Mohammed Ali's Reviews > تريز راكان: الوحش في الإنسان

تيريز راكان .. قصة خيانة . . . . . التقييم خمس نجوم .


من قلب الواقع يرسم زولا خطوط شخصياته، من وحي الحياة الإجتماعية العادية يخلق شخصياته الموجودة أصلا، ستعرفهم.. وإن لم تعرفهم أكيد ستكون قد سمعت بهم، وإن لم تسمع بهم فهذا مؤكد أنك عرفت أو سمعت عن نماذج قريبة منهم، هذا هو زولا والاتجاه الطبيعي الواقعي في الأدب الفرنسي .


hebergeur dimage



تيريز راكان.. قصّة النفس البشرية عندما تسيطر عليها الرغبة الجامحة والانسياق وراء الشهوة، فتتولد الأنانية وتعمى البصيرة ويسقط صوت العقل والضمير، فيرقص الشيطان طربا .


hébergeur d image gratuit



خيانة تؤدي إلى جريمة.. وجريمة تنتهي بانتحار.

الخيانة :

لابدّ من معرفة أفراد أسرة " مدام راكان "، ونبدأ بالأم مدام راكان .. سيّدة طيبة للطيفة، رقيقة المشاعر وحنونة جدا، تحب ولدها وابنة أخيها بشكل كبير. الإبن كميل .. فتى مدلل مريض الجسد والنفس . أما تيريز فهي فتاة في ريعان شبابها مندفعة قوية، تشتعل نشاطا ولكنّها تظهر عكس ذلك، و هذا التّضاد جعلها تنطوي على نفسها أكثر فأكثر وهذا الانطواء جعل كبتها الداخلي يزيد ويزيد مكونا رغبة جامحة وغاضبة، و هذه الرغبة بدورها ولدت استعدادا للإنحراف، واستعداد لتقبل هذا الإنحراف على أنّه مطلب شرعي لها .. وهذه هي الكارثة.
لا بدّ أيضا من معرفة لوران .. الشاب الذي يمكن أن نختزل نفسيته في أربع صفات : الخمول، الكسل، الشهوة، والأنانية . مما جعله كائنا مقززا لا يرغب إلا بالراحة، النوم،الأكل، الشرب وإشباع الغريزة .
سيدة لطيفة، فتى أبله مدلل، فتاة تشتعل رغبة وشاب شهواني حيواني .. هذه هي مواصفات الجو الملائم للخيانة .


hébergeur d images gratuit


الجريمة :

الحرمان .. ما أشقى الحرمان على قلوب العاشقين .. هذا الحرمان إن لم يكن عفيفا، وكان مقترنا بخيانة وبلهفة إلى المعصية، وبلهفة إلى الخداع، متقدا بنار الرجس والفجور وبعيدا كل البعد عن معاني الشرف، الفضيلة والكرامة .. فإنه سيؤدي إلى السقوط الحتمي، وهنا السقوط الحتمي كان عبارة عن جريمة، جريمة اشترك فيها الحبيبان ،جريمة اشتركت فيها الزوجة لترمل وراح ضحيتها فتى مسكين، ومن ورائه سيدة مسكينة وأم عطوف حنون .


hebergeur image


الإنتحار :



"
خيل للقاتل أنه نسي الجريمة، فهل نسيها حقا ؟
خيل للقاتل أنه أفلت من العقاب، فهل أفلت حقا ؟
خيل للقاتل أنه ظفر بأمنيته ؟ فهل ظفر بها حقا ؟
خيل للقاتل أن العقبة قد أزيلت من طرقه ؟ فهل زالت حقا تلك العقبة ؟ و هل استخلص تيريز لنفس ؟
و هل مات كميل ؟
"

عندما وصل الأمر إلى حدّه انقلب إلى ضدّه، و الأمر هنا هو اجتماع الشهوة الرغبة .. فعند وصول هذا الأمر إلى حدّه وهو القتل .. انقلب وتحول .. فصارت النار بردا و صارت الشهوة جمادا، و صارت القبلة قشعريرة .. وصار الحبيبان عدوان .. عدوان متلازمان لا يستطيع أحدهما فراق الآخر.. و تحوّل الحب إلى خوف وفزع .. ثم إلى اشمئزاز.. ثم إلى التفكير بالتخلص من الطرف الآخر. لذلك كان لابدّ من حل شكلي والحل الشكلي هنا هو مواصلة السقوط إلى القاع .. و الانغماس في الرذيلة .. ثم الحل الفعلي .. و هو الإنتحار .


image gratuite à télécharger


*
*
*

قال تعالى :

" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا "

*
*
*
*


القصّة الثانية في هذا الكتاب و هي قصّة " الوحش في الإنسان " لم تكن بمستوى القصة الأولى . . . . تقييمها ثلاث نجوم .