يقدم الكتاب أربع محاور أساسية، واحد منها وهو الأخير المتعلق بالطلاق في سوريا هو الأفضل والأكثر منهجية في هذا الكتاب، دراسة سيسيولوجية مميزة حول أسباب يقدم الكتاب أربع محاور أساسية، واحد منها وهو الأخير المتعلق بالطلاق في سوريا هو الأفضل والأكثر منهجية في هذا الكتاب، دراسة سيسيولوجية مميزة حول أسباب انخفاض الطلاق في سوريا وارتفاعه في فرنسا، وهل هذا شيء جيد أم لا؟ الأول منها المتعلق بعلم الأديان معتمد على دراسات أنثروبولوجية وسيسيولوجية قديمة، يرجع فيها إلى إنجلز في "أصل العائلة والملكية الخاصة" وعددا من الدراسات التطورية للقديمة، وهذا الجزء لا يعتد به بالرغم من أنه قُدِّم بصورة جيدة. الثاني يدور حول الجنس، يقدم فيه بعض الأمور المتعلقة بفهم الدين للجنس ودور الجنس في الصراع الطبقي، حيث أن كبت الحرية الجنسية من أحد العوامل الهامة بالنسبة إلى الجماعة الحاكمة والطبقة البرجوازية. الثالث دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية جيدة عن ضرورة فصل الدين عن الدولة، يعود فيها إلى نشأة الدولة الإسلامية ونظامها الاقتصادي والسياسي. يتلو هذا بعض الدراسات في علم الأديان السياسي وعلم الاجتماع السياسي....more
الإنسان دائما في العصور التاريخية والقبل تاريخية كان عنده نزوع نحو الكسب، نحو الغنى، أبسط أشكاله بيكون في سد حاجته من المأكل والملبس، والشكل الآخر في الإنسان دائما في العصور التاريخية والقبل تاريخية كان عنده نزوع نحو الكسب، نحو الغنى، أبسط أشكاله بيكون في سد حاجته من المأكل والملبس، والشكل الآخر في اكتناز المال والاستمرار في السعي لجمعه بما يتجاوز الحاجات الأساسية في الحياة. إيه اللي بيميز الرأسمالية الحديثة طالما كان ده سعي الإنسان دائما؟
ماكس فيبر بيقف على النقطة دي وبيحلل الفرق بين روح العصور القديمة في كسب المال وبين "روح الرأسمالية" الحديثة، وأهم عنصر هنا هو العقلنة وصبغ طابع أخلاقي (ديني) على العمل. في كتابه "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية" بينطلق بشكل أساسي من فهم أثر عصر الإصلاح والتأثيرات اللوثرية (عن مفهوم العمل) والكالفينية بالأخص (وعدد من الفرق النسكية ومفهومهم عن العمل) وعدد من الفرق البروتستانتية الأخرى في تكوين العقلية الرأسمالية تكوينا نوعيا، وفي نشرها عبر العالم، حيث إن إضفاء نوع من العقلنة في الحياة الدنيا -مع أخذ الآخرة بالاعتبار- هي نتيجة التصور اللي وضعته البروتستانتية عن المهنة كاستجابة لنداء داخلي ربّاني، أو كواجب ديني مفروض من الإرادة الإلهية، في إعادة تأويل لآية بولس: "إذا لم يرغب أحدكم أن يعمل فليكف عن الأكل أيضا"، وغيرها من التعاليم التي نوهت بها الفرق البروتستانتية الغربية كثيرا اعتمتدا على الكتاب المقدس. يبحث فيبر عن بعض "أشكال القرابة الانتقائية" ممكنة الوجود بين الإيمان الديني والأخلاق الوظيفية، حيث إن العديد من أشكال أو روح الرأسمالية الحديثة نابع من أخلاق التقشف عند الكالفنيين وبعض الفرق اللي انحدرت منهم زي التقويين والطهريين والميثوديين والمعدانيين، وفكرة الانتساب إلى طائفة دينية تشابه الانتساب إلى نوادي الطبقة العليا من حيث المزايا الاجتماعية اللي بينولها الفرد، وعدد من الخصائص الأخرى،ومن خلال بحث أشكال القرابة الانتقائية يحاول أن يكون أكثر دقة في توضيح الشكل والوجهة اللي تمكنت الحركة الدينية أن تؤثر عبرهما على تطور الحضارة المادية، مما يسهل تقدير حصة الدوافع الدينية في من بناء الحضارة وحصة غيرها من العناصر الأخرى.
"تلخيصا لما قلناه حتى الآن، تتعارض النسكية البروتستانتية، التي تمارس تأثيرا حادا في الحياة الدنيا، تعترضا حادا مع التمتع بالثروات، وتكبح الاستهلاك، لا سيما في مجال الأشياء الكمالية. وفي المقابل يكمن مفعولها البسيكولوجي في تخليص الرغبة بالكسب من كوابت الأخلاق التقليدوية. كما أنها تقطع السلاسل التي تعيق مثل هذا الميل إلى الكسب لا بتشريع هذا الميل فحسب، ولكن أيضا، كما سبق وعرضناه، بالنظر إليه كأمر يريده الله. وكما يقول باركلي عن عمد، وهو كبير المنافحين الصاحبيين، وبالتوافق مع الطهريين، إن الصراع ضد إغواءات الجسد والتبعية للثروات الخارجية لا يستهدف أبدا الكسب العقلاني بل استخدام الأملاك استخداما لا عقلانيا." ...more