مكانش فيه حاجة تقربني منه خالص. لا أسلوب الكتابة ولا تناول القضية. شايفاه كتاب "أمريكي" بيركز على النسوية من منظور "محلي" مش عالمي. كلام معاد ومكرر مامكانش فيه حاجة تقربني منه خالص. لا أسلوب الكتابة ولا تناول القضية. شايفاه كتاب "أمريكي" بيركز على النسوية من منظور "محلي" مش عالمي. كلام معاد ومكرر مالقتش أي جديد فيه.
يمكن المشكلة في الهوة العميقة بين "عالمنا" الشرقي الجميل اللي لسة بنحاول نقنع فيه ستات "متعلمين تعليم عال" انه ماينفعش يكون فيه أي مبرر يخلي جوزها يمد إيده عليها، وبين عالمهم اللي تخطى النقطة دي من زمان، واللي برغم استمرار وجود حالات العنف الجسدي فيه تجاه النساء، بقى خلاص مفهوم إن الفعل ده "جُرم" مش "تصريح شرعي" من السماء زي ما هو مفهوم عندنا.
فكان الكتاب بعيد خالص عني وعن العالم اللي بنتمي له...more
باستثناء صفحات الكتاب الأولى التي تناولت تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام بشكل موجز، لم يقدم الكتاب أي جديد لي سواء في المعلومات أو في أسلوب العرض. وأباستثناء صفحات الكتاب الأولى التي تناولت تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام بشكل موجز، لم يقدم الكتاب أي جديد لي سواء في المعلومات أو في أسلوب العرض. وأقتبس ما قاله أحد القراء هنا على الموقع عن هذا الكتاب بأن محتواه أشبه بخطبة جمعة تقليدية أو كتب التربية الدينية المقررة من وزراة التربية والتعليم، وتلك بالتأكيد لا يُنتظر من مفكر كبير بقامة طه حسين.
بجد فرق كبير جدا بين الكتاب ده اللي كنت بقراه بالعافية وماقدرتش أكمله للأخر، وبين عمل عظيم زي الفتنة الكبرى....more
أحب نجيب محفوظ..تلك الشعور العادي والطبيعي الذي راودني عندما قرأت القصة الأولى والثانية (أم أحمد وصباح الورد) ولكن هناك فرق بين أن "تحب" مايكتبه نجيب، أحب نجيب محفوظ..تلك الشعور العادي والطبيعي الذي راودني عندما قرأت القصة الأولى والثانية (أم أحمد وصباح الورد) ولكن هناك فرق بين أن "تحب" مايكتبه نجيب، وبين أن تجد نجيب قد اقترب من منطقة داخل قلبك قل ما تجد ما يعبر عنها. وذلك ما أحسسته عندما قرأت القصة الثالثة "أسعد الله مساءك".
بين خيبة الحاضر الذي لا حياة به، والماضي الذي ضيعه سوء الحظ، ينتقل محفوظ بأفعوانية محسوبة وتلقائية في ذات الوقت بين الأزمنة. خواطر تتدافع داخل عقل الراوي "حليم" العجوز الوحيد الذي يُحاكم أشباح الماضي على حاضره المؤسف مُدركاً في الوقت نفسه عبثية تلك المحاكمة المتأخرة.
يرمي محفوظ خيط من أمل، نتمسك به مع البطل أملا في تعويض بسيط عن خسارة عمره وشبابه. وفي نفس الوقت، لا نتعشم الكثير من قدرٍ لا يهتم بآمالنا في كثير أو قليل.
حقيقي، تلك القصة هى من جواهر محفوظ الغير مُقدرة. على أول قائمة مشترياتي هذا العام في المعرض ان شاء الله...more
أنت ذكي بما يكفي، أذكى عموما من صديقنا هذا ، لكنك تحمل الآفة، الضعف المزمن. تظن أنه يوجد شىء هنا، شىء ستكتشفه. حسنا، في العالم سرعان ما ستدرك أنك أيضاأنت ذكي بما يكفي، أذكى عموما من صديقنا هذا ، لكنك تحمل الآفة، الضعف المزمن. تظن أنه يوجد شىء هنا، شىء ستكتشفه. حسنا، في العالم سرعان ما ستدرك أنك أيضا من طينة الفشل، ولا يعنى هذا أنك ستصارع العالم، ستدعه يلوكك ويبصقك وأنت راقد هنا تتساءل ما الخطب. لأنك تتوقع دوما من العالم أن يكون شيئا غيره، شيئا لا يريد العالم أن يكونه."
تلك كان تحليل "ديف ماسترز" صديق البطل "ستونر" له ولشخصيته في بداية الرواية. توقفت أمام تلك الكلمات لوقت طويل، ووجدتها تنطبق لدرجة كبرى عليّ وعلى الكثيرين ممن حولي. فهناك من يصارع العالم في شراسة لينال ما له، أو حتى ما للآخرين. وهناك من يعرف قدراته جيدا، فيحني رأسه لكل عاصفة في استسلام.
من على صواب ومن على خطأ؟ من يُعارك أم من يُهادن؟ ككل سؤال في هذا العالم، لا أظن أن الإجابة ثابتة. فكل كائن يتكيف حسب قدراته الممنوحة له بطبيعته أو حسب الظروف المحيطة به. ومنهم من يرضى بقدره ويتعايش معه، ومنهم من يلعن ضعفه هذا لأخر يوم في عمره.
في رقي وعظمة وترفع، استسلم "ستونر" لأقداره التي خذلته في كل شىء. انسان تجرع مرارة الحياة منذ طفولته كإبن لمزارع بسيط تعيش عائلته على الكفاف، ولذلك، لم يكن غريبا عليه أن يتحمل ما تحمله من خيبة تلو الأخرى.
لكن ويليام ستونر كان يفهم العالم على نحو لم يفهمه سوى القليل من طلبته. كان في اعماقه، أسفل ذاكرته، يعرف جيدا القسوة والجوع والجلد والألم. ومع إنه كان نادرا ما يفكر في سنواته الأولى في مزرعة بونفيل، كانت معرفته بالدم الذي ورثه قريبة من وعيه دائما، الدم الذي ورثه عن أسلافه الذين عاشوا حياة مبهمة وقاسية، ولم يكن لهم من هدف سوى أن يقدموا لعالم قمعي وجوها خشنة وكئيبة وخالية من التعبير.
قدم جون ويليامز عمل فريد صاغ فيه حياة لإنسان لم يُرد لنا كقراء أن نكرهه أو نحبه. فالتفاعل العاطفي مع بطل قصصي يلزمه خلق قدر كبير من ردود الفعل لهذا البطل على ما يحدث له من ضربات قدرية. والبطل هنا "ستونر" يُبدي أقل قدر ممكن من هذا التفاعل. أيضا، اكتنف الغموض الكثير من تصرفات وأفعال الأبطال أو الشخصيات. ولذا فقد كره هذا العمل الكثيرين من القراء. فكيف لهم أن يتفاعلوا مع إنسان مثل ستونر؟
ولا أنكر فقد شعرت بقدر من السخط عليه وعلى سلبيته تجاه ما يحدث له، ولكن تلك كان "شعور" به قدر من التفاعل أثار فضولي ورغبتي في فهمه بشكل أفضل. فجعلني تلك الفضول أعيد القراءة مرة ثانية، ثم ثالثة، مع العديد والعديد من المشاهدات والقراءات للمراجعات المرئية والمكتوبة لتلك الرواية لمن أحبها أو كرهها. وكما في الحياة، عندما تبذل مجهودا حقيقيا ومخلصا لفهم شخص أو موقف، أتى تلك الجهد ثماره. وأصبحت أكثر فهما وتقبلا لستونر، أو حتى استمر شعوري بالسخط تجاهه في مواقف معينة من الرواية. ولكن كان للسخط منطق وأرضية يقف عليها بشكل أقوى مما كان في القراءة الأولى.
ظلت هناك أسئلة داخلي، ولكن وجدت لهذه الأسئلة إجابات محتملة أخرى، مثل: لماذا لم يُنهي "ستونر" زواجه الكارثي بإديث؟ وخاصة أنه لم ينجب منها قبل مضي ثلاث سنوات على تلك الزيجة التي ظهرت بوادر فشلها منذ اللحظة الأولى؟ والنعمة كانت باينة الخيبة من ساعة ما عينه ما وقعت على "إيدث" أصلا، بس معلش، هو الجمال له هيبته برضه، ومراية الحب عامية. ما علينا.... قد تكون الإجابة أن الطلاق بتبعاته لم يكن سهلا في عشرينات القرن الماضي، وتلك كانت اجابة القراءة الأولى وقد تكون الإجابة أنه ظل على حبه لها مع كل ما كانت تفعله فيه وبه، وتلك كانت اجابة القراءة الثانية وقد تكون الإجابة، إنها ببساطة قدرته الفطرية التي أجبرته على تحمل أقداره، وعلى ظنه بأنه يجب أن يتقبل مصيره بجلد وتحمل وصبر، ونلك كانت اجابة القراءة الثالثة.
وهناك سخط ظل بداخلي تجاه "ستونر" لم يتغير على مدى القراءات الثلاث. وهو سلبيته الشديدة عندما أدمنت ابنته الكحوليات. فهنا الأمر يتخطى التحمل والصبر والجلد على الابتلاء أو حتى قلة الحيلة إلى نوع من الحقارة. فعندما يرى ابنته التي حافظ من أجلها على زواجه المتداعي من أمها كل هذا الوقت تنحدر لهذا الحال وهى لا زالت في منتصف عشريناتها، ويكتفي بمجلسه في مقعد المتفرج والمشفق عليها دون حتى التفكير في محاولة علاجها مما هى فيه، فتلك ذنب كبير لا يمكن أن يُسامح عليه بأي شكل من الأشكال عليه. في الوقت الذي خاض فيه معركة كبرى-معركته الوحيدة تقريبا في الرواية-من أجل منع طالب كاذب ومدع من الالتحاق بسلك التدريس الجامعي. تلك المعركة التي كلفته الكثير.
ولذلك أسأل نفسي، لماذا لم يبذل ربع هذا المجهود مع ابنته عندما تهاوت إلى هذا المنحدر؟ قد تكون الإجابة أنه تخيل أن معركته مع هذا الطالب هى معركة سهلة، أو هو لم يقصد الدخول في أي معارك من أساسه، فالمسألة ربما كانت محسومة له ببداهة حسب قوانين المنطق: طالب لا يستحق سوى الرسوب بسبب كسله وكذبه. ولكنه-أي ستونر-أصر على موقفه رغم معرفته بأن إصراره هذا قد يُعرضه لمعاداة ذوو المنصب والحيثية في الجامعة. وبالفعل ينجح الطالب رغما عن ستونر، ويخسر ستونر الكثير كأستاذ جامعي بعد هذا الموقف.
قد تكون الإجابة بعد القراءة الثالثة إجابة مريرة، وهى أن الجامعة بعالمها هى القيمة الحقيقية الوحيدة في حياة ستونر. لا حياته التعسة مع زوجته، أو حبه الحقيقي لكاثرين، أو حتى ابنته الوحيدة التي ترك أمها/زوجته تدمرها أمامه حتى وصلت لهذا الحال.
ثم سمع صوته يخرج منه بخفوت وقال: " لقد درّست...". ثم بدأ مجددا: "لقد درّست في هذه الجامعة لأربعين عاما تقريبا. ولو لم أكن أستاذا، لا أعرف ماذا كنت لأفعل. إن لم أكن قد درّست، لربما كنت..." وتوقف كأنه تشتت
تلك كانت الإجابة ربما...لكل منا شىء يمثل قيمة أساس في حياته. عائلة أو حب أو مكان أو وظيفة أو ممتلكات، من كل هذا، لكل منا، شىء واحد لا يمكن أن يتخلى عنه مما حدث. وفي حالة ستونر، كان هذا الشىء هو التدريس والجامعة.
أكرهه أو أتعاطف معه أو أتفهم ما فعله أو ما لم يفعله أو حتى لا أفهمه. يظل "ستونر" عمل عجيب في محبتي له كل هذا الحب، وتقديري له كل هذا التقدير. ربما كان السبب قدرة "جون ويليامز" العبقرية في اختزال حياة كاملة في صفحات قليلة لإنسان خاب أمله بدون رغي وبكاء ومرثيات وندب على ما ضاع أو ما لم يُنال.
ستونر عمل صادق واستثنائي، وحبيته جدا، مش عارفة إزاي وليه :) ،ولكنه واحد من الأعمال القليلة التي تجبرك على تأمل الحياة والبشر من منظور مختلف يُغير ويُحرك الكثير بداخلك كإنسان.
ماذا كنت تتوقع؟ اه والنبي يا بني آدم، يا إنسان، كنت مستني إيه؟...more
لم أسمع من قبل عن الكاتب، ولم أسمع عن العمل، بل أنا لا اتذكر اسم الصفحة التي ظهرت لي أمس على فيسبوك بشكل عشوائي، والتي لفتت انتباهي بالشكل المميز لأغللم أسمع من قبل عن الكاتب، ولم أسمع عن العمل، بل أنا لا اتذكر اسم الصفحة التي ظهرت لي أمس على فيسبوك بشكل عشوائي، والتي لفتت انتباهي بالشكل المميز لأغلفة أعمال مكتبة هنداوي-اللي أنا لحم كتافي وكتاف عشاق قراءة كتير من خيرها-فقرأت النبذة الخاطفة التي جذبتني، واتكلت على الله وقمت بتحميل القصة. وحقيقي شكرا على تلك المصادفة اللطيفة.
في هذا العمل يدمج الكاتب الفانتازيا بالواقع، وتلك النوع من الكتابة الروائية يحتاج لقدر كبير من التخطيط والمهارة والحساسية، فكثير ما رأيت كيف "تتطاير" وتتشتت خطوط الحكاية من الكاتب في أعمال كثيرة من هذا النوع، فيضيع جمال فكرتها.
كان لهذا العمل نصيب كبير من التخطيط والمهارة والحساسية من جانب مبدعه. فالفكرة، وإن كانت ليست بجديدة، هى خاطر يمر على عقولنا مئات المرات. ماذا لو عاد بي الزمن ومضيت في طريق غير الذي خطوت إليه؟ ومن جانب آخر، صمم الكاتب صورة تجريدية موازية (شجرة الصحراء) لما يحدث لواقع البطل سواء كان في الخطة الأصلية لحياته أو في الخطة البديلة التي عايشها النسخة الأخرى منه.
خطوط متعددة زمناً ومكاناً، واقع وخيال، يتحرك الكاتب فيها بخطوات محسوبة ولكن حميمة ودافئة. يتحرك الكاتب ويأخذ قارئ روايته داخل هذا العالم الذي خلقه. أحببت هذا العالم منذ السطور الأولى، أحببت الإسكندرية ساحرة القلوب ومعشوقة الجميع، أحببت الوصف البديع للصحراء (العالم الموازي) ووصفه للشجرة. صدق في وصف المشاعر على اختلافها وتنوعها. قربٌ تصدقه وتعايشه كما عايشه أبطاله المتخيلون.
رواية مشوقة رغم وجود العديد من الثغرات والأحداث الغير مبررة واللامنطقية، وبرغم تشابه حبكتها مع رواية The Tقراءات شهر أغسطس https://tinyurl.com/4tndanrd
رواية مشوقة رغم وجود العديد من الثغرات والأحداث الغير مبررة واللامنطقية، وبرغم تشابه حبكتها مع رواية The Teacher لنفس المؤلفة فهناك أيضا الزوج "الكيوت" المثالي الوسيم الخلوق اللي الستات بتموت فيه اللي مافيهوش غلطة-يالهوي شفت زيه كتييير- والذي نكتشف فيما بعد أن هناك الكثير من العفن-مشيها عفن-يختبيء تحت ظاهره اللامع البراق.
يعني يا بنات ويا ستات خلوا بالكم لما تقابلوا راجل زي كده، أصل لو كان فيه الخير مكانش رماه الطير ...more
ثلاث نجوم ونصف لم تفارقني معاناة أهلنا، أهل غزة والسودان، طوال قراءتي لتلك العمل. تفاصيل الجوع والتشرد والمرض والفقد، والاستغلال المنحط من تجار أزمنة الثلاث نجوم ونصف لم تفارقني معاناة أهلنا، أهل غزة والسودان، طوال قراءتي لتلك العمل. تفاصيل الجوع والتشرد والمرض والفقد، والاستغلال المنحط من تجار أزمنة المحن، حقارة أنانية الإنسان التي تجعله يخلق المبررات واحد تلو الآخر لكي يرفض مد يد المساعدة لمن هم في أشد الحاجة إليها. تفاصيل تتكرر عبر الزمان والمكان، وللأسف لا أحد يتعلم من التاريخ.
بالرواية نقد صارخ للرأسمالية وظلمها للكادحين، تلك النظام الذي قام على "مص دماء" المحتاج بثمن بخس، وإقناعه بأن استنزاف جهده حتى الرمق الأخير هو كفاح مخلص واجب عليه.
"This is America" تتكرر تلك الجملة على لسان عمال المزارع الجائعين المشردين طوال الرواية بإستنكار وعدم تصديق. فكيف لأمريكا وطن الفرص الذهبية المتاحة للجميع، وطن العدل والمساواة، تترك من بذلوا عرقهم ودماءهم من أجلها لقمة سائغة لمرابين جشعين لم يرحموا ضعفهم أمام قسوة الظروف المادية الطاحنة وغضب الطبيعة الذي لا ينتهي؟ هل هذه أمريكا بلد الحرية التي تسجنهم وتطلق عليهم النيران لمجرد مطالبتهم بأبسط حقوقهم؟
وينطلق بداخلي السؤال ألازلي، وأنا أرى مدى تغول الظلم طوال الرواية وطوال حياتي، هل هناك معنى للمقاومة؟ [image] "من مظاهرات طلبة الجامعات في أمريكا من أجل فلسطين"
من المرات النادرة التي أرى فيها كاتب/كاتبة يختار بطلة محرومة من الجمال الشكلي، ولذلك أحببت "إلسا" وتعاطفت مع شعورها بالنبذ والحرمان وتوحدت معه. فتلك شعور تفهمه كل امرأة منا جيدا. ولكن كان تطور الشخصيات شديد البطء في الثلث الأول برغم سرعة الإيقاع الزمني للأحداث. يعني كانت الرواية بتشدني إني اقراها، بس مش حاسة اني هخرج منها بحاجة.
وبعد رحيل الزوج واستمرار تردي الأوضاع بتلك العائلة، واضطرار "إلسا" للرحيل من المزرعة، بدأت الرواية في تشكيل مدى أوسع للمكان ولأحداث ولشخصيات أعطت روح جديدة في الرواية. كان تطور شخصية "إلسا" من الشخصية المهزوزة الخاضعة لامرأة قوية ترى روحها بعين جديدة، كان تطورا منطقيا حسب حدود الظروف والزمان. تزامن ذلك التغيير مع "النضج التدريجي" لابنتها المراهقة الغاضبة "لوريدا"، والتي تتعلم من كل المآسي التي مرت بهم أن بداخل أمها طاقة حب وقوة و"جمال" لم تدركها للأسف غير بعد فوات الأوان.
يعيب الرواية "المباشرة" في كيفية التعبير عن الشعور أو الصراع بداخل الشخصية، يعني زي ما كان تشيخوف بيقول "لا تقل لي كم هو القمر مضيء، بل أرني وميضًا من الضوء على زجاج محطم". فهى كانت بتقعد "تتكلم" كتير عشان توصف شعور كان ممكن يوصل من خلال موقف أو نظرة أو تعبير أو رد فعل. أيضا كانت هناك العديد من المشاهد التي كانت تتكرر بنفس الجمل والألفاظ، فكرتني كتير بأسلوب الكاتب العزيز جمال الغيطاني :) ،لدرجة إني شكيت إن النسخة اللي كنت بقرأها هى نسخة المسودة الأساسية قبل مرحلة التعديل. يعني مش ممكن مايكونش حد خد باله من كل التكرار ده؟
ورغم زي ما قلت في تحديث القراءة إني "جيت في الآخر وفرهدت"، لكني أحببت تلك العمل وتعلقت بشكل ما به، وبمأساته الأساسية، مأساة الإنسان الكادح المطحون الذي لم يعرف من العالم سوى جانبه القاسي المظلم....more
تكالب الأعداء على رجال قصتنا الثلاثة، الإحتلال والتهجير والفقر والبطالة، وخذلان الصاحب قبل الغريب. ولكن لم يكن أى منهم بقسوة عدوهم الأخير، الشمس. رأي تكالب الأعداء على رجال قصتنا الثلاثة، الإحتلال والتهجير والفقر والبطالة، وخذلان الصاحب قبل الغريب. ولكن لم يكن أى منهم بقسوة عدوهم الأخير، الشمس. رأي كنفاني الشمس وأراها لنا، كابوس لا رحمة فيه إلا بالموت.
نجمتان ونصف لأن أحياناً شر البلية ما يُضحك، أضفت الكاتبة لمسة كوميدية على مأساة شعب كامل حوّل الاحتلال حياته لمعاناة يومية.
مثل كل فلسطيني، تحكي لنا الكنجمتان ونصف لأن أحياناً شر البلية ما يُضحك، أضفت الكاتبة لمسة كوميدية على مأساة شعب كامل حوّل الاحتلال حياته لمعاناة يومية.
مثل كل فلسطيني، تحكي لنا الكاتبة عن إصرارها للمُضي في حياتها بشكل طبيعي بقدر ما يمكن، وكيف تتحول حياتها لسلسلة جحيمية لتصاريح لا تنتهي لمجرد الانتقال من حى لأخر، تلك الفعل البديهي في أي مكان في العالم، يتحول لمغامرة سيزيفية في حياة المواطن الفلسطيني.
لا يحكي الكتاب حكاية مترابطة، بل هو بالأحرى مجموعة من اليوميات دُونت بشكل زمني متفرق، مما أعاق تواصلي وترابطي مع تجربة الكاتبة بشكل كامل....more
جمل قصيرة حادة كأنصال السيوف-مش فاكرة قرأت التعبير ده فين، بس أهوه حلو نستخدمه-تنقل حرارة غضب كاتبها من وطن كسره وحطمه.
القراءة الثانية لإدريس علي عن اجمل قصيرة حادة كأنصال السيوف-مش فاكرة قرأت التعبير ده فين، بس أهوه حلو نستخدمه-تنقل حرارة غضب كاتبها من وطن كسره وحطمه.
القراءة الثانية لإدريس علي عن النوبة بعد رواية النوبي ،حكاية أكثر إيلاماً رويت بمرارة صريحة كاشفة عن الأثر القبيح للظلم في نفس الإنسان.
تبدأ كراهية "عوض الشلالي" بطل الرواية "للشمال"، أو مصر التي تمتد جغرافياً-بالنسبة له ولقومه-فيما بعد الصعيد إلى مصب نهر النيل، بعد خروجه من المعتقل الذي التهم عشر سنوات من زهرة شبابه.
أراد قبل تلك السنوات العشر أن ينتمي لهذا الوطن قلباً وقالباً. صدّق شعارات زمن ناصر بكل إخلاص، ليجد نفسه في غياهب الجحيم لا لشىء سوى أنه أراد أن يحب هذا الوطن بطريقة تختلف عن مسلك حاكميه في الإخلاص "البوليسي" لهذا الحب. خرج من سجنه ليعرف الحقيقة التي يعرفها "بلدياته" من أهل النوبة، أنهم مواطني درجة ثانية. ولم ولن يكونوا مثل أهل الشمال.
لذلك، يحتل عقله حلم مجنون يُعيد من خلال العيش في وهمه كرامة أهله الضائعة. حلم إحياء دولة "دنقلا" الأبية التي عاش فيها قومه فيما مضى متمنعين على كل غازٍ لهم، إلى أن توالت عليهم الهزائم وتدهور بهم الحال إلى "مُهّجرين" لم يحصلوا على نصف حقوقهم التي يستحقوها.
يُهزم "عوض الشلالي" مرة ثانية، ويدرك أنه يسعى وراء سراب. ينتبه أخيراً لنفسه بعد ضياع شبابه ويقرر السعي وراء لقمة عيشه، ولنعمَ ما سعى! يُكافأ بالمال والحب أخيراً، ويعود لأمه المكلومة بعد غياب، ولكن "هوبة... معلش إحنا أسفين معندناش رجالة يقعدوا لحد السن ده من غير جواز، ومعندناش رجالة يتجوزوا من ستات أجانب"
تبدأ بعدها حكاية "حليمة"، التي ينقل لها "عوض الشلالي" كل إرث ظلمه الذي تحمله طوال عمره. حليمة التي سيقبل الزواج منها حتى يتمكن بعد ذلك من الهرب ثانية للمرأة الفرنسية التي أحبها ورفض قومه زواجه منها. تم حل جميع المشاكل، مشكلة اجباره على الزواج من فتاة نوبية ومشكلة أمه المسنة التي تحتاج لمن يرعاها وتلك عبء لا يريد أن يتحمله. يضرب عدة عصافير بجحر واحد وهو "حليمة".
ما حدث بعد ذلك حدث كثيراً، وأراه جزاءاً وفاقاً يستحقه قوم "ماقدروش على الحمار، فاتشطروا على البردعة".
شعرت أن الرواية وكأنها قصتان "قصة عوض الشلالي" ثم قصة زوجته "حليمة" شبه منفصلتان يربطهما رباط واهي. وكأن المؤلف ترك القصة الأولى-تقريبا-ليبدأ في قصة جديدة.
لغة إدريس علي شديدة التفرد. استعارات أجهدني فهم معناها في البداية، ثم ألفتها وأحببتها. أحببت جُمله القصيرة الموجزة المُعبرة عن مشاعر أبطال الرواية المحبطون المكسورون التي تزدحم نفوسهم بثورات مكبوتة ومكتومة....more
بداية مبهرة لم تُماثلها النهاية في قوتها. شرحت أم سعد بموجز الكلمات مدى تعقد القضية الفلسطينية، ومبدأ كل أم تنجب طفلاً على تلك الأرض المُغتصَبة أملاً بداية مبهرة لم تُماثلها النهاية في قوتها. شرحت أم سعد بموجز الكلمات مدى تعقد القضية الفلسطينية، ومبدأ كل أم تنجب طفلاً على تلك الأرض المُغتصَبة أملاً في أن يكون ممن يُعيدهم لديارهم التي أُلقوا خارجها على يد عصابات همجية.
كنت منبهرة بفكرة الحوار الدائر بين الكاتب الراوي وبين أم سعد. كنت أراه حواراً حقيقياً خيالاً، نوع من تدفق الخواطر الذي يترك مجالاً متسعاً لروي حكاية تتخطى مأساويتها حدود الواقع. ولكن بعد المنتصف فقدت القدرة على فهم ما يحدث، وكأن هناك خطأ ما وقف بيني وبين الرابط الذي خُلق بيني وبين تلك الحكاية....more
وكما ترون، يبدأ العمل بقوة وتميز وتفرد مبشراً بتجربة قرائية عظيمة حتى نهاية النصف/الربع/الثلث الأول من الرواية، ثم يتدني بعدها معدل انبهاري إلى أن يصل إلى درجة الندم على الوقت الذي ضاع في قراءة عمل لا يستحق.
خطفت الرواية انتباهي أولاً كواحدة من أهم وأنجح روايات هذا العام. وثانياً، وتلك هو الأهم، كرواية أُسرية أوعائلية. وطبعاً أي رواية تنتمي لهذا النوع، أنا ببقى "راشقة" فيها طول.
تبدأ الرواية بحكاية "ويليام" الذي يُولد في يوم وفاة أخته ذات السنوات الثلاث بعد اصابتها بالتهاب رئوي. تُصيب خسارة تلك الأبنة والدي "ويليام" في مقتل. خسارة تُصيب كلاهما باكتئاب حاد يُزهدهم في كل العالم بما فيه طفلهم الوليد.
يُعامل "ويليام" منذ اليوم الأول في حياته من والديه معاملة "الحيوان الأليف". مجرد روح يُلزم راعيها-الأب والأم-بأن يوفر لها الطعام والمسكن والتعليم، ولا شىء أكثر من ذلك. يكبر الطفل ويتأكد شعوره بأنه بالنسبة لوالديه مجرد "شبح" غير مرئي وبالطبع غير مرغوب به. تمتد وحدته حتى دخوله المدرسة، وبطبيعة الحال يُعاني من عدم قدرته على التواصل مع العالم الخارجي الذي يعامله بتجاهل لا يقل عن الذي يُلاقيه من عالمه الأقرب، أبوه وأمه.
بداية درامية خطفت قلبي وجعلتني متعلقة بتلك الطفل الذي كثيراُ ما رأيت قصته حولي في العالم الواقعي. ورغم أن قسوة الأب والأم تجاه تلك الطفل قد تبدو للكثيرين غير منطقية، إلا أنني سمعت عن ما يحدث للأُسر التي تفقد إبناً أو بنتاً من خلل نفسي يؤثر على جميع من فيها. وبعيداُ عن مصاب الموت، فأيضاً جميعنا يعرف أن هناك دائماً في كل عائلة "الإبن/ة المفضل/ة" الذي قد يستحوذ الواحد منهم على كل الحب من والديه دون باقي الإخوة. والبيوت ياما مليانة بلاوي.
يعرف "ويليام" الطريق إلى كرة السلة بالصدفة، تلك اللعبة التي تبني بداخله نوع من الشعور بالذات الذي حُرم منه. تُمهد له عبر سنوات مراهقته الطريق إلى بناء قدر محدود-ولكنه أحسن من مفيش-من العلاقات الاجتماعية مع باقي البشر. تفتح كرة السلة أيضا لويليام الطريق إلى التأهل للانتماء لجامعة راقية، ومن ثم الرحيل عن بيت لم يرى نفسه فيه غير "ضيف ثقيل" ينتظر مستضيفوه يوم رحيله بفارغ الصبر.
تتضافر حكاية ويليام مع حكاية عائلة "بادافانو" التي تنتمي إليها "جوليا"-الللي هتبقى في الأول زي العوض اللي استناه ويليام عن المرار اللي شافه-والتي يقابلها في الجامعة وتبدأ في التقرب له منجذبه إليه كلاعب كرة سلة وكشخص أتى من طبقة اجتماعية ومادية أعلى منها، وكطالب مجتهد يسعى لأن يكون استاذاُ جامعياُ. والأهم من ده كله بيني وبينكم، هايبقى "عجينة سهلة" كدهوه في ايدها تشكله زي ماهى عاوزة.
. وبتأثر من الرواية الكلاسيكية الشهيرة" نساء صغيرات"، ترسم المؤلفة ملامح شخصيات الأخوات البنات الأربع "بادافانو" بمسار حياة استمدت إلهامه من حياة الأخوات "مارش" في تلك الرواية. الأخت "جوليا" هى الأخت الكبرى لثلاث أخوات من عائلة متوسطة مادياً واجتماعياً، وكانت "جوليا" هى الأخت الطموحة التي تعرف ماذا تريد، وتسعى بوضوح ودون تلكؤ للطريق الذي يؤدي بها للهدف الذي اختارته. ترى في "ويليام" النموذج الأمثل للزوج الذي يناسب خطتها المستقبلية، أو هكذا ظنت في البداية. تظن أنه النقيض لوالدها الذي لم يكن يُعتمد عليه. الأب الحالم الذي يحب أسرته ولكنه يعيش في عالم خيالي آخر تُشغل الخمور مساحته الأعظم تاركأُ مسئولية ادارة العالم الحقيقي ملقاة على عاتق زوجته.
وبعد زواج جوليا من ويليام هندخل في المرحلة الزوجية المعروفة بإسم "جبتك يا عبدالمعين تعيني، لقيتك يا عبدالمعين تتعان"، و"جبتك أكيد العوازل، كِدت أنا روحي". بمرور أيام الحياة الزوجية، تتضح ملامح ومعالم شخصية ويليام الحقيقية التي رفضت أن ترى جوليا سوى قشرتها. يتضح لها أنه تائه وضائع وليس الكيان العبقري المذهل الطموح الذي أرادت أن تراه. يبذل ويليام مجهودا عظيما ومكافحا في أن يُرضيها ويحافظ على صورته تلك أمامه، يذهب لعمله بانتظام ويستكمل دراسته باجتهاد ويتابع تدريبات كرة السلة، ويعود في نهاية اليوم لمنزله ماداً يد المساعدة في كل أعمال المنزل. والمأساة الكبرى، يعيش حرباً لإخفاء اكتئابه ومخاوفه وشعوره القديم بانعدام معنى وفائدة وجوده عن نفسه وعنها. ولكنه بطبيعة الحال، يُهزم رغماً عنه في تلك المعركة.
تعرف جوليا-برغم جهود ويليام المخلصة تجاهها-أنها لم تعد تريده، ويعرف ويليام أنها عرفت أنها لا تريده. ومع ولادة طفلتهم الأولى، تقرر جوليا الآستمرار في حياتها الزوجية "وأهي يالا عيشة والسلام"، "وأنا مش بتاعة طلاق وكلام من ده". فهى في النهاية امرأة قوية وتستطيع المُضي في تحقيق ما تريد بصرف النظر عن مدى سعادتها في العيش مع هذا الرجل من عدمها.
يقع هذا كله-مع حادث آخر-ككجبل ينهار بلا رحمة على ظهر ويليام. ويقررالرحيل عن جوليا وإنهاء حياته التي يتأكد أنها كانت منذ ولادته غير ذات فائدة لأي شخص.
ومن هنا يا جماعة بينتهي النصف الأول اللي كان فيه امكانيات وخطوط درامية متميزة وقوية كانت ممكن تخلي الرواية-زي ما توقعت في الأول-واحدة من أجمل روايات أدب الدراما العائلية اللي قرأتها. زي الماضي اللي بنحاول نهرب منه بس للأسف بنتكشف إننا بنهرب منه عشان نكرره، وزي أخطاء أهلنا اللي احنا بنعلن بكل بجاحة اننا مش هنعملها، بس الزمن بيلف وبيطلع لنا لسانه، وبنعمل زيها وانيل منها. كان برضه فيه ان الطريق لمدواة "التعاوير" والجروح القديمة العميقة الصعبة اللي جوانا، طريق صعب ومش سهل، بس ممكن في ظروف معينة نعرف في الآخر نمشي فيه بأمان حتى لو "بنعرج" شوية.
بدل ده كله، هندخل في النصف الثاني في دراما رخيصة ومستهلكة وهرى كتييييير قوي قوي اكتر من الهري اللي انا بهريه هنا على الموقع. أه والله
ورطت المؤلفة "آن نابوليتانو" روايتها في المضي في طريق ال homage أو "الاستلهام" الأدبي من رواية مشهورة. فكان جل همها أن تُطابق مسار حياة أبطال عائلة روايتها بمسار حياة عائلة رواية نساء صغيرات وخلاص، مع اجراء بعض التغييرات هنا وهناك. ومعلش يا جماعة الناس في دار النشر شايفين السوق-سوق النشر-دلوقتي عاوز كده، واحنا ماينفعش نزعل السوق ولا نزعل دار النشر، وخلونا ناكل عيش.
بدون أي منطق، ستقع الأخت الثانية لجوليا في حب ويليام، وذلك بعد انقاذه من محاولة انتحاره وطلاقه من جوليا-ما هو في نساء صغيرات البطل هايحب الاخت الكبيرة ولما الموضع هيقلش هايروح يحب الصغيرة-وأُجهد نفسي في محاولة فهم ما الذي يمكن أن يجذب تلك الأخت "سيلفي" تجاه انسان محطم في مرحلة علاج مكثف من اكتئاب مزمن وحاد، إلا لو كان ذلك الحب "حب شفقة" غير ناضج، ومصيره لفشل لا يقل عن الفشل الذي لاقاه مع اختها الكبرى. تحاول المؤلفة تبرير ذلك بأن تلك الأخت تسعى للعثور على من يتقبلها كما هى، وستجد ذلك في ويليام. ولكن ملامح شخصية تلك الأخت "سيلفي" التي رسمتها منذ البداية لا تتطابق مع ما تدعي المؤلفة انها وجدته في ويليام. ف "سيلفي" فتاة قوية مثل باقي اخواتها تفعل ما تريده مهما خالف ذلك قوانين المجتمع الذي تعيشه ولا يهمها رأي الأخرين بها في قليل أو كثير. فبكل تأكيد نمط ويليام ليس النمط الذي يمكن أن تبحث فتاة مثلها عنه.
وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً، تشغل قصة الحب العجيبة تلك جزءاً غير هين من الرواية، ويشغل الباقي حكاية جوليا التي ترحل بعيدا عن اخواتها هى وابنتها أليس. تمضي أيضا في تتبع حكاية الأختان الأخيرتان التوأمان "إيميلين وسيسيليا". وذلك في حكي متوقع ومتكرر ورتيب يُروي بشكل تقريري وجدت فيه أقل القليل الذي يُمكن أن يُثير اهتمامي تجاه تلك العائلة وما يحدث لها. تبقى لي ربع الرواية تقريبا، ووجدت نفسي أقفز للفصل الأخير لأعرف النهاية. وهتفت "يا خسارة الوقت اللي ضيعته معاكم يا عيلة عبيطة".
واضح إن "تقليب الرزق" بقى في كل حتة وفي كل مجال. حتى لو لكاتب موهوب أو عاوز يكتب حاجة كويسة، للأسف واضح أنه لازم يكتب أي كلام عشان يكمل. والهيصة اللي بتعملها دور النشر بملايين على الهجص اللي بيتكتب كفيل بإنه يفرض على الجميع عافية أن العمل ده تقديراته ترتفع والناس تشوفه عظيم....more
هل هناك خط فاصل بين الحقيقة والكذب؟ بعد أن تشهد "جون" وفاة صديقتها مختنقة، تمتد يدها لسرقة النص الغير منشور للرواية الأخيرة لتلك الصديقة المتوفاة. وبعدهل هناك خط فاصل بين الحقيقة والكذب؟ بعد أن تشهد "جون" وفاة صديقتها مختنقة، تمتد يدها لسرقة النص الغير منشور للرواية الأخيرة لتلك الصديقة المتوفاة. وبعد صراع أخلاقي قصير مع نفسها، تُقرر أن تُرسل بهذا النص لوكيلها الأدبي مُدعية بأنه من تأليفها هى.
يضع كل منا مبررات لخطاياه، وتبرر "جون" لنفسها أن ما فعلته هو "إنقاذ" لإرث صديقتها المتوفاة، والذي كان-حسب تأويلها-مُقدراً له الضياع وسط فوضى موتها المفاجىء. أقنعت "جون" عقلها بأنها ليست "سارقة" لإبداع غيرها، وأنها مؤلف "مُشارك" للمؤلف الحقيقي بصفتها قائمة بدور كبير في تنقيح وتعديل النص الذي كان في مراحله الأولية وقت وفاة صديقتها.
تُصدق " جون" الكذبة التي خلقها عقلها، ويختلط علينا نحن الأمر، أفمن الممكن أن تكون كذلك فعلا؟ سارقة، ولكنها أنقذت بسرقتها عمل عظيم لم يكن ليخرج للنور لولا ما فعلته؟
تتلاعب المؤلفة بعقولنا في عمل لا يعتمد ثيمة البطل الطيب/البطل الشرير. فكل أبطال القصة هنا لهم جانب أسود بما فيهم الصديقة المتوفاة "أثينا" تلك الفتاة ذات الأصول الأسيوية التي لم يبخل عليها الحظ بأي شىء. جمال وثراء مادي وذكاء وتفوق تعليمي تبعه نجاح مهني ككاتبة استطاعت أن ترسخ قدميها وسط صفوة دور النشر وتحصل على جوائز أدبية رفيعة قبل أن تتم الثلاثين من عمرها.
فهل كانت "أثينا" تستحق ما حصلت عليه من مجد قبل أن تنتهي حياتها؟ هل هى ضحية صديقتها التي استولت على عملها الأدبي؟ هل تستحق أن نتعاطف معها، أم إننا سنعرف عنها ما قد يجعلنا نتراجع عن تلك التعاطف؟
تدخل بنا الكاتبة عالم صناعة النشر في أمريكا. سنتعرف على خباياه ومهازله ومقاييسه التي يدّعي القائمون على وضعها أنها تسعى لتحقيق العدل والمساواة و "شمولية" تضمين كل الفئات التي تعيش في المجتمع الأمريكي. وهل تحقق موجة "الصوابية السياسية" العدل وسط المجتمع الأمريكي بالفعل؟ أم هى مجرد "تمثيلية" وادعاء كاذب من الرجل الأبيض الرأسمالي الذي لا يهمه سوى إعادة استغلال الفئات الأخرى (امريكيين من أصل أفريقي أو لاتيني أو أسيوي أو عربي) بشكل أكثر تحضراً وشياكة؟
بسخرية سوداء نرى مدى هزلية "ترندات" تويتر وانستجرام وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، وكيف يُمكن ببساطة شديدة أن ترفع من لا يستحق لسابع سماء، وكيف يُمكن ببساطة أكبر أن تهوى به لأسفل سافلين. الهزل الأكبر في سيادة ثقافة القطيع التي كنا نظن أنها قاصرة على عالمنا العربي، لأكتشف في هذا الكتاب أنها مجرد نمط إنساني موجود في كل البشر بصرف النظر عن مدى تحضرهم من عدمه. منصات لا يُديرها سوى "كدابين الزفة" وما أسهل أن يُساق الجميع وراء أي زفة.
رواية مختلفة بالفعل اكتشفت و "كشفت" بجرأة مناطق كانت مجهولة بالنسبة لي وللكثيرين. ولذلك عانيت في فهم كثير من أجزاء الرواية المليئة بإشارات ثقافية كانت أكبر من قدرتي على مجاراتها كل خمسة أسطر بالبحث في جوجل على معناها أو مقصدها. أيضا أرى أن الرواية لن يستطيع أن يفهمها بشكل كامل إلا من عاش قدراً كبيراً من حياته كواحد من "أقلية" وسط مجتمع ضخم مثل المجتمع الأمريكي.
كان بالرواية قدراً غير هين من التكرار والتطويل وخاصة فيما يتعلق بتفاصيل مراحل نشر الكتب، أو خبايا عالم منصات التواصل. ولم يُرضني الفصل ما قبل الأخير الذي وجدته غير مقنع ومفتعل الى حد ما.
عمل مميز بالفعل، وأتوقع أن يكون من أوائل الأعمال التي ستُترجم الى العربية قريباً. وأتمنى أن تُسند ترجمته إلى مًترجم على قدر غير هين من البراعة والتمكن....more
رحلة مُلهمة لامرأة ذات إرادة استثنائية تحدت زمن وضع شروط حياة ظالمة لها كامرأة، وكطالبمراجعة مصورة عن هذا الكتاب... ترشيحات قراءات غير روائية لعام ٢٠٢٤
رحلة مُلهمة لامرأة ذات إرادة استثنائية تحدت زمن وضع شروط حياة ظالمة لها كامرأة، وكطالبة علم أتت من أصل ريفي بسيط.
يَنظر بإعجاب قوي لهذه المرأة كل من قرأ تلك السيرة، ليس فقط لقوة صاحبتها، بل أيضاُ لبصيرتها في إدراك تفاصيل أوضاع الحياة الاجتماعية والتعليمية والثقافية المحيطة بها في القاهرة. نُعجب بإصرارها على التمسك بجذورها التي لم تُنكرها ولم تُبعدها عنها أضواء المدينة المبهرة.
ككل من قرأ تلك السيرة، يُحزنني أنها لم تذكر عن حياتها مع المفكر العظيم "أمين الخولي" سوى القشور. مع إن تلك السيرة قد دُونت في الأصل من أجل إحياء ذكراه التي لم تمت في قلبها، ومن أجل روي وحكاية قصة حب حقيقية ورحلة كفاح مشترك كنا في أشد الحاجة إلى الوقوف على تفاصيلها. تلك الحياة التي كانت جديرة بإحياء في نفس كل قارئ المعنى الحقيقي للزواج كرحلة يُضيف فيها الطرفان كلٌ للأخر بدون أنانية أو غيرة أو رغبة في السيطرة.
كتاب على بساطته حفزني لقراءة أعمال تلك الكاتبة الكبيرة التي لم أقرأ لها من قبل....more
واحدة من الروايات التشويقية التي لا تتركها حتى تُنهيها.
سلسلة من الجرائم تعتمد على تسلسل رقمي مجهول الذي يضطلع بمحاولة فك رموزه ضابط شرطة لديه بدوره عواحدة من الروايات التشويقية التي لا تتركها حتى تُنهيها.
سلسلة من الجرائم تعتمد على تسلسل رقمي مجهول الذي يضطلع بمحاولة فك رموزه ضابط شرطة لديه بدوره عقدة مرضية من الأرقام. وتتسبب تلك القضية في انهيار وشيك لحياة تلك الضابط، فهل سيستطيع حل لغز تلك القضية قبل أن تقضي عليه وعلى حياته؟ أُرشحها لكل محبي روايات الجريمة والغموض....more
الجزء الأول من سلسلة قصصية تتناول العلاقة بين مجموعة من المراهقين في الصف الثاني الثانوي. تدخل بنا الكاتبة عالم تلك المجموعة في المدرسة والنادي والبيتالجزء الأول من سلسلة قصصية تتناول العلاقة بين مجموعة من المراهقين في الصف الثاني الثانوي. تدخل بنا الكاتبة عالم تلك المجموعة في المدرسة والنادي والبيت، ومن خلال الانتقال بينهم خلال الكتاب، نتعرف على شخصياتهم المختلفة ونراها عن قرب يتيح لنا رؤية وجه أخر لم نكن نعرفه عنهم من قبل.
كان الجزء الثاني من تلك السلسلة "وراء القناع" أكثر نضجاً من هذا الجزء. فقد وجدت أن النهاية هنا جاءت شبه مبتورة لبعض الشخصيات مثل"ميادة" التي لم نعرف حكايتها بعد. أيضا جاء إعتراف حسن لعبدالرحمن بما فعله في نهاية القصة غير منطقي.
هناك نقطة أخرى وهامة. المفترض أن الشخصيات في الصف الثاني الثانوي، ومن المعروف أن الحضور في المدارس على اختلاف أنواعها في تلك المرحلة يكون صورياً لساعتين او ثلاث يوميا-ده لو بيروحوا أصلاً-ولكن هنا نراهم يذهبون ويعودون بشكل منتظم وطبيعي من بداية اليوم لنهايته، وتُفرض عليهم أنشطة وأبحاث وواجبات وكأنهم لا زالوا في الصف السادس الابتدائي.
فكان جو "الحياة المدرسية" غير منطقي أو قابل للتصديق. فالطلبة ابتداء من المرحلة الاعدادية تقريباً يقضون معظم يومهم في سناتر "جمع سنتر" الدروس الخصوصية، ولا يعرفون عن مدارسهم المسجلين بها سوى أسماءها. وبالتأكيد تلك وضع غير سوي، ولكنه الواقع للأسف.
أتمنى أن تصدر عناوين أخرى من تلك السلسلة التي تناقش كثير من المشاكل التي تواجه المراهقين. والتي أجد ان المؤلفة قادرة بشكل مميز على الكتابة عنها....more