يجلس. يتناول جريدة عن الطاولة، يقلب صفحاتها احس دبيب نمل داخل جمجمتي. يواصل زحفه الى رقبتي الى اصابعي. حتى الان اجهل سبب انجذابي السريع اليه . اثناء حديثه، يضع يده فوق كتفي او فوق ذراعي بطريقة عفوية. لا يدري كم يربكني. يأخذ سيجارتي، يمج منها مجة، يعيدها الي. لم ارد ان ابدو كفتاة خجولة، بلا اية تجربة. لذلك لم اتصل بامي لاعلمها بتأخري. أنذاك، كانت معتادة ان تعرف مواعيد ذهابي وعودتي بدقة. لكن كيف سأفعل ذلك؟ اتجنب ان ارفع رأسي اخشى ان يفضحني احمرار وجهي حتى الاختناق استمر في السير محدقة بحذائي. اعلم انه طالب في الـ L A U في ادارة الاعمال يقول: دروس مملة بالاجمال. يفكر بتغيير الاختصاص. لا يحب معرفة الحياة من الكتب. يفضل ان يختبرها بنفسه. يقول ليلتها افكارا كثيرة تسحرني. لن اعرف الا في ما بعد انه يكررها. كانه لا يعرف غيرها. حفظها ربما من احد المسلسلات.
ولدت في جنوب لبنان ودرست الفلسفة في الجامعة اللبنانية قبل بداية عملها في الصحافة والترجمة الأدبية. أصدرت اثني عشر رواية منها: "البئر والسماء"، "بلاد الثلوج" و"أيام باريس". وصلت روايتها "صلاة من أجل العائلة" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية سنة 2009، وروايتها "حياة قصيرة" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية سنة 2011،وروايتها "سنة الراديو" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية سنة 2017.
رواية تقع في 237 صفحة من القطع المتوسط من نشورات المركز الثقافي العربي ، 2003 الطبعةالاولى. تدور الاحداث عن حياة اربع شخصيات رئيسة لشباب يعيشون في بيروت ومن خلالهم تتحدث عن بيروت وحياة الشباب في بيروت في عام 2002 وايضا لمحة عن حياة واسرة كل واحد منهم الوصف تفصيلي لودقيق جدأ لكل التفاصيل اليومية . وحياة الشباب وافردت لكل شاب او شخصية فصل كامل عبارات سريعة ولغة شاعرية وتسلسل سريع لوقع الاحداث. هذه اول لقاء لي مع كتابات رينيه الحايك هذا اول عمل لها اتعرف عليها واسلوبها. تتمتع بقدرة عالية وجميلة على الوصف. وجمال اسلوبها ومعالجتها للاحداث والتشويق تجعل القارئ يستمر في القراءة حتى يصل الى نهاية الرواية. ساعود مرة اخرى للتعليق
كتير ناس عارضت الرواية و انها مملوءة بالتفاصيل وضعيفة مقارنة برواياتها التانية انا حسيت انه رينيه الحايك كتبت تفاصيل ع شكل رواية نقت اشخاص حياتهن متقاطعة و عطت نفس الاماكن و المحطات و السنين من وجهة نظر كل واحد فيون ، عجبني وصف بيروت بهديك السنة تحديداً مع الانتباه للشكل العام و الذواق العامة و الحقبة الزمنية ، حسيته رحلة لهداك الوقت بدون اي تجميل انبسطت جدا بالكتاب ، في قدرة وصفية بتوجع و بتصيب
لا أدري لم أستمتع بهذه الرواية لرينيه الحايك قدر إستمتاعي بروايتيها السابقتين صلاة من أجل العائلة ورسالة من كندا .... لا أدري رغم أن الكاتبة أستطاعت أن تشدني للقراءة لكنها لم تجعلني أستمتع بالقراءة شعرت بالكثير من الحشو رغم جمال التفاصيل الصغيرة وشخصياتها التي كان بأمكانها أن تجعل الرواية أكثر قدرة على الامتاع ولكن لا أدري فأعتقد أن النجوم الثلاث أكثر من كافية
بعد صلاة من اجل العائلة لم استطع كبح فضولي لروايه اخرى لرينيه بقدر ما احببت الاولى صدمتني الثانيه احسست بفراغات كبيرة لم تشفع التفاصيل اليوميه بل زادت عدم الوضوح
ما الجدوى من امتلاك أسلوب شيّق يصف اللحظات والتفاصيل بدقّة ووضوح يكونان المشهد لكن دون أن يصل المتلقي الى أحداث ونهايات وموضوعة مبهرة؟ ما احاولت رينيه الحايك في هذه الرواية ان تعطي الشخصيات أصواتها الروائية لكنها وقعت في فخ "الانفصال" انفصال سلوك هذه الشخصيات وهواجسها ومناجاتها وحواراتها الداخلية (الذاتية) عن هواجس سواها...الرواية المؤلفة من 236 صفحة الصادرة بطبعتها الثانية عن المركز الثقافي العربي عام 2006 عبارة عن أصوات اتخذت من النص الروائي ملاذًا يناجي ويطلق العنان لمكبوتاته ومخاوفه. لنتفق أولا أن الشخصيات وبشكل بديهي مرتبطة ببعضها البعض من ناحية القرابة والصلة المجتمعية لكن المكان المفتوح الحاضن للأحداث والمنظور الروائي مفقود وكأن الكاتبة تود أن تقدم لنا نص ، تتواصل فيه الشخصية الروائية مع ذاتها فقط ومع المتلقي بشكل حثيث خاصة وان الكاتبة لم تمنح لمخيلة القارىء الحق الكامل في تكوين ملامح كل شخصية. الرواية التي تعتبر رواية شبابية بنصفها الأول والتي تتناول من خلال رجا وجوزف ورلى العقبات التي تعترض على شكل لذات قصيرة الأمد ( الحب ، المخدرات ، الجنس ، المطاعم... اللذات المذكورة في هذا النص ) وبنصفها الاخر اجتماعية شبييهة بقرص اسطوانة ينتاوله فيليب الجد المفجوع بفقدان ولده وكنّته وزوجته آني التي تآكلت روحها بأنياب السرطان...كلها أحداث وقصص تحدث ملايين المرات في اليوم الواحد من ايام الكرة الأرضية الحاوية لأكثر من 3 ميليار نسمة ناهيك عن عدم ارتباط العنوان "بيروت 2002" بالموضوعة المطروحة الا من خلال الامكنة " بيروت، عبد الوهاب الانجليزي" اما 2002 الشق الثاني من العنوان فهو مفقود في النص ولم تربطه الكاتبة لا بساعة زمنية روائية ولا بساعة زمنية سياسية او اجتماعية.
عملت رينيه الحايك على جعل هذا النص رواية متماسكة لكنها اخرجته على شكل قصص غير مكتملة او مشروع مجموعة قصصية تحتاج الى تدوير زواية وتركيز الموضوعة من خلال الاشتغال النصي على كل صوت روائي لتتوضح ملامحها وتبنى على هذا الوضوح الموضوعات.
رواية هادئة، فيها القليل من الصخب الذي يصف وسط بيروت حكايات متفرقة تدور في فلك واحد واربع حيوات يجمعهم رابط ما.. رواية جيدة، ليست سيئة وتصلح لأن تكون رفيقة عزلة.