عمر فايد's Reviews > اغتصاب العقل: سيكولوجيا السيطرة على التفكير ولإبادة العقل وغسيل الدماغ
اغتصاب العقل: سيكولوجيا السيطرة على التفكير ولإبادة العقل وغسيل الدماغ
by
by
أتعجب من أفول نجم هذا الكتاب مقارنة بكتاب آخر مثل الإنسان والبحث عن معنى، فكلاهما صدر في نفس الحقبة تقريبًا (في أعقاب الحرب العالمية الثانية وأهوالها) وكلاهما خُط بيدي عالمي نفس شهدا من المآسي وذاقا من ويلات الأسر والحرب ما جعلهما شاهدين على حدود الطاقة البشرية ونقاط انهيارها، ليس في أنفسهما فقط، بل في عشرات أو حتى مئات المعتقلين وأسرى الحرب الذين تعاملا معهم وعاصر كليهما أتون الحربين العالميتين.. إلا أن الكتاب الذي بين يديك لم يكتب على عجل (كُتب الإنسان والبحث عن معنى في تسعة أيام فقط انكب فيهما فيكتور فرانكل على سرد تجربته عقب خروجه من المعتقل مباشرة) ولم يقتصر مؤلفه على تناول تأثير ويلات الحروب وقهر المعتقلات ومناهج الطغيان على الفرد فحسب، بل تناول بذكاء ثاقب تأثيرها على الجماهير في ظل الحكومات الشمولية المستبدة ووسائلهم في كيفية السيطرة عليها، وستدرك بنفسك إنه بعد مرور قرابة سبعة عقود على صدور الكتاب، مازالت الطرق التي بين دفتي هذا الكتاب هي نفس وسائل النظم التي تؤسس للطغيان في شتى بقاع الأرض حتى يومنا هذا.
أمتعني هذا الكتاب إلى الدرجة التي جعلتني أقول مازحًا لأحد أصدقائي أنه ينبغي عليَّ دفع المال لدار النشر لقاء ترجمته لا العكس! فعندما اجتمعت بصيرة وعلم المؤلف مع الحقبة التاريخية المهمة التي وصل فيها العالم إلى الذروة تطبيق الشمولية بنظاميها الأشهر الشيوعي والنازي، جعل من هذا الكتاب وثيقة مهمة للكيفية التي يمكن أن تتشكل بها عقول أجيال متعاقبة، وذلك بسوء استخدام حيل نفسية تلعب على مشاعر دفينة قابعة داخل كل منا. وفي هذا اللون من المؤلفات، لا شيء يلفت الانتباه بقدر معرفة شتى النتائج التي تصل إليها النفس البشرية تحت وطأة القهر والتعذيب الممنهج والظلم، أما ما يسترعي الانتباه أكثر فهو النتائج الكارثية التي يمكن أن تؤول إليه شعوب بأكملها إذا ما جرى ترويعها بهذه الأساليب، وإذا ما سخرت كل أشكال الإعلام والتعليم والثقافة والتزييف العلمي خدمة لأهداف هذه أنظمة شمولية.
لم يكتفي المؤلف د. جوست ميرلو بوصف الحالة فقط، بل أعطى علاجًا ناجعًا يمكن للأمم الحرة والعادلة أن تحصن به نفسها ضد هذا السرطان الشمولي الذي قد يصيبها في أي وقت. وذلك بطرحه لحلول على المستويين الفردي والجماعي، تجعل من هذا الكتاب من وجهة نظري المتواضعة دليلاً إرشاديًا مهمًا لكل فرد، وكل أمة.
أمتعني هذا الكتاب إلى الدرجة التي جعلتني أقول مازحًا لأحد أصدقائي أنه ينبغي عليَّ دفع المال لدار النشر لقاء ترجمته لا العكس! فعندما اجتمعت بصيرة وعلم المؤلف مع الحقبة التاريخية المهمة التي وصل فيها العالم إلى الذروة تطبيق الشمولية بنظاميها الأشهر الشيوعي والنازي، جعل من هذا الكتاب وثيقة مهمة للكيفية التي يمكن أن تتشكل بها عقول أجيال متعاقبة، وذلك بسوء استخدام حيل نفسية تلعب على مشاعر دفينة قابعة داخل كل منا. وفي هذا اللون من المؤلفات، لا شيء يلفت الانتباه بقدر معرفة شتى النتائج التي تصل إليها النفس البشرية تحت وطأة القهر والتعذيب الممنهج والظلم، أما ما يسترعي الانتباه أكثر فهو النتائج الكارثية التي يمكن أن تؤول إليه شعوب بأكملها إذا ما جرى ترويعها بهذه الأساليب، وإذا ما سخرت كل أشكال الإعلام والتعليم والثقافة والتزييف العلمي خدمة لأهداف هذه أنظمة شمولية.
لم يكتفي المؤلف د. جوست ميرلو بوصف الحالة فقط، بل أعطى علاجًا ناجعًا يمكن للأمم الحرة والعادلة أن تحصن به نفسها ضد هذا السرطان الشمولي الذي قد يصيبها في أي وقت. وذلك بطرحه لحلول على المستويين الفردي والجماعي، تجعل من هذا الكتاب من وجهة نظري المتواضعة دليلاً إرشاديًا مهمًا لكل فرد، وكل أمة.
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
اغتصاب العقل.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
Finished Reading
February 16, 2021
– Shelved
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)
date
newest »
message 1:
by
نجد
(new)
Feb 18, 2021 04:17AM
reply
|
flag