Amira Mahmoud's Reviews > العمى
العمى
by
by
Amira Mahmoud's review
bookshelves: translated, كتبي-المفضلة, جعلتني-أفكر-أفضل-وأضافت-لي, أدب-روايات, مراجعاتي-المفضلة
Aug 01, 2014
bookshelves: translated, كتبي-المفضلة, جعلتني-أفكر-أفضل-وأضافت-لي, أدب-روايات, مراجعاتي-المفضلة
من الروايات ما تبهرك، تثير حماستك، وتعتقد أنها أفضل ما قرأت لكن بمجرد إغلاقها وبمرور يوم واحد فقط على قراءتها تُنسى.
لكن قليلة هي الروايات التي تجعلك تقف أمامها مذهولاً، مشدوهاً، تجعلك تفكر، تغيّرك، تغير نظرتك لكُل الأشياء من حولك
ترتفع بك لأعلى لترى الموجودات من ذات أسمى وأنقى وأطهر لترى الحقيقة جليّة واضحة
ترى العفن المُستشري في كُل ما حولك، تُصدمك حقيقة أن العفن لا ينبع مما حولك فقط، بل ينبع من داخلك أيضاً
من الروايات ما تستطيع أن تعّبر عن مشاعرنا؛ الفرح، الحزن، البكاء، الخوف، الأمل.
تشعر بها أثناء قراءتها، حتى أنك تستطيع لمسها داخلك، تظبط نفسك متلبساً وأنت تبكي مع الأبطال، تضحك معهم, وتحزن معهم
لكن قليلة هي الروايات التي تُرعبك
ليس الرعب الذي تشعر به عند قراءتك لروايات لستيفن كينج, أو آدجار آلان بو
أو ما تشعر به أثناء قراءتك لأي رواية ما تتحدث عن الأشباح والمذؤوبين
بل هو الرعب الذي ينتابك أثناء قراءتك لرواية فلسفية رمزية
الرعب الذي يجعلك تخشى من أن تلقى المصير ذاته مما يلاقيه أبطال الرواية
تخشى بعد كُل صفحة أن تفقد بصرك, أو أن تغرق في ذلك النهر الحليبي كما وصفه الكاتب
سارماجو أرعبني
طول قراءتي للرواية وعيناي مفتوحة على اتساعهما ربما من بشاعة الأحداث، أو ربما هي حركة غريزية خوفاً من ملاقاة المصير نفسه
كيف استطاع رسم هذه المعاناة والمأساة بهذا الإبداع
كيف يطوع الحبكة والأحداث، ويجعلك تراها أمامك، وتعيش بداخلها
برهنت الرواية على الطبيعة الحيوانية للإنسان، اجعله يفقد حاسة واحدة فقط من حواسه لتكشف غرائزه وطبيعته الحيوانية والأنانية عن نفسها
سيسير هائماً على وجهه، بلا تنظيم، همه الأول والأخير هو إشباع غرائزه
وإذا تمتع ببعض القوة يُصبح همه الثاني هو السلطة والسيطرة
أكان غريباً أن هذه المرأة هي الوحيدة التي لم تفقد بصرها؟
كيف للوباء أن يقترب من ملاك مثلها، ملاك يشعر أن مسئوليته وواجبه هو مساعدة هؤلاء الآخرين ممن لا يقوون على مساعدة أنفسهم
لا تشعر أنها تقدم لهم العون أو المساعدة بل تشعر إنه نداء الواجب
إنه السبب الذي بقيت عيناها سليمتان لأجله
كالأم التي تمسك بيد طفلها ليحبو دون أن يسقط, تمسك بيدك لترشدك، لتكن عينيك اللتين ما عاد باستطاعتهما أن يبصروا
كالأم التي تنظف طفلها دون تقزز أو تأفف، تُطهرك من كُل ما يعلق بك من قاذورات المحجر
كالأم التي تزأر حين يقترب الخطر من أبنائها، تقتل إذا كان هو الخيار الوحيد لتدافع عن مجموعتها..
كالأم التي تظل تشعر بالمسئولية تجاه أطفالها حتى بعد أن يكبروا، تظل هي تشعر بمسئوليتها تجاه مجموعتها، حمايتها وإطعامها..
كيف لوباء كهذا أن يقترب من كتلة حنان وشجاعة وعطاء مثلها؟
وصفه للحياة في المدينة على لسان الرجل ذو العصابة السوداء أرعبني
وباء كهذا قد يكشف عن الجانب القذر في الانسان، قد يقلب مدينة رأساً على عقب
وقد يردها مرة أخرى للبدائية الأولى.
وصفه لحالتهم بلا ماء ولا طعام, جعلني أتساءل، كيف عاش البشر الأوائل؟
يبدو أنه من السهل أن تعتاد صعوبة الحياة حينما تجدها على ما هي عليه لكن بعد أن تعتاد أنت وجسدك على التقدم والتكنولوجيا يصعب من الصعب عليك أن تتعامل مع الطبيعة بمفردها!
لا تستطيع انتظار المطر، ولا أكل زهور وأوراق الأشجار، ولا البحث عن آبار وتجاويف المياه
يُصبح بالنسبة لك ضرب من ضروب المستحيل أن تتعامل مع الطبيعة وجهاً لوجه وبدون مراحل تفصل بينكما!
مُرهقة لكن بعد انتهائي من قرائتها أشعر أني أصبحت أبصر أكثر من ذي قبل؛ ربما هي البصيرة التى يجعلك سارماجو تدركها ويأخد بيدك ليجعلك تتلمسها داخلك، أو ربما هو فقط تقدير لهذه الأعين، بعد ما شاهدته من ويلات فقد البصر
لا أدري تحديداً لكن كُل ما أدركه أنها غيرت شيء داخلي.
إنه الأبداع متجسد في كلمات!
تمّت
لكن قليلة هي الروايات التي تجعلك تقف أمامها مذهولاً، مشدوهاً، تجعلك تفكر، تغيّرك، تغير نظرتك لكُل الأشياء من حولك
ترتفع بك لأعلى لترى الموجودات من ذات أسمى وأنقى وأطهر لترى الحقيقة جليّة واضحة
ترى العفن المُستشري في كُل ما حولك، تُصدمك حقيقة أن العفن لا ينبع مما حولك فقط، بل ينبع من داخلك أيضاً
من الروايات ما تستطيع أن تعّبر عن مشاعرنا؛ الفرح، الحزن، البكاء، الخوف، الأمل.
تشعر بها أثناء قراءتها، حتى أنك تستطيع لمسها داخلك، تظبط نفسك متلبساً وأنت تبكي مع الأبطال، تضحك معهم, وتحزن معهم
لكن قليلة هي الروايات التي تُرعبك
ليس الرعب الذي تشعر به عند قراءتك لروايات لستيفن كينج, أو آدجار آلان بو
أو ما تشعر به أثناء قراءتك لأي رواية ما تتحدث عن الأشباح والمذؤوبين
بل هو الرعب الذي ينتابك أثناء قراءتك لرواية فلسفية رمزية
الرعب الذي يجعلك تخشى من أن تلقى المصير ذاته مما يلاقيه أبطال الرواية
تخشى بعد كُل صفحة أن تفقد بصرك, أو أن تغرق في ذلك النهر الحليبي كما وصفه الكاتب
سارماجو أرعبني
طول قراءتي للرواية وعيناي مفتوحة على اتساعهما ربما من بشاعة الأحداث، أو ربما هي حركة غريزية خوفاً من ملاقاة المصير نفسه
كيف استطاع رسم هذه المعاناة والمأساة بهذا الإبداع
كيف يطوع الحبكة والأحداث، ويجعلك تراها أمامك، وتعيش بداخلها
برهنت الرواية على الطبيعة الحيوانية للإنسان، اجعله يفقد حاسة واحدة فقط من حواسه لتكشف غرائزه وطبيعته الحيوانية والأنانية عن نفسها
سيسير هائماً على وجهه، بلا تنظيم، همه الأول والأخير هو إشباع غرائزه
وإذا تمتع ببعض القوة يُصبح همه الثاني هو السلطة والسيطرة
أكان غريباً أن هذه المرأة هي الوحيدة التي لم تفقد بصرها؟
كيف للوباء أن يقترب من ملاك مثلها، ملاك يشعر أن مسئوليته وواجبه هو مساعدة هؤلاء الآخرين ممن لا يقوون على مساعدة أنفسهم
لا تشعر أنها تقدم لهم العون أو المساعدة بل تشعر إنه نداء الواجب
إنه السبب الذي بقيت عيناها سليمتان لأجله
كالأم التي تمسك بيد طفلها ليحبو دون أن يسقط, تمسك بيدك لترشدك، لتكن عينيك اللتين ما عاد باستطاعتهما أن يبصروا
كالأم التي تنظف طفلها دون تقزز أو تأفف، تُطهرك من كُل ما يعلق بك من قاذورات المحجر
كالأم التي تزأر حين يقترب الخطر من أبنائها، تقتل إذا كان هو الخيار الوحيد لتدافع عن مجموعتها..
كالأم التي تظل تشعر بالمسئولية تجاه أطفالها حتى بعد أن يكبروا، تظل هي تشعر بمسئوليتها تجاه مجموعتها، حمايتها وإطعامها..
كيف لوباء كهذا أن يقترب من كتلة حنان وشجاعة وعطاء مثلها؟
وصفه للحياة في المدينة على لسان الرجل ذو العصابة السوداء أرعبني
وباء كهذا قد يكشف عن الجانب القذر في الانسان، قد يقلب مدينة رأساً على عقب
وقد يردها مرة أخرى للبدائية الأولى.
وصفه لحالتهم بلا ماء ولا طعام, جعلني أتساءل، كيف عاش البشر الأوائل؟
يبدو أنه من السهل أن تعتاد صعوبة الحياة حينما تجدها على ما هي عليه لكن بعد أن تعتاد أنت وجسدك على التقدم والتكنولوجيا يصعب من الصعب عليك أن تتعامل مع الطبيعة بمفردها!
لا تستطيع انتظار المطر، ولا أكل زهور وأوراق الأشجار، ولا البحث عن آبار وتجاويف المياه
يُصبح بالنسبة لك ضرب من ضروب المستحيل أن تتعامل مع الطبيعة وجهاً لوجه وبدون مراحل تفصل بينكما!
مُرهقة لكن بعد انتهائي من قرائتها أشعر أني أصبحت أبصر أكثر من ذي قبل؛ ربما هي البصيرة التى يجعلك سارماجو تدركها ويأخد بيدك ليجعلك تتلمسها داخلك، أو ربما هو فقط تقدير لهذه الأعين، بعد ما شاهدته من ويلات فقد البصر
لا أدري تحديداً لكن كُل ما أدركه أنها غيرت شيء داخلي.
إنه الأبداع متجسد في كلمات!
تمّت
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
العمى.
Sign In »
Quotes Amira Liked
“جميل اننا ما زلنا قادرين على البكاء فالدموع هي خلاصنا إذ ان هناك اوقاتا ان لم نستطع البكاء فيها فسوف نموت”
― Blindness
― Blindness
Reading Progress
August 1, 2014
– Shelved
August 1, 2014
– Shelved as:
to-read
August 6, 2014
–
Started Reading
August 6, 2014
– Shelved as:
translated
August 11, 2014
– Shelved as:
كتبي-المفضلة
August 11, 2014
–
Finished Reading
November 11, 2014
– Shelved as:
جعلتني-أفكر-أفضل-وأضافت-لي
August 4, 2015
– Shelved as:
أدب-روايات
February 12, 2016
– Shelved as:
مراجعاتي-المفضلة
Comments Showing 1-47 of 47 (47 new)
date
newest »
الرواية كلها تدخل ف مود اكتئاب
إن شاء الله تقريها وتعجبك :))
تسلم , إن شاء الله تقراها وأنا متأكدة إنها هتعجبك :))
تسلمي يا حبيبي :))
اقرأيها متفوتيهاش , وإن شاء الله تعجبك ^^
لازلت فى الربع الأول من الرواية و تتوالى الصدمات ، لى عودة بعدما ألتقط العدوى كاملة ، اما اتعافى او اسقط بعدها و حقيقة بعد قراءات ساراماجو تختلف الحياة امام ناظريك ، تحيتى لعقلك و احساسك الراقي
لها جزء ثاني بعنوان البصيرة
ها هو رابط العمى
http://mybook4u.com/2012-08-05-09-53-...
وها هو رابط جزئها الثانِ البصيرة
http://mybook4u.com/2012-08-05-09-53-...
لها جزء ثاني بعنوان البصيرة
ها هو رابط العمى
http://mybook4u.com/2012-08-05-09-53-......"ى
شكراً جزيلاً
مُرهقة لكن بعد انتهائي من قرائتها أشعر أني أصبحت أبصر أكثر من ذي قبل
والفيلم صاغ المعنى بعمق بالغ..
جديرة بالمطالعة..
جدير بالفرجة..
علينا أن نبصر..
(الكاتب/سيف الدين العلوي)
والفيلم صاغ المعنى بعمق بالغ..
جديرة بالمطالعة..
جدير بالفرجة..
علينا أن نبصر..
(..."
صدقت، شكرًا لمرورك
احسنتى صدقا
احسنتى صدقا"
شكرًا جدًا ليك :)
شكرًا لك، هي رواية مؤلمة فعلاً
اقريها متفوتيهاش , دي من الروايات اللى لازم تتقري مينفعش تتساب
حاجة كدا من الخوارق
ابدأي فيها بس وهي هتشدك تكمليها :))