Magdi's Reviews > أرض زيكولا
أرض زيكولا
by
by
صدمة ما بعدها صدمة 😵
قراءة في رواية "أرض زيكولا"
بعد الكم الهائل من التهليل والمدح الذي وجدته على صفحات الفيسبوك المختلفة لرواية "أرض زيكولا"، واهتمامي بروايات الفانتازيا والخيال العلمي بشكل خاص، جعلني ذلك أنساق خلف التيار وأشتري الرواية وخليفتها "أماريتا" دون تردد، ثقة مني بحسن ذوق القراء.
لكن ما لم أكن أتوقعه أبدا هو أن تغدو هذه الرواية أسوأ ما قرأت على الإطلاق. لغة، أسلوبا وتكوينا.
بعض ما استوقفني ووجب طرحه لكل من يفكر باقتنائها أو حتى قراءتها إلكترونيا :
١. فقر شديد في القاموس اللغوي للكاتب، ما جعله أيضا يكرر الكثير من الكلمات في العديد من المواقع.
٢. ركاكة فظيعة في اللغة المستخدمة. حتى المحكية من اللهجات فلها درجات ومراتب، أما الكاتب فقد اختار أقلها مستوى.
٣. أخطاء نحوية كثيرة جدا.
٤. أخطاء تدقيقية في العديد من الصفحات، جعلت مثلا المونولوج الداخلي والسرد الخارجي يتداخلا في الصفحة رقم ٢٧٥.
٥. أخطاء تعبيرية كاستخدامه "تلك" مكان "هذه" في جملته "هذا هو الحصان الذي استأجره يامن .. إنه أسرع حصان رأيته بزيكولا .. لقد أحسن يامن الاختيار تلك المرة".
٦. إستخدام كلمات كلاسيكية أو عالية المستوى بعض الأحيان، والإصرار على تكرارها كثيرا، تنفر القارئ وسط بحر من الدونية اللغوية. وحتى هي لم تسلم من الأخطاء الإملائية ك"خرت قواه"، وإصراره على "خرت" مكان "خارت"، هذا رغم إصدار الرواية في عدة طبعات كان بالإمكان تصحيحها، ليدل هذا على الاستهتار الشديد.
٧. أحداث عشوائية غير مترابطة تسوقها بعيدا كل البعد عن المنطق. وإن كانت الرواية تصنف في دائرة الخيال والفانتازيا وما وراء الطبيعة، إلا أن ذلك لا يمت لهذه كلها بصلة لا من قريب ولا من بعيد. أمثلة :
أ) يستيقظ البطل خالد من نومه بجوار البحيرة ليشاهد أحد الفتيان وهو يوشك على الغرق، فيقوم فورا بإنقاذه، وإذا بالبطلة أسيل تقف بجواره، هذا رغم أنها في اليوم السابق كانت قد سافرت بعربتها بعيدا عن مكانه الحالي، وهي نفس الشخصية التي كان قد رآها وأعجب بها في إحتفالية الأمس.
ب) أنقذ البطل خالد أحد الفتيان من المرض، وإذا بوالدة الفتى تخبره عن رجل كانت قد قابلته قبل عقدين من الزمن، وإذا به نفس الرجل الذي كان يبحث عنه خالد منذ فترة طويلة.
ج) قابل خالد فتاة ليل في إحدى المناطق، ليصدف بأنها نفس الفتاة التي قابلها في منطقة أخرى بعيدة عن هذه الحالية، وليس هذا وحسب، بل يتضح بأن لديها علم عن الكتاب الذي كان يبحث عنه طويلا وعن صاحبه ومكان تواجده أيضا.
د) بعد قراءة خالد لإحدى الرسائل، توجه إثرها مسرعا يسابق الزمن نحو مكان ما بعيد، أثناء ذلك سقطت منه الرسالة دون علمه. وبعد وصوله وكان ما كان، يظهر فجأة صديقه وبيده نفس الرسالة كان قد عثر عليها وهو في طريقه إليه.
ه) بعد عودة خالد من أرض زيكولا، اتضح لعشيقته منى بأنه لم يعد مهتما بها، وهذا بعد أن انتظرته مدة طويلة جدا كانت أخباره خلالها قد انقطعت عنها. فافترقا، وأخذته مشاغل الحياة أياما وشهورا، لكن يقرر فجأة أن يذهب لخطبتها، مصرحا لجده "إحنا هنروح للمرة الأخيرة نطلب منى .. والله أبوها وافق هنجوزها .. ولو موافقش .. هنجوزها برضو"، ليستقبلهم والدها أروع استقبال، ويحتفل بقدومهم أبهى احتفال، أما هي فالفرحة لم تسعها وكأن شيئا لم يكن. عائلة بلا ضمير أو كرامة ؟!
٨. إستخفاف شديد بعقلية القارئ. أمثلة :
أ) قام والد منى برفض خطبتها من خالد ثمان مرات، ثم وافق على خطبتها من طبيب كان قد تقدم لطلب يدها رغما عنها. حتى فقد خالد الأمل، وقرر خوض مغامرة السرداب. وفورا بعد أن دخله وانطلق في رحلته، استطاعت منى إقناع والدها بالقبول به، ولا نعلم ما حل بالطبيب.
ب) حفر العمال نفقا طويلا تحت الأرض يمتد من بيت أحد معارف صديق خالد إلى خارج سور زيكولا، لكن المرور منه لا بد أن يكون زحفا لانخفاض سقفه. فكيف تم حفره يا ترى؟
ج) وقع خالد في حفرة عميقة جدا على حد تعبير الكاتب، وأثناء سقوطه ارتطم رأسه بجدار الحفرة فينزف دما. لكن فور وصوله للقاع وقف وأخذ يجري سالكا نفقا مظلما كان بداخله، ليسقط عدة مرات ثم يقف مكملا جريه ضاحكا وكأنه البطل الخارق، وهو أبعد ما يكون عن ذلك. والمضحك المبكي أنه كان يقف أحيانا ليستريح من شدة التعب وليس من أوجاع ما ألم به، ولو لمرة واحدة حتى.
٩. سخافة طرح أسلوب المونولوج الداخلي، والإشارة إليه في كل موقف بتكراره لمصطلحات ك"قال لنفسه" و "تحدث إلى نفسه" و "حدث نفسه".
١٠. ضعف شديد بالوصف والتصوير. مثال على ذلك جملته "يزحف كأنه إحدى الزواحف"، ويقف عند ذلك.
١١. ضعف الحوار، ليشعر القارئ أحيانا بأن الشخصيات لم تتجاوز سنواتها العشر الأولى على وجه البسيطة، ولا تفقه من اللغة شيئا. هذا واستخدامه للمحكية المصرية بجانب كل ما ذكر وسيذكر جعل الحوار سخيفا.
١٢. حبكات سطحية وأحداث متوقعة على طول الرواية، ليس فيها من الإثارة والغموض من شيء. حتى محاولته جعل لغز "الرأس" حدثا رئيسيا يبني عليه عمقا للرواية فقد فشل بتحقيقه، لنكتشف أن المقصود ب"الرأس" هو "رأس السور" أي زاويته. حتى الإنتقال بين الأحداث مصطنع ليس يربطها منطق أو وظيفة، ليغرق في العشوائية والسذاجة.
١٣. نهاية محبطة.
إختصارا لكل ما ذكرته، لا تستحق هذه الرواية أبدا الضجة المفتعلة حولها، وإن كان أدبنا العربي الحديث بحاجة إلى محاولات حثيثة لخوض عالم الفانتازيا وتحريك الخيال العلمي. فهي رواية دون المستوى لا تستحق حتى النجمة الواحدة بكل أسف ⭐
قراءة في رواية "أرض زيكولا"
بعد الكم الهائل من التهليل والمدح الذي وجدته على صفحات الفيسبوك المختلفة لرواية "أرض زيكولا"، واهتمامي بروايات الفانتازيا والخيال العلمي بشكل خاص، جعلني ذلك أنساق خلف التيار وأشتري الرواية وخليفتها "أماريتا" دون تردد، ثقة مني بحسن ذوق القراء.
لكن ما لم أكن أتوقعه أبدا هو أن تغدو هذه الرواية أسوأ ما قرأت على الإطلاق. لغة، أسلوبا وتكوينا.
بعض ما استوقفني ووجب طرحه لكل من يفكر باقتنائها أو حتى قراءتها إلكترونيا :
١. فقر شديد في القاموس اللغوي للكاتب، ما جعله أيضا يكرر الكثير من الكلمات في العديد من المواقع.
٢. ركاكة فظيعة في اللغة المستخدمة. حتى المحكية من اللهجات فلها درجات ومراتب، أما الكاتب فقد اختار أقلها مستوى.
٣. أخطاء نحوية كثيرة جدا.
٤. أخطاء تدقيقية في العديد من الصفحات، جعلت مثلا المونولوج الداخلي والسرد الخارجي يتداخلا في الصفحة رقم ٢٧٥.
٥. أخطاء تعبيرية كاستخدامه "تلك" مكان "هذه" في جملته "هذا هو الحصان الذي استأجره يامن .. إنه أسرع حصان رأيته بزيكولا .. لقد أحسن يامن الاختيار تلك المرة".
٦. إستخدام كلمات كلاسيكية أو عالية المستوى بعض الأحيان، والإصرار على تكرارها كثيرا، تنفر القارئ وسط بحر من الدونية اللغوية. وحتى هي لم تسلم من الأخطاء الإملائية ك"خرت قواه"، وإصراره على "خرت" مكان "خارت"، هذا رغم إصدار الرواية في عدة طبعات كان بالإمكان تصحيحها، ليدل هذا على الاستهتار الشديد.
٧. أحداث عشوائية غير مترابطة تسوقها بعيدا كل البعد عن المنطق. وإن كانت الرواية تصنف في دائرة الخيال والفانتازيا وما وراء الطبيعة، إلا أن ذلك لا يمت لهذه كلها بصلة لا من قريب ولا من بعيد. أمثلة :
أ) يستيقظ البطل خالد من نومه بجوار البحيرة ليشاهد أحد الفتيان وهو يوشك على الغرق، فيقوم فورا بإنقاذه، وإذا بالبطلة أسيل تقف بجواره، هذا رغم أنها في اليوم السابق كانت قد سافرت بعربتها بعيدا عن مكانه الحالي، وهي نفس الشخصية التي كان قد رآها وأعجب بها في إحتفالية الأمس.
ب) أنقذ البطل خالد أحد الفتيان من المرض، وإذا بوالدة الفتى تخبره عن رجل كانت قد قابلته قبل عقدين من الزمن، وإذا به نفس الرجل الذي كان يبحث عنه خالد منذ فترة طويلة.
ج) قابل خالد فتاة ليل في إحدى المناطق، ليصدف بأنها نفس الفتاة التي قابلها في منطقة أخرى بعيدة عن هذه الحالية، وليس هذا وحسب، بل يتضح بأن لديها علم عن الكتاب الذي كان يبحث عنه طويلا وعن صاحبه ومكان تواجده أيضا.
د) بعد قراءة خالد لإحدى الرسائل، توجه إثرها مسرعا يسابق الزمن نحو مكان ما بعيد، أثناء ذلك سقطت منه الرسالة دون علمه. وبعد وصوله وكان ما كان، يظهر فجأة صديقه وبيده نفس الرسالة كان قد عثر عليها وهو في طريقه إليه.
ه) بعد عودة خالد من أرض زيكولا، اتضح لعشيقته منى بأنه لم يعد مهتما بها، وهذا بعد أن انتظرته مدة طويلة جدا كانت أخباره خلالها قد انقطعت عنها. فافترقا، وأخذته مشاغل الحياة أياما وشهورا، لكن يقرر فجأة أن يذهب لخطبتها، مصرحا لجده "إحنا هنروح للمرة الأخيرة نطلب منى .. والله أبوها وافق هنجوزها .. ولو موافقش .. هنجوزها برضو"، ليستقبلهم والدها أروع استقبال، ويحتفل بقدومهم أبهى احتفال، أما هي فالفرحة لم تسعها وكأن شيئا لم يكن. عائلة بلا ضمير أو كرامة ؟!
٨. إستخفاف شديد بعقلية القارئ. أمثلة :
أ) قام والد منى برفض خطبتها من خالد ثمان مرات، ثم وافق على خطبتها من طبيب كان قد تقدم لطلب يدها رغما عنها. حتى فقد خالد الأمل، وقرر خوض مغامرة السرداب. وفورا بعد أن دخله وانطلق في رحلته، استطاعت منى إقناع والدها بالقبول به، ولا نعلم ما حل بالطبيب.
ب) حفر العمال نفقا طويلا تحت الأرض يمتد من بيت أحد معارف صديق خالد إلى خارج سور زيكولا، لكن المرور منه لا بد أن يكون زحفا لانخفاض سقفه. فكيف تم حفره يا ترى؟
ج) وقع خالد في حفرة عميقة جدا على حد تعبير الكاتب، وأثناء سقوطه ارتطم رأسه بجدار الحفرة فينزف دما. لكن فور وصوله للقاع وقف وأخذ يجري سالكا نفقا مظلما كان بداخله، ليسقط عدة مرات ثم يقف مكملا جريه ضاحكا وكأنه البطل الخارق، وهو أبعد ما يكون عن ذلك. والمضحك المبكي أنه كان يقف أحيانا ليستريح من شدة التعب وليس من أوجاع ما ألم به، ولو لمرة واحدة حتى.
٩. سخافة طرح أسلوب المونولوج الداخلي، والإشارة إليه في كل موقف بتكراره لمصطلحات ك"قال لنفسه" و "تحدث إلى نفسه" و "حدث نفسه".
١٠. ضعف شديد بالوصف والتصوير. مثال على ذلك جملته "يزحف كأنه إحدى الزواحف"، ويقف عند ذلك.
١١. ضعف الحوار، ليشعر القارئ أحيانا بأن الشخصيات لم تتجاوز سنواتها العشر الأولى على وجه البسيطة، ولا تفقه من اللغة شيئا. هذا واستخدامه للمحكية المصرية بجانب كل ما ذكر وسيذكر جعل الحوار سخيفا.
١٢. حبكات سطحية وأحداث متوقعة على طول الرواية، ليس فيها من الإثارة والغموض من شيء. حتى محاولته جعل لغز "الرأس" حدثا رئيسيا يبني عليه عمقا للرواية فقد فشل بتحقيقه، لنكتشف أن المقصود ب"الرأس" هو "رأس السور" أي زاويته. حتى الإنتقال بين الأحداث مصطنع ليس يربطها منطق أو وظيفة، ليغرق في العشوائية والسذاجة.
١٣. نهاية محبطة.
إختصارا لكل ما ذكرته، لا تستحق هذه الرواية أبدا الضجة المفتعلة حولها، وإن كان أدبنا العربي الحديث بحاجة إلى محاولات حثيثة لخوض عالم الفانتازيا وتحريك الخيال العلمي. فهي رواية دون المستوى لا تستحق حتى النجمة الواحدة بكل أسف ⭐
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
أرض زيكولا.
Sign In »
Reading Progress
June 8, 2018
–
Started Reading
June 8, 2018
– Shelved
June 8, 2018
– Shelved as:
to-read
June 25, 2018
–
Finished Reading
Comments Showing 1-5 of 5 (5 new)
date
newest »
message 1:
by
Nehal
(new)
-
rated it 2 stars
Dec 13, 2018 03:36PM
reply
|
flag