فهد الفهد's Reviews > صلاة تشرنوبل
صلاة تشرنوبل
by
by
فهد الفهد's review
bookshelves: 0-favorites, non-fiction-history-russia, c-p-noble-prize
Apr 17, 2016
bookshelves: 0-favorites, non-fiction-history-russia, c-p-noble-prize
صلاة تشرنوبل
قبل أيام قليلة حلت الذكرى الثلاثين لكارثة تشرنوبل والتي وقعت في 26 إبريل 1986 م، حيث أدى ارتفاع في حرارة المفاعل رقم أربعة في محطة تشرنوبل إلى انفجاره قاذفاً مواد مشعة تفوق قنبلة هيروشيما بـ 350 مرة، حدث هذا بالقرب من مدينة بيربات شمال أوكرانيا حالياً، وداخل حدود الاتحاد السوفييتي سابقاً، ورغم وجود غورباتشوف في السلطة وقتها، ورغم سياسة إعادة البناء والشفافية (البيروسترويكا والجلاسنوست) التي كان يدعو إليها، إلا أن هذه الكارثة تم التعامل معها بطريقة ضاعفت من كارثيتها، فكعادة الانظمة الشمولية تم رفض أي عروض مساعدة من الدول الأخرى، كما تم نفي وتكذيب أي أخبار حول الكارثة بدعوى عدم إشاعة الذعر، وترك الناس المساكين ليعيشوا ويأكلوا ويشربوا في مناطق ملوثة إشعاعياً مما جعل الكثير منهم يتعرضون للأمراض السرطانية، وكان الضرر البيئي والإنساني مرعب جداً، وتركز على الدولة الصغيرة بيلاروسيا والتي تأتي منها الكاتبة النوبلية (سفيتلانا ألكسيفيتش) لتكتب في هذا الكتاب المروع عن الناس الذين تضرروا من هذه الكارثة، تلتقي بمزارعين وأطفال، تلتقي بجنود، وتلتقي بمسؤولين وعلماء نوويين، وتكتب بأسلوبها كلماتهم وما مروا به، كل هذا يكشف لنا ببطء حجم الكارثة، تخيل كيف يمكن أن يحيط بك عدو لا تراه، لا تسمعه، لا تشمه، يتغلغل في أرضك، في منزلك، في طعامك وشرابك، كيف ستفقد الأمن إلى الأبد، تنتظر مرضاً عضالاً قد يحل بك، تراقب من حولك يموتون ببطء وبطريقة بشعة، تخشى إنجاب أطفال مشوهين تشويهاً مخيفاً، هذه هي الحالة التشرنوبلية التي وصمت ولازالت تصم جيلاً كاملاً، في هذا الكتاب نتعرف لا على ما بعد تشرنوبل، وإنما على كيف تم التعامل مع تشرنوبل، نتعرف على كيف دفع الجنود وكأنهم بلا أي قيمة إلى المنطقة ليسيطروا على التسرب، كيف مات وتسمم الكثيرون منهم، وهم يكافحون عدواً متسللاً لم يعدوا له ولا حتى بكمامات عادية، يربط الشعب حربه ضد تشرنوبل بحربه ضد النازيين وبحربه ضد ستالين وجرائمه، وكأننا نرى أمامنا تاريخ شعوب تلك المنطقة مفروداً بكل ندوبه وشقوقه.
قبل أيام قليلة حلت الذكرى الثلاثين لكارثة تشرنوبل والتي وقعت في 26 إبريل 1986 م، حيث أدى ارتفاع في حرارة المفاعل رقم أربعة في محطة تشرنوبل إلى انفجاره قاذفاً مواد مشعة تفوق قنبلة هيروشيما بـ 350 مرة، حدث هذا بالقرب من مدينة بيربات شمال أوكرانيا حالياً، وداخل حدود الاتحاد السوفييتي سابقاً، ورغم وجود غورباتشوف في السلطة وقتها، ورغم سياسة إعادة البناء والشفافية (البيروسترويكا والجلاسنوست) التي كان يدعو إليها، إلا أن هذه الكارثة تم التعامل معها بطريقة ضاعفت من كارثيتها، فكعادة الانظمة الشمولية تم رفض أي عروض مساعدة من الدول الأخرى، كما تم نفي وتكذيب أي أخبار حول الكارثة بدعوى عدم إشاعة الذعر، وترك الناس المساكين ليعيشوا ويأكلوا ويشربوا في مناطق ملوثة إشعاعياً مما جعل الكثير منهم يتعرضون للأمراض السرطانية، وكان الضرر البيئي والإنساني مرعب جداً، وتركز على الدولة الصغيرة بيلاروسيا والتي تأتي منها الكاتبة النوبلية (سفيتلانا ألكسيفيتش) لتكتب في هذا الكتاب المروع عن الناس الذين تضرروا من هذه الكارثة، تلتقي بمزارعين وأطفال، تلتقي بجنود، وتلتقي بمسؤولين وعلماء نوويين، وتكتب بأسلوبها كلماتهم وما مروا به، كل هذا يكشف لنا ببطء حجم الكارثة، تخيل كيف يمكن أن يحيط بك عدو لا تراه، لا تسمعه، لا تشمه، يتغلغل في أرضك، في منزلك، في طعامك وشرابك، كيف ستفقد الأمن إلى الأبد، تنتظر مرضاً عضالاً قد يحل بك، تراقب من حولك يموتون ببطء وبطريقة بشعة، تخشى إنجاب أطفال مشوهين تشويهاً مخيفاً، هذه هي الحالة التشرنوبلية التي وصمت ولازالت تصم جيلاً كاملاً، في هذا الكتاب نتعرف لا على ما بعد تشرنوبل، وإنما على كيف تم التعامل مع تشرنوبل، نتعرف على كيف دفع الجنود وكأنهم بلا أي قيمة إلى المنطقة ليسيطروا على التسرب، كيف مات وتسمم الكثيرون منهم، وهم يكافحون عدواً متسللاً لم يعدوا له ولا حتى بكمامات عادية، يربط الشعب حربه ضد تشرنوبل بحربه ضد النازيين وبحربه ضد ستالين وجرائمه، وكأننا نرى أمامنا تاريخ شعوب تلك المنطقة مفروداً بكل ندوبه وشقوقه.
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
صلاة تشرنوبل.
Sign In »
Reading Progress
April 17, 2016
– Shelved
May 4, 2016
–
Started Reading
May 16, 2016
–
Finished Reading
Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)
date
newest »
message 1:
by
Eman
(new)
-
added it
Aug 04, 2017 04:48AM
reply
|
flag